اعتقالات في القدس وإبعاد ناشطين عن "الأقصى"

شرع جيش الاحتلال ومخابراته ابتداء من الليلة قبل الماضية، بحملة اعتقالات واسعة النطاق في القدس المحتلة، وإصدار قرارات بالإبعاد عن الحرم القدسي الشريف، حيث المسجد الأقصى المبارك، تمهيدا لاجتياحات المستوطنين المتوقعة ابتداء من اليوم، وطوال نهار يوم غد الأحد، بسبب أحياء اليهود المتدينين لما يسمى "خراب الهيكل"، إذ تنادت عصابات مستوطنين إرهابية لاجتياحات جماعية للمسجد الأقصى غدا الأحد.
وقالت تقارير فلسطينية أمس، إن قوات الاحتلال وأجهزة مخابراته اقتحمت معظم حارات القدس القديمة، وشنت حملة مداهمات لمنازل واعتقالات لشبان طالت 20 شابا، وجميعهم افرج عنهم بعد ساعات، شرط الابعاد عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوما، ما يؤكد أن حملة الترهيب التي من المتوقع أن تكون قد استمرت الليلة الماضية، وستستمر اليوم الأحد، هدفها منع التصدي لعصابات المستوطنين.
وقال عضو لجنة أهالي الأسرى والمقدسيين علاء الحداد أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على بعض المعتقلين، كما وضعت القيود البلاستيكية مُحكمة بأيديهم مما ادى الى اصابتهم بانتفاخات مكان القيود.
كما هاجمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية منزلاً في حي بطن الهوى (الحارة الوسطى في سلوان) يعود لعائلة الرجبي بقنابل صوتية وغازية سامة، واقتحمته وأجرت فيه عمليات تفتيش استفزازية بحجة البحث عن أحد أفراد العائلة لاعتقاله.
وكان عشرات المقدسيين، قد أدوا صلاة الجمعة امس، في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، دعما للأسرى المضربين عن الطعام وأبرزهم بلال كايد. وشارك في الصلاة: مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وشخصيات وقوى وفعاليات وطنية وأهالي الأسرى المقدسيين. واعتصم المشاركون عقب الصلاة، ورفعوا صور أبنائهم الأسرى ولافتات مطالبة بالإفراج عن الأسرى والتضامن مع المضربين عن الطعام منهم. ودعا المفتي محمد حسين، أبناء شعبنا إلى التضامن مع الأسرى والمشاركة في الوقفات المساندة لهم في إضرابهم المفتوح عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري وخاصة الأسير بلال كايد المضرب منذ نحو شهرين.
وعلى صعيد مسيرات الجمعة في الضفة، فقد قمعت قوات الاحتلال امس، مسيرة بلعين الأسبوعية الشعبية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، والتي حملت عنوان "الإفراج العاجل عن الأسير المضرب عن الطعام بلال كايد".
ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وصور الاسير كايد، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه وعن زملائه المضربين عن الطعام، كما استخدموا المرايا العاكسة التي كتب عليها "أنا محتل" وعكست على جنود الاحتلال على بزاتهم العسكرية لإجبارهم على رفع شعار "أنا محتل". وشارك في المسيرة نشطاء سلام ووفود دولية وأهالي القرية. وقدم منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في القرية عبدالله أبو رحمة، شرحا للوفود المشاركة عن تجربة بلعين في مقاومة الجدار والاستيطان، وعوامل نجاح التجربة في هدم الجدار واستعادة الأرض، وكذلك رد فعل جيش الاحتلال والأسلحة المستخدمة في قمع المسيرات وطرق العقاب ضد المدنيين في القرية.
واعتقلت قوات الاحتلال بعد ظهر أمس، شابا في العشرين من عمره، وأصابت عددا آخر من المتظاهرين خلال تصدي الأهالي لمجموعة من المستوطنين، الذين قدموا إلى الشارع الرئيسي لبلدة حوارة جنوب نابلس لأداء طقوس دينية يهودية.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الفلسطينية غسان دغلس، إن الاحتلال استدعى تعزيزات لتوفير الحماية للمستوطنين الذين قاموا بهذه الأعمال الاستفزازية.