تغييرات هائلة في التلفزيون الأردني بعد حادثة الضرب ! تفاصيل ..
تساعد حادثة اعتداء أحد المذيعين في التلفزيون الأردني بالضرب على رئيس مجلس الإدارة المعين حديثا لتطوير العمل جورج حواتمة في تسليط الضوء مجددا على «الواقع المرّ» لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وعلى العقلية التي تديرها بالماضي، رغم أن البلاد بصدد «انفتاح كبير» وغير مسبوق على صعيد العمل الإعلامي الحر، كما فهمت «القدس العربي» من وزير الاتصال الدكتور محمد مومني.
أحد المذيعين أثار عاصفة من الجدل عندما اعترض على مطالبة رئيس مجلس الإدارة له بمراجعة مديره المباشر بشأن مسألة إدارية.
الموظف لم يعجبه الأمر فاستخدم منفضة سجائر لضرب حواتمة الذي انتهى في المستشفى لتلقي العلاج، وفي المركز الأمني لتقديم شكوى رسمية ضد زميله الموظف المذيع.
المذيع نفسه ضيف الله حديثات تحدث عن خلاف ومشاجرة وضرب متبادل مع حواتمة، لكن الإعلاميين يعرفون الثاني جيدا باعتباره من الأشخاص المسالمين جدا والذين لم يسبق لهم أن شاركوا في أي عراك.
الحادثة وبعيدا عن جانبها الشخصي الانفعالي تسلط الضوء مجددا على الذهنية الوظيفية البائسة التي تدار بها عبر عقود مؤسسة التلفزيون اليتيم في الأردن، خصوصا وأن حادثة الاعتداء حصلت وسط مؤسسة إعلامية. حواتمة الموصوف باعتباره من رموز التيار الليبرالي في الإعلام الوطني يشعر بالإحباط بسبب ما حصل. ومن الواضح أن الضربة موجهة لسيناريوهات التغيير التي يقترحها خلف الستارة، خصوصا وأن البرنامج المختلف عليه يتعلق بمؤسسة سيادية كبيرة.
حواتمة ومن خلفه مومني يجدون أحيانا صعوبة في اقناع بقية المسؤولين بأن شاشة الحكومة ينبغي أن تعمل ضمن بعض الأسس المهنية. بكل الأحوال الاعتداء على رئيس مجلس الإدارة الليبرالي يعني تعزيز فرصة الخيارات البديلة التي تنادي بتأسيس شاشات جديدة والانقلاب على الأداء القديم، حيث سيستفيد من الحادثة تلفزيون المستقبل البديل الذي يتم تجهيزه بدعم ملكي خلف الأضواء.
الحادثة نفسها حصلت في ظل موجة تراخيص تراعي الانفتاح الإعلامي، فالحكومة الأردنية تفاوض من أجل تأسيس نسخة محلية من «إم بي سي» موازية للنسخة المصرية ومتخصصة بالدراما، وقبل اسابيع حصل أبرز ملياردير أردني، وهو زياد المناصير على رخصة لتأسيس تلفزيون جديد منوع وباستثمار قدره سيصل لـ50 مليون دولار.