أحمد زويل: الغرب يخلده قامة علمية هاجرت من بيئة طاردة للإبداع

 أكثر ما يلفت الانتباه في الحديث عن رحيل عالم الكيمياء الأميركي الجنسية المصري الأصل، الدكتور أحمد زويل، ما كتبه أردني على صفحته في موقع "فيس بوك": سيذكر زويل في الغرب بصفته قامة علمية. سيذكر في بيئة تعي تماما القيمة المضافة التي قدمها للعلم. بينما لن يخضعه العرب لمثل هذا المعيار الذي يغيب عن حياتهم، لأن العلم غائب أولا عن حياتهم، وهو ليس من ضمن اهتمامهم، ولأن دورهم يقتصر على استهلاك منتجات العلم بصفته سلعة وليس طريقة للتفكير".
وفي آخر تغريدة على تويتر كتب العالم الراحل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء العام 1999، "وفي كل هذه المرحلة وحتى اللحظة أوصيت بعدم استخدام العنف مع الطلاب".​
ومما كتبه كذلك: "وأنت في طريقك لمطار اليابان سوف تجد لوحة إعلانية مدون عليها عبارة "فكر لتبدع"، أما وأنت في طريقك لمطار القاهرة سوف تجد لوحة إعلانية كتب عليها: "تايجر أكبر وسيطر،" وفي الناحية الثانية لوحة إعلانية أخرى تقول: "استرجل واشرب بريل".
وعن حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء، قال زويل" عندي أمل كبير أن هذه الجائزة الأولى سوف تلهم الأجيال الشابة في الدول النامية، وتحثهم على الأخذ بأسباب العلم والاعتقاد بإمكانية الإسهام في دنيا العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي".​
ومنح زويل أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية ووسام بنجامين فرانكلين وجائزة ليوناردو دافنشي وجائزة الملك فيصل وميدالية بريستلي.
ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس. وأنشأت أيضا جوائز عالمية تحمل اسمه وأنشأت مؤسسة تحمل اسمه وتعمل على دعم نشر المعرفة.
وكان زويل عضوا منتخبا في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية ومن بينها جمعية الفلسفة الأميركية والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الملكية في لندن والأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الروسية والأكاديمية الصينية والأكاديمية السويدية.
ورشح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة زويل لعضوية المجلس الاستشاري العلمي للأمم المتحدة والذي يقدم المشورة في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وفي مصر حصل زويل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وعلى قلادة النيل العظمى وهي أرفع وسام مصري.
وحصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن أبحاثه في مجال "كيمياء الفيمتو"، وهي تكنولوجيا لتصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر، أتاحت مراقبة حركات الذرات أثناء التحولات الجزيئية في زمن "الفيمتو ثانية"، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
وإضافة إلى نوبل حصل زويل على ثلاثين جائزة دولية، كما نال عدة أوسمة، فضلا عن خمسين درجة فخرية في مجالات العلوم والفنون والفلسفة والقانون والطب والآداب الإنسانية.
وفي عام 2009 عينه الرئيس الأميركي باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض. وفي نوفمبر/تشرين الأول من العام نفسه، عين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط.
كان العالم الراحل يعالَج من مرض السرطان منذ سنوات، حيث كشف عام 2013 عن إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، وقال آنذاك إنه تخطى المرحلة الحرجة وإنه في المراحل النهائية من العلاج.
وأفادت وكالة رويترز بأن العالم الراحل كان قد أوصى بأن يدفن في مصر بعد وفاته. وقال شريف فؤاد المتحدث الإعلامي باسم زويل للتلفزيون المصري إن زوجة زويل "أبلغتنا الآن أن وصية الدكتور أن ينقل جثمانه إلى مصر وأن يوارى الثرى هناك".
يذكر أن زويل ولد عام 1946 في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمالي مصر، ودرس الكيمياء في جامعة الإسكندرية قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا ثم عمل أستاذا في كبرى الجامعات الأميركية.
ومن اشهر مواقفه بعد انطلاق ثورة 25 يناير 2011 دعوته خلال لقائه ممثلين للأطراف السياسية في مصر، للرئيس في حينه حسني مبارك أن يكون أول رئيس لأكبر دولة في الشرق الأوسط يسلم السلطة وهو على قيد الحياة.
وشملت المبادرة إلغاء قانون الطوارئ وتعديل قوانين الأحزاب والنقابات المهنية ومباشرة الحقوق السياسية، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين لاسيما المعتقلين من شباب الحركات السياسية وجماعة الإخوان المسلمين.
ودعت كذلك إلى إحداث تغيير جذري في منظومة الإعلام المصرية، وعدم حجب شخصيات معارضة من الظهور في وسائل الإعلام الرسمية، وإلغاء التشريعات المقيدة للحريات.