منتخبات العالم تواجه الأميركيين بأسلحتهم

تشهد العاب ريو 2016 مشاركة قياسية من حيث عدد لاعبي دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين بوجود 47 لاعبا، بينهم بطبيعة الحال 12 لاعبا من المنتخب الأميركي الساعي إلى الفوز بالذهبية الثالثة على التوالي بمنتخب يمكن القول انه من "الصف الثاني" بغياب لاعبين مثل ليبرون جيمس وستيفن كوري.
ويمكن القول إن العالم سيواجه الأميركيين بأسحلتهم، اي لاعبي الدوري الاميركي للمحترفين الذي سيتمثل بخمسة لاعبين في كل من البرازيل المضيفة وفرنسا واستراليا.
وسيكون المنتخب الأميركي مرشحا كالعادة للفوز بالذهبية التي افلتت منه ثلاث مرات فقط أعوام 1972 و1988 و2004 (قاطع اولمبياد 1980)، ولتأكيد الصحوة التي حققها بقيادة مدربه مايك كرشيشفسكي الذي حقق نجاحا ملفتا خلال الأعوام العشرة التي تولى فيها الاشراف على المنتخب.
وقد أعاد مدرب جامعة ديوك للأميركيين هيبتهم في بكين 2008 بعد ان فقدوها في الأعوام السبعة السابقة؛ حيث فشلوا في الظفر باي لقب في ثلاث مشاركات كبرى ما جعل الجميع يتحدث عن انهم يدفعون ثمن العولمة السلوية.
وكان المنتخب الأميركي فرض نفسه نجما مطلقا في المناسبات الرسمية وخصوصا في الألعاب الأولمبية التي حصد جميع القابها منذ ادراج لعبة كرة السلة في الالعاب الاولمبية العام 1936، وهو لم يخفق إلا العام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي أمام الاتحاد السوفياتي في مباراة مثيرة للجدل، والعام 1988 في سيول عندما خرج في الدور نصف النهائي امام المنتخب نفسه، علما بأنه لم يشارك في موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفياتي لأفغانستان.
لكن الواقع السلوي الجديد بدأ يثقل كاهل الأميركيين الذين فشلوا في تحقيق أفضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في انديانابوليس العام 2002 حيث كان اللقب صربيا، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في أولمبياد اثينا 2004 فيما كان اللقب أرجنتينيا، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان العام 2006 حيث توج الاسبان باللقب.
وبدأ القيمون على المنتخب يأخذون منافسيهم على محمل الجد اذ وضعوا برنامجا تدريبيا مكثفا انطلق قبل مونديال اليابان وكان تحضيرا لهذا الحدث الذي اكتفوا خلاله بالمركز الثالث تحت إشراف كرشيشفسكي، ولأولمبياد بكين الذي شكل نقطة العودة غلى واقع الهيمنة الأميركية على لعبة العمالقة؛ اذ توجوا بعدها بلقب كأس العالم العام 2010 في تركيا ثم اضافوا ذهبية لندن 2012 وبطولة العالم 2014 الى رصيدهم الماسي.
شتان بين 1992 و2016
ومن المؤكد أن اللعبة قطعت شوطا كبيرا منذ أولمبياد برشلونة 1992 الذي كان شاهدا على منتخب الأحلام الاول مع نجوم مثل مايكل جوردان وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دراكسلر وتشارلز باركلي إضافة إلى جون ستاكتون وكارل مالون وسكوتي بيبن وكريس مولين وباتريك ايوينغ وديفيد روبنسون وكريستيان لايتنر.
حينها، كانت المنتخبات الأخرى تنظر إلى المنتخب الأميركي الذي شارك للمرة الأولى بمحترفي الدوري المحلي، كفريق قادم من الفضاء ولم يكن هناك في المنتخبات الـ11 الأخرى في برشلونة 1992 سوى 6 لاعبين اختبروا اللعب في دوري العمالقة (الأسترالي لوك لونغلي والليتواني ساروناس مارسيوليونيس والكرواتيان درازن بتروفيتش وستويكو فرانكوفيتش والألماني ديتليف شريمف وألكسندر فولكوف من اتحاد جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.
لكن "عولمة" دوري كرة السلة الأميركي بقيادة المفوض السابق ديفيد شتيرن أوصلت إلى الواقع السلوي العالمي الجديد وهذا الأمر تحدث عنه مدير كرة السلة في ملعب "كاريوكا ارينا 1" المخصص للمسابقة في ريو 2016 باولو فياش بواش.
وقال فياش بواش الذي واجه مع بلاده منتخب الأحلام الأول في دور المجموعات من اولمبياد برشلونة 1992: "العديد من الدول تعتمد مقاربات مختلفة في هذه اللعبة. هذا الأمر أسهم في تحسين لاعبي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، والعكس صحيح ايضا لان لاعبي دوري المحترفين أسهموا في تحسين مستوى الدول الأخرى. هذا النوع من العولمة هو أفضل ما يمكن بالنسبة لهذه الرياضة، الألعاب الأولمبية ودوري المحترفين الأميركي".
وعاد فياش بواش بالذاكرة إلى مباراة 1992 في الجولة الرابعة من الدور الاول والتي انتهت لمصلحة جوردان ورفاقه 127-83، قائلا للموقع الرسمي لألعاب ريو 2016: "كنا ندرك انه من شبه المستحيل الفوز بالمباراة لكننا اردنا التنافس معهم، ان نلعب بقوة ضدهم وان نظهر لأنفسنا والعالم انه باستطاعتنا ان نلعب ضد افضل منتخب على الإطلاق".
ويأمل البرازيليون تجديد الموعد مع المنتخب الأميركي لكن هذه المرة ستكون في الأدوار الاقصائية وفرص الفوز لن تكون شبه مستحيلة مثلما كان الأمر العام 1992 لأن الواقع السلوي تغير والمنتخب المضيف يضم في صفوفه خمسة لاعبين من الدوري الاميركي هم لياندرو باربوزا (فينيكس صنز) ونيني هيلاريو (هيوستن روكتس) وراوولزينيو نيتو (يوتا جاز) وكريستيانو فيليسيو (شيكاغو بولز) ومارسيلينيو هويرتاس (لوس انجليس ليكرز)، فيما انسحب اندرسون فارجاو (غولدن ستيت ووريورز) بسبب الإصابة.
ويتأهل الى الدور ربع النهائي اصحاب المراكز الأربعة الأولى في المجموعتين.
وتفتتح الولايات المتحدة مشوارها السبت ضد الصين التي تضم في صفوفها لاعبي الدوري الأميركي السابق يي جيانلين والحالي وانغ جيلين (ممفيس غريزليز).