الأهلي يلعب ويكسب كأس الكؤوس والوحدات ‘‘غير مقنع‘‘
لعب الأهلي فكسب يوم أول من أمس لقب كأس الكؤوس الرابعة والثلاثين لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، منذ إنطلاق المسابقة في العام 1981، وسط فرحة عارمة من أنصاره، الذين احتفلوا وسيحتفلون مطولا بالفريق، الذي أنهى الموسم الماضي بلقب كأس الأردن وافتتح الموسم الحالي بكأس الكؤوس، وأثبت بما لا يدع مجالا للشك، بأنه راغب وقادر في ذات الوقت على أن يكون ضمن الحلقة الضيقة من الفرق المتنافسة على القاب ما تبقى من مسابقات الموسم، حيث ستنطلق منافسات الدرع يوم غد، ومن ثم تنطلق منافسات دوري المناصير للمحترفين وكأس الأردن.
فوز عن جدارة
الأهلي فاز عن جدارة واستحقاق بلقب كأس الكؤوس، فقد ادار ظهره للترشيحات التي صبت في معظمها لصالح الوحدات قبل أن تبدأ المباراة، لكن الاداء خلال المباراة جعل الأهلي يضحك اولا واخيرا وكثيرا، لأن بريق الذهب زين الميداليات الذهبية التي طوقت اعناق اللاعبين كحال كأس البطولة الذي حمله اللاعبون وطافوا به صوب انصارهم واستمتعوا بالجائزة المالية ومقدارها 15000 دينار.
خسارة تترك علامات استفهام
في المقابل خرج الوحدات بـ"خفي حنين"، فالاداء كان سيئا للغاية لاسيما في الشوط الثاني من المباراة، وتعذب انصار الفريق وهم يشاهدون فريقهم يفتتح الموسم الكروي الجديد بالخسارة كما أنهى الموسم الماضي بالخسارة، وإلى جانب علامات الاستفهام التي طافت في اذهان الوحداتية، فإن سؤالا محيرا طغى على السنة الوحداتية مفاده: هل هذا هو اداء الوحدات في ظل صفقات الاحتراف الاخيرة، ام أن مباراة كأس الكؤوس ليست بالمعيار الحقيقي لوضع حامل لقب الدوري في الموسم الماضي؟.
جماهير وحداتية وفيّة حضرت بالآلاف قبل أكثر من ست ساعات من بدء المباراة، كانت تمني النفس في الحصول على لقب البطولة، بعد أن فقدته لحساب الفيصلي في افتتاح الموسم الماضي، لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهي السفن الوحداتية، التي ضلت طريقها بشكل محير، فيما كان المدير الفني الجديد للفريق عدنان حمد يرتشف قطرات المياه الباردة، تبعا لحرارة الجو وحرارة الاعصاب التي "احترقت"، خصوصا وأنها أول مباراة رسمية للوحدات في عهد المدرب حمد، في حين كان ربان سفينة الأهلي ماهر بحري يقودها الى بر الامان، متطلعا نحو ساعة يده، وكأنه يريد لزمن المباراة أن ينتهي بسرعة ويتحقق حلم الحصول على كأس البطولة.
لماذا كسب الأهلي وخسر الوحدات؟
ربما يتساءل كثيرون.. لماذا كسب الأهلي وخسر الوحدات؟.
في واقع الامر فإن رؤية متأنية لاداء الفريقين على مدار دقائق المباراة تبدو كفيلة لتبيان الحقيقة والاجابة على مختلف الاسئلة المتشعبة من السؤال الرئيسي، فقد ذهب اللقب للأهلي عن جدارة، لأن الوحدات لم يقدم ما هو متوقع منه، وربما وإن اضاع الوحدات بعضا من الفرص الخطرة، الا أن الأهلي هو الآخر اضاع عددا كبيرا من الفرص الثمينة.
عنصر المباغتة في التشكيل واسلوب اللعب والخطة التي وضعها الأهلي، ساهمت الى حد كبير في تحقيق الفوز بهدفين لهدف، فالفريق نزل الى أرض الملعب محاولا تحييد جماهير الوحدات في وقت مبكر ونجح في ذلك عندما سجل محمود مرضي هدفا باغت الحارس عامر شفيع بعد مرور 13 دقيقة، وكانت تلك البداية التي حرمت الوحدات من الحصول على اللقب للمرة 13 في تاريخه!.
التزام تكتيكي عالي المستوى اظهره لاعبو الأهلي، وإن ظهرت على بعضهم علامات العصبية والخشونة، والتركيز على إيذاء لاعب الوحدات حسن عبدالفتاح في أكثر من موقف، ما أدى الى حدوث بعض حالات الاحتكاك التي استوعبها الحكم ادهم مخادمة واستعمل على اثرها البطاقة الصفراء، كما امتلك لاعبو الأهلي لياقة بدنية اسعفتهم على الجري في الملعب والانتقال من الدفاع الى الهجوم بشكل متوازن وخطر، وعكس ذلك كان الانسجام يغيب عن لاعبي الوحدات، ربما لاختلاف ملموس حدث على تشكيلة الفريق واسلوب اللعب، ما ساهم في خلط ادوار اللاعبين وعدم قدرتهم على التكيف على بعض المراكز والادوار الجديدة في الملعب، ويضاف الى ذلك طغيان عنصر الخبرة وكبر السن على معظم التشكيلة في ظل وجود عامر شفيع وباسم فتحي ومحمد الدميري وحسن عبدالفتاح وتوريس ومحمد مصطفى وعبدالله ذيب وفيما بعد عامر ذيب، فكان الجري في الملعب بطيئا للغاية، ولم يمتلك الوحدات الزخم الهجومي المطلوب بأكبر عدد من اللاعبين في الثلث الاخير من الملعب، ما منح مدافعي الأهلي القدرة على تحطيم هجمات الوحدات واعادة صياغتها بقالب هجومي خطير.
ربما لا تعطي هذه المباراة الصورة الكافية عن حال الفريقين، لكنها يمكن ان تمنح مؤشرات ورسائل وتدق ناقوس الخطر، وتؤكد بأن الصراع سيكون قويا حتى وإن كان مستوى مباراة كأس الكؤوس لم يصل الى درجة الجيد.
عودة درع الاتحاد
تنطلق اعتبارا من يوم غد مباريات بطولة درع الاتحاد، التي ستأخذ شكلا اعداديا وتنافسيا في ذات الوقت، حيث تم توزيع الفرق المشاركة على مجموعتين طبقا للقرعة التي سحبت في وقت سابق، فضمت المجموعة الأولى فرق الفيصلي والحسين إربد والبقعة والصريح وسحاب والجزيرة، فيما ضمت المجموعة الثانية فرق الوحدات والمنشية والرمثا والأهلي وشباب الأردن وذات راس.
وطبقا للتعليمات فإن مباريات الدور الأول تقام حسب نظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة الى دور الأربعة، الذي يقام وفق نظام خروج المغلوب من مرة واحدة، حيث يلعب أول المجموعة الأولى مع ثاني المجموعة الثانية، كما يلعب أول المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الأولى، ويتأهل الفائزان في هاتين المباراتين لخوض المباراة النهائية، فيحصل البطل على 15000 دينار والوصيف على 10000 دينار.
اتحاد كرة القدم ومن اجل افساح المجال أمام الأندية لتجريب أكبر قدر من لاعبيها، استعدادا لبدء منافسات دوري المناصير للمحترفين اعتبارا من 22 تشرين الأول (اكتوبر) وحتى 21 نيسان (ابريل) المقبلين، وبطولة كأس الأردن اعتبارا من 31 تشرين الأول (اكتوبر) وحتى 28 نيسان (ابريل) المقبلين، سمحت للفرق المشاركة في الدرع باجراء خمسة تبديلات بدلا من ثلاثة في المباراة، وزيادة كشف اللاعبين الاحتياط إلى 11 لاعبا، لتمكين الأندية من تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين، لتكون صورة الفرق أكثر دقة أمام المدراء الفنيين والمدربين قبل بدء منافسات الدوري.
بالطبع الجولة الاولى التي ستقام على مدار ايام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ستقام بالاضافة الى بقية مباريات الدور الأول على ملاعب ستاد الأمير محمد وستاد الأمير هاشم وستادي الكرك والمفرق، فيما لن تقام اية مباراة على ستادات عمان والملك عبدالله الثاني والحسن.