50 طالبا ينجح في "التوجيهي" من اصل 450 في الشونة الجنوبية

فرض تراجع نسب النجاح في الثانوية العامة بالأغوار الوسطى الحاجة الى ايلاء المنطقة قدرا اكبر من الاهتمام؛ خاصة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمناخية التي اثرت بشكل كبير على تحصيل الطلبة العلمي.
أولياء امور طلبة اشاروا الى ان الاسباب الحقيقية وراء تدني نسب النجاح تعود في المقام الاول الى عدم اكتراث الطلبة انفسهم، اضافة الى ضعف التأسيس خلال المرحلة الاساسية والتي أوصلت بطلبة أميين إلى الثانوية العامة.
وبحسب مصدر تربوي في مديرية تربية لواء الشونة الجنوبية فإن عدد الطلبة الناجحين في المدارس النظامية بلغ 50 طالبا من أصل 450 طالبا، في حين بلغت نسبة النجاح عامة 14 %، مبينا ان نسبة النجاح في الفرع الادبي بلغت 7 % وفي العلمي 36 % وفي بقية الفروع 13 %. وأشار المصدر الى ان ثماني مدارس من الذكور والاناث لم ينجح منها أي طالب منها مدارس لم ينجح منها احد للعام الثاني على التوالي ومدارس اخرى لم ينجح منها سوى طالب واحد، موضحا ان عدم اهتمام الاهل وعدم تواصل اولياء الامور مع المدرسة أحد اهم الاسباب وراء هذا الاخفاق.
ويشير أولياء امور طلبة الى وجود قصور واضح في العملية التربوية، خاصة فيما يتعلق بالإشراف التربوي في المدارس والذي يلقى عليه عبء البحث عن اسباب تراجع مستوى الطلبة العلمي وتعزيز مفاهيم النجاح في نفوسهم ودفعهم الى بذل المزيد من الجهد من أجل ذلك، داعين وزارة التربية الى دراسة اوضاع المدارس في المنطقة خاصة تلك التي لم ينجح منها احد على مدى سنوات.
ويبين عواد الشطي أن غالبية الطلبة الذكور في مناطق الاغوار ينظرون الى امتحان الثانوية العامة بأنه 'تحصيل حاصل' لأن معظمهم يحتاج الى 'شهادة راسب' للالتحاق بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية التي يرون فيها مستقبلا لحياتهم، لافتا الى ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ابناء وادي الاردن عززت من هذا المفهوم لدى هؤلاء الطلبة.
وأضاف ان غالبية الطلبة وصلوا الى مرحلة الثانوية العامة وهم لا يجيدون القراءة والكتابة، موضحا ان هذا الأمر ولد لديهم حالة من الاحباط واللامبالاة بامتحان الثانوية العامة.
من جانبه يؤكد احد مدراء المدارس فضل عدم الافصاح عن اسمه ان عوامل عدة ساهمت في تراجع نسب النجاح في الاغوار الوسطى أهمها آلية توزيع الصف العاشر؛ اذ ان غالبية الطلبة جيدو المستوى يذهبون الى الفرع العلمي ومتوسطو المستوى الى الفروع الصحية والادارة، وما تبقى من الطلبة ممن يتدنى مستواهم التعليمي يبقون في الفرع الادبي.
ويضيف ان الظروف الاقتصادية التي يعيشها اهالي المنطقة تلعب دورا كبيرا في عدم اهتمام الطلبة او حتى اولياء الامور بامتحان الثانوية العامة، فالأهل الذين يقضون ساعات نهارهم في البحث عن لقمة العيش لن يكون بمقدورهم متابعة ابنائهم الذين يرون في آبائهم القدوة، مشددا ان هناك قصورا من كافة اطراف العملية التربوية بدءا من الطالب الى الاهل الى الوزارة والمعلم وحتى المجتمع.
ويرى أن احد الاسباب وراء تدني نسبة النجاح في المنطقة هو القصور الكبير في البيئة الصفية، اذ ان غالبية الطلبة يدرسون في المدارس الحكومية التي تفتقر الى بيئة صفية سليمة محفزة خاصة خلال اشهر الصيف الطويلة او خلال فترة الامتحانات، اذ ان رغبة الطلبة في مغادرة الغرفة الصفية اهم من أي شيء آخر، لافتا الى ان فترة الامتحانات واضطرار الطلبة للخضوع لجلستين في اليوم مع ارتفاع درجات الحرارة أثر سلبا على تحصيلهم.