تركيا: استمرار حملة الاعتقالات ومنع صلاة الجنازة على الانقلابيين

اعتقلت السلطات التركية الآلاف من مختلف الرتب العسكرية بعد محاولة الاطاحة بالرئيس رجب طيب اردوغان ، كما احتجزت وفصلت الآلاف من القضاة وممثلي الادعاء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعلمين وغيرهم.
كما أعلنت الحكومة الغاء تراخيص كافة المحطات الاذاعية والتلفزيونية الخاصة، وحرمت قتلى المشاركين في الانقلاب من صلاة الجنازة..
وبلغ مجموع من فقدوا أعمالهم خلال الايام الماضية في تركيا 43.325 موظفا مدنيا وشرطيا ودركيا وعسكريا، بحسب الأرقام المعلنة.
وأثارت حملة التطهير واسعة النطاق والدعوات لإعادة حكم الإعدام لتطبيقه على مدبري محاولة الانقلاب مناشدات من حلفاء غربيين لتركيا بأن تتمسك بسيادة القانون.
وأبدى البعض قلقهم من أن يكون إردوغان -الذي قال إنه كاد يقتل أو يقع في أسر الانقلابيين- قد انتهز الفرصة لتكريس نفوذه ومواصلة عملية تحجيم خصومه.
وأبدى الأمير زيد بن رعد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قلقا بالغا أمس إزاء عزل أعداد كبيرة من القضاة وممثلي الادعاء.
وقال "في أعقاب تجربة مروعة مثل هذه من المهم على وجه الخصوص ضمان ألا تهدر حقوق الإنسان باسم الأمن والتسرع في معاقبة من يعتقد أنهم المسؤولون.".
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا ستلتزم بسيادة القانون ولن تكون مدفوعة بالرغبة في الانتقام أثناء محاكمة المشتبه في أنهم دبروا محاولة انقلاب..
وتوعدت تركيا أمس باجتثاث أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب ، وقالت إنها أرسلت لواشنطن الدليل على إدانته.
وقال يلدريم إن تركيا سوف تجتث حركة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن "من جذورها" حتى لا تخون الشعب التركي مجددا أبدا كما وعد بتزويد السلطات الأميركية بأدلة تدين غولن.
وأكد على أن حكومته أرسلت ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم الداعية فتح الله غولن المتهم بالضلوع في محاولة الانقلاب.
وقال يلدريم للبرلمان "لقد أرسلنا أربعة ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم كبير الإرهابيين"، مضيفا "سنقدم لهم أدلة أكثر مما يريدون".
وأضاف "أقول لكم لا تقدموا مزيدا من الحماية لهذا الخائن، لهذا الإرهابي الكبير".
وتتهم السلطات التركية غولن، الخصم اللدود للرئيس رجب طيب اردوغان، بالتخطيط لمحاولة الانقلاب. لكن غولن الذي يقيم في منفاه في الولايات المتحدة ينفي هذه الاتهامات.
غير أن رئيس الوزراء التركي قال "ليس لدينا أدنى شك بالنسبة إلى من نفذ" محاولة الانقلاب، موجها الاتهام إلى "التنظيم الإرهابي الموازي" في إشارة إلى الشبكة التي يديرها غولن والتي تضم مجموعة كبيرة من المدارس والمنظمات غير الحكومية وتتمتع بنفوذ كبير في الإعلام والشرطة والقضاء.
وقالت واشنطن إنها لن تبحث طلب تسليم غولن إلا إذا حصلت على أدلة واضحة. واتهم يلدريم الولايات المتحدة بالكيل بمكيالين في حربها على الإرهاب. وأضاف أن محاولة الانقلاب لم يسبق لها مثيل في تاريخ التدخلات العسكرية في تركيا نظرا لاستهداف المدنيين خلالها.
الى ذلك أعلن المجلس الأعلى للاذاعة والتلفزيون في تركيا أمس عن ابطال تراخيص التلفزيونات والاذاعات المقربة من الداعية فتح الله غولن.
وأعلن المجلس في بيان على موقعه ابطال "جميع حقوق البث والتراخيص الممنوحة من المجلس الأعلى للاذاعة والتلفزيون إلى جميع مؤسسات الخدمات الاعلامية (اذاعة وتلفزيون) ذات الصلة والمرتبطة والداعمة لجماعة" غولن".
واشارت وكالة الاناضول الحكومية الى ان هذا القرار يشمل 24 شركة إعلامية، لافتة الى ان 34 صحافيا يعتبرون مقربين من غولن سحبت منهم بطاقاتهم الصحافية.
ووضعت السلطات التركية يدها على وسائل اعلام قريبة من غولن، بينها صحيفة زمان ووكالة جيهان للانباء اللتان اوكلت مهمة ادارتهما إلى موظفين حكوميين، كما أعلنت هيئة الشؤون الدينية في تركيا، الثلاثاء أن الانقلابيين الذين قتلوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة سيحرمون من صلاة الجنازة..
وقالت الهيئة في بيان: "لن يكون هناك مأتم" للعناصر الذين قتلوا في صفوف الانقلابيين، مضيفة أن "هؤلاء الأشخاص، من خلال أعمالهم، لم يدوسوا فحسب على حقوق الأفراد، بل على (حقوق) شعب بكامله، وهم بالتالي لا يستحقون الصلوات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجيش التركي إن 104 متمردين قتلوا خلال محاولتهم الانقلاب على السلطة..
من جهتها، أشارت الحكومة التركية إلى ارتفاع الحصيلة المؤقتة للقتلى بين المدنيين، وقوى الأمن الموالية إلى 204 أشخاص.