لم يعد سؤ الطريق وسؤ قيادة السيارات السبب الوحيد في كثرة حوادث السير التي تقع على الطريق الصحراوي ، بل ثمة سبب اخر نغفله حين نجتهد في تفسيروقوع هذا الحادث او ذاك، السبب الذي نغفله منشأه حيواني ، بمعنى الحيوانات السائبة والكلاب الضالة، وللتأكد من ذلك اقرأوا ماذا حصل تاليا :

بتغطية بنكية اشترى احدهم سيارة جديدة ، اكمل اجراءات الشراء ظهيرة يوم الاول من امس شديد الحرارة ، قال لصديق يرافقه لنتناول وجبة غداء ونستريح قليلا ومن ثم نواصل مشوارنا ، اتموا ذللك وعند اقتراب المساء وتراجع حرارة الجو ركب السيارة وتوجه وصديقه الى الكرك .

تجاوز منطقة السواقة دخل حيز الحدود الادارية لمحافظة الكرك ، اقترب من بلدة القطرانه ، كان الظلام قد ارخى سدله واثناء سير السيارة بمعدل سرعة طبيعي وفقا تاكيدات صاحبنا مراعاة لظلمة المحيط وسؤ ارضية الطريق فاجأه كلب ضال ، قطع الكلب بشكل سريع ومفاجىء الطريق من يمينة الى شماله ، لم يكن امام صاحبنا من مجال لتفادي صدم الكلب ، صدمه ، تهشمت واجهة السيارة الامامية ، جنحت السيارة ، اصطدمت بالساتر الترابي على يمين الطريق طال التهشيم جزء كبيرا من محرك السيارة ، لكن بحمد الله لم يصب هو وصديقه باذى .

احضر 'ونشا' قطر السيارة عائدا الى عمان ، وضعها امام احد محال الميكانيك ، كان المحل مغلقا ، ركن السيارة امامه ، رجع وصديقه الى عمان للمبيت فيها بانتظار الصباح ليعرف من الميكانيكي ماحصل للسيارة وكم تكلفة اصلاحها ، بحسبة بسيطة ومع المراعاة وفق تاكيدات الميكانيكي وصاحب محل تجليس هياكل سيارات قريب فان المبلغ المطلوب لاصلاح السيارة التي لابد وفقدت ايضا مبلغا مهما من قيمتها السوقية جراء الحادث (4) ألاف ومئتي دينار ، ويوازي هذا المبلغ ثلث القيمة التي اشترى بها صاحبنا السيارة ، انزعج ، ماباليد حيلة لكن بدل ان يعود الى الكرك بالسيارة الجديدة ليفرح بها الزوجة والاولاد ، وصل المنزل فلم يجد امامه سوى بعضا من حلي الزوجة ليسدد اجرة اصلاح السيارة ، وهنا كانت خسارة مالية مضافة ، فالذهب المباع فقد من قيمته كثيرا ، للفارق مابين سعر الشراء والبيع وتراجع اسعار المعدن الاصفر .

مجمل الواقعة هم وغم ونكد ، وخسارة مالية ثقيلة ، كل ذلك بسبب كلب ضال ، والسؤال اذا كنا نحمل وزارة الاشغال العامة سؤ الطريق الصحراوي ونلح عليها بالاسراع بمعالجة وضعه ، فمن يتحمل مسؤولية منع الحيوانات السائبة والكلاب الضالة عن التسبب باذية عباد الله ؟.