قوات الاحتلال تحكم حصارها على الخليل لليوم الثالث

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فرض حصار مشدّد على مدينة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة، لليوم الثالث على التوالي، تزامناً مع شنّ حملة اقتحامات واعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وفي الأثناء، قرّرت الحكومة الإسرائيلية إقامة إقامة 42 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "كريات أربع"، بالخليل، وسط تعهد رئيسها، بنيامين نتنياهو، بتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية"، خلال الإجتماع الحكومي أمس.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها وقبضتها العدوانية على الخليل، وعلى الطرق الرابطة بين المدينة ومحيطها من البلدات، فيما نشرت جنودها في المناطق المحاذية لشوارعها الرئيسية.
كما اقتحمت البلدات المحيطة والقرى المجاورة، وكثفت من عمليات البحث، حسب زعمها، على منفذي عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عتنائيل"، جنوب الخليل، وصادرت أجهزة التسجيل لكاميرات المراقبة.
كما نفذت قوات الاحتلال عمليات بحث وتمشيط لمناطق واسعة في قرية دير رازح، وبيت عمرة المحاذيتين لطريق بئر السبع الواصل بين مدينة الخليل وبلدة الظاهرية، مرورا بعدة قرى وبلدات، ونكلت قوات الاحتلال بالمواطنين وأوقفت مركباتهم لساعات. وشنّت حملة مماثلة قواته في القرى المجاورة من الخليل، مثل الفوار وبني نعيم والبرج وخربة الهجرة، وقامت باعتقال عدد من المواطنين، تحت ذريعة أنهم مطلوبين، وذلك بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها والاعتداء على أصحابها.
وفي نفس الوقت، نفذ عشرات المستوطنين عمليات عدوانية ضد المواطنين الفلسطينيين عند مدخل بلدة بني نعيم، ومفترق بيت عينون المدخل الغربي لبلدة سعير.
ومن جانبها، قالت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها الالكترونية، إن "الحصار ما يزال مفروضاً على محافظة الخليل مع نشاط عسكري وأمني "دقيق" في محاولة لاعتقال منفذي عملية إطلاق النار بالقرب من مخيم الفوار، جنوب الخليل، الجمعة الماضية مما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين بجروح.
وكان ما يسمى بقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قد صرح بأن إغلاق بلدات وقرى الخليل سيتواصل حتى الوصول الى مفذي عملية إطلاق النار.
إلى ذلك؛ حذر مدير دائرة الأراضي والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة، خليل التفكجي، من تدمير خيار حل الدولتين، بتعزيز الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين.
وقال التفكجي، في تصريح أمس، إن "الزيادة في الوحدات الاستيطانية في مستوطنة "كريات أربع" ليس بالأمر الجديد على الساحة الاستعمارية التي ينفذها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية"، لافتاً إلى أن "مستوطنة "كريات أربع" تسيطر على أكثر من نصف مساحة مدينة الخليل".
وأشار إلى "مخطط اسرائيلي لتدمير حل الدولتين ومنع قيام دولة فلسطينية عبر تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية بالاستيطان في الضفة الغربية، وزيادة عدد المستوطنين".
واعتبر أن "بناء 42 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "كريات أربع"، يشكل إمتداداً لخطة الاحتلال في زيادة الوحدات الاستيطانية في المستوطنات"، مبيناً أن "سلطات الاحتلال تعمل على زيادة المستوطنات في الخليل كسياسة ممنهجة وليس رداً للفعل".
وكان نتنياهو قد تعهد بأن "حكومته ستبذل جهوداً خاصة لتكثيف الاستيطان في مناطق الضفة الغربية"، خلال افتتاح جلسة الحكومة الاسرائيلية الأسبوعية، أمس، طبقاً لما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأفاد بأنه "أصدر توجيهات للوزراء بالعمل معاً لإيجاد السبل الكفيلة بمساعدة المستوطنات"، مضيفاً أنه "في جلسة مجلس الوزراء المقبلة ستُطرح خطة خاصة بشأن تعزيز الاستيطان في مستوطنة "كريات أربع" شرق مدينة الخليل".
وزاد قائلاً "سنستعمل العديد من الإجراءات من أجل وقف العمليات، منها فرض حصار على مدينة الخليل وضواحيها وسحب تراخيص العمل من جميع سكان بلدة بني النعيم، ووسائل أخرى، منها إرسال تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس في الضفة الغربية"، بحسب قوله.