السنيد برسالة للملك يحذر من زوال الاستقرار بالاردن !

وجه النائب السابق علي السنيد رسالة الى جلالة الملك على خلفية احداث ذيبان لليلة امس منوها الى خطورة ما يجري ومحملا المسؤولية لما اسماها بقصور الرؤية الرسمية .

ودعا الى ضرورة مراجعة النهج السياسي في الأردن وقد وصف السنيد حكومة الدكتور هاني الملقي بحكومة زوال الاستقرار في الأردن.
وتاليا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخاطب جلالتكم ويدفعني الرجاء الى الله تعالى ان يحفظ الأردن ويجنبه سوء تقديرات السياسيين، وعدم حكمتهم، وحصافتهم، وما يجرونه على هذه البلاد من ويلات متواصلة باتت تمثل غصة في حلق كل اردني غيور على بلده، وهو يرى أصابع الشر الحكومية تفجر كوامن الغضب الشعبي، وتريد ان تشعل صاعق الانفجار، ولا يصار الى اتخاذ السياسات المناسبة التي تفضي الى شيء من التهدئة ، واحداث الانفراج ، وإزالة رواسب الاحتقان التي خلفتها المرحلة السابقة والتي اجهزت على صبر الأردنيين وقد مست بكرامتهم الوطنية وبقدرتهم على العيش الكريم على ترابهم الوطني.

واخشى جلالتكم ان تكون هذه الحكومة هي حكومة زوال الاستقرار في الاردن، ونكون على شفير السقوط في دائرة فوضى الإقليم واتون نيرانه الملتهبة وذلك لان سياسة دفع الناس نحو اليأس والقنوط ما تزال معتمدة، وهنالك عدم تفهم للحالة الشعبية او اخذ لدروس الاقليم الخطرة ، والكيفيات التي انجرت فيها بلدان عربية مجاورة بسبب سوء تصرفات رسمية دفعتها الى دائرة الفوضى والاضطراب وادى ذلك الى خسارة امنها واستقرارها.

وذيبان يا جلالة الملك هي واسطة عقد الوطن، وهي بوصلة الهم الوطني، وقد عانت طويلا ظلم الحكومات وتهميشها ولعقود خلت ، وحيثما تأن فإن هنالك اضطرام في عمق الحالة الوطنية، وقد حاول أهلها الكرام ورجالاتها لفت الانتباه الى معاناتها وصبرها الا ان عيون الحكومات كانت كليلة ولم تر معاناة أجيال فقدت بريق الامل، وقد عزل اللواء، وابعد عن حقه في التنمية وتم التجاوز عليه، واخرج من دائرة الاهتمام الرسمي حتى تعمقت الازمة الشعبية وباتت تنذر بانفجارها وبدلا من مراعاة احقية الناس بالعيش الكريم يجري اليوم مزيد من التضيق عليهم ودفعهم نحو دوامة اليأس والقنوط.

وانا جلالتكم اجمل مسؤولية ما جرى من احداث مؤسفة ليلة الامس في ذيبان، وكأنه مشهد مقتبس من أجواء الربيع العربي لقصور الرؤية الرسمية ، وقد سبق وان حذرت من طريقة تعامل محافظ مأدبا ونظرته الفوقية في التعاطي مع القضايا اليومية في المحافظة، ونزوعه نحو التشدد والغلظة وعدم فتح خطوط الاتصال مع المجتمع المحلي، وقد رافق ذلك وجود وزير داخلية لا يقارب في عمله بين الرؤية الأمنية ومتطلبات البعد الشعبي لعملية الحكم وهي وصفة خطيرة تشابهت الى درجة كبيرة مع طبيعة الاحداث التي افضت الى تقويض استقرار دول عربية محيطة ما تزال تعاني على خلفية سوء التقديرات الأمنية التي رافقت احداثا عادية أدت الى تأجيجها وتحويلها الى ثورة تأكل الأخضر واليابس. ومما يؤسف له ان العديد من المسؤولين كانوا غائبين ليلة الامس عن المجريات ، وكأن ما يجري لا يهمهم.

وانا ادعو جلالتكم من قلب مخلص الى مراجعة نهج الحكم في الاردن، وتفهم الاثار الناجمة عن العملية السياسية ، وإعادة تقدير لمدى حساسية الموقف الشعبي، والإسراع الى احداث الانفراج في الحياة السياسية الاردنية وبما يعيد الامن والاطمئنان الى قلب كل اردني ، وكذلك الثقة اللازمة بالمستقبل.

حمى الله الأردن وادام عليه امنه واستقراره