تقرير طبي : «الزرقاء» يخلو من إجراءات منع العدوى

وكاله جراءة نيوز - عمان - علمت جراءة نيوز  من مصادر طبية موثوقة أنه بناء على طلب وزارة الصحة قام فريق من أطباء الوزارة والخدمات الطبية الملكية ومستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بإجراء تقييم وبائي لمستشفى الزرقاء الحكومي من النواحي الوبائية والسريرية والمخبرية والشعاعية وإجراءات ضبط العدوى والتعقيم لمعرفة أسباب الوباء المحدود الانتشار للالتهاب الرئوي الحاد في مستشفى الزرقاء الحكومي وأُعِد تقرير سلّم إلى الجهات المعنية أمس الاثنين.

وأكد التقرير الطبي، الذي تلقت جراءة نيوز  نسخة منه، أن إجراءات ضبط منع العدوى في أقسام (CCU, ICU) في المستشفى في حالة يرثى لها حيث بين أنه لا يوجد أي أثر لأي إجراءات تتعلق بمنع العدوى، وأن الأمثلة على ذلك تتجسد في قذارة الأجهزة كجهاز غسيل الدم وجهاز غازات الدم والأدوات المساعدة على التنفس Ambubag ووضع أدوات وأنابيب التنفس الاصطناعي معاً في (وعاء للقمامة) لاستكمال عمليات التعقيم، والغموض الواضح لدى الكادر التمريضي في تحديد مسؤوليات ضبط العدوى والتعقيم حيث إنهم يعتقدون أن هذا من مسؤولية عمال النظافة.

وبين التقرير أن المسبب الجرثومي لهذه الحالات يمتلك قدرة ضعيفة إلى متوسطة على الانتقال من شخص لآخر (Infectivity) ويدل على ذلك تركزه في ممرضي أقسام العناية (الذين يقضون أوقاتاً طويلة مع بعضهم البعض) وإصابة طبيب واحد، فيما لم يصب أحد من عمال النقل أو عمال النظافة.

ورجح التقرير أن المسبب الجرثومي لهذه الحالات يمتلك ضراوة متوسطة في حدها الأعلى حيث إن الحالات المسجلة في معظمها حالات بسيطة إلى متوسطة وهناك وفاة واحدة لا يمكن القياس عليها إلى الآن.

كما رجح التقرير أن يكون مسبب هذه الحالات فيروساً، حيث إن هناك أعراضا عامة مشتركة، ولكنه أكد أنه لا يمكن نفي المسببات البكتيرية لحين ظهور نتائج الفحوصات المخبرية.

وأشار الى أن سوء البيئة العامة لوحدتي الـ(ICU, CCU) يشكل أرضية مشجعة جدا لحدوث تفشيات انتانية مستقبلية إذا لم يتم تحسين وضعهما.

وفي ما يلي نص التقرير الذي حصلت جراءة نيوز  على نسخة منه:

1. الوضع الوبائي: تم رصد (9) حالات مصابة بأعراض تنفسية في الفترة الواقعة بين (2/4/2012 - 19/4/2012) ويبلغ عدد الكادر في CCU 29 ممرضا وممرضة وفي ICU 39، و 49 مراسلا، و 6 عمال. وبلغ عدد المصابين من كادر CCU وICU 6 مصابين، وبالتالي فإن الوضع الوبائي لهذا الانتشار يمثل حالة جائحة محدودة.

2. الوضع السريري: تمثلت الأعراض بارتفاع في درجة الحرارة والسعال والضعف العام أعراضاً مشتركة لجميع المصابين، وأثبتت فحوصات أشعة الصدر وجود علاجات التهابات رئوية بسبعة مرضى وان الحالات الستة التي تمت معاينتها كانت بحالة مستقرة سريرياً، ولا يحتاج أي منهم إلى أي مساعدة بالأوكسجين، متوقعا خروج ثلاثة منهم على الأقل يوم (19/4/2012)، وهناك حالة شديدة لمواطنة في المستشفى الإسلامي (حولت إلى هناك) وقد توفيت مساء يوم (19/4/2012) نتيجة قصور رئوي حاد.

3. الوضع المخبري: لم تثبت الفحوصات المخبرية لغاية الآن أية مسببات جرثومية أو فيروسية أو غيرها، وقد تم فحص عينات الممرضة عواطف البلوي للفيروسات الستة وجرثومة الليجونيلا وكانت جميع الفحوصات سلبية.

وقام الفريق بأخذ العينات لستة من المرضى لزراعة الدم الجرثومية وزراعة البول الجرثومية وزراعة البلغم الجرثومية وأخذ عينة مصلية احتياطية لإجراء فحوصات مصلية حسب مستجدات الحالات كما تم أخذ عينات بيئية من مناطق مختلفة من وحدتي (ICU, CCU).

وأوصى التقرير بتوسيع «تعريف الحالة» ليشمل الأعراض التنفسية+ الحرارة دون اشتراط وجود التهاب رئوي مثبت شعاعياً، وهذا يستخدم أصلاً للمسح الوبائي ولا يغير من أية إجراءات علاجية إضافية.

كما أوصى بإجراء الفحوصات التالية لأية حالة.

‌أ- CCU, ICU.

‌ب-زراعة الدم.

‌ج-زراعة البول.

‌د- زراعة من البلغم أو أية إفرازات تنفسية أخرى.

‌هـ-مسح فيروسي للفيروسات الشائعة.

‌و-PCR-influenzae ‌.

ز-فحص ليجونيللا في البول.

‌ح-حفظ عينات مصلية لاية فحوصات أخرى نظرا للحاجة إليها.

وإجراء تقص وبائي لجميع الحالات التي أدخلت الى هاتين الوحدتين ابتداء من (2/4/2012) لمعرفة إذا كان احدهم أو أكثر قد أصيب بأعراض مشابهة والاستمرار في التقصي الوبائي للكادر الصحي لوحدتي (ICU,CCU).

كما أوصى بشدة بضرورة إيجاد وتفعيل سياسات ضبط العدوى وتحديد المسؤوليات بشكل واضح بشأن المتابعة وبشأن تعقيم الأدوات والأجهزة والبيئه المحيطة، مقترحا علاج الحالات حسب بروتوكلات علاج الالتهابات الرئوية المعتمدة عالميا (وقد لاحظنا الالتزام بهذا في الحالات المقيمة).

على صعيد متصل، أفادت معلومات موثوقة رشحت من التقارير الأولية للفحوصات المخبرية البكتيرية للعينات المأخوذة من المصابين في مستشفى الزرقاء الحكومي أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود مسبب بكتيري لهذا الوباء.

الى ذلك، سجلت وزارة الصحة إصابة جديدة بالالتهاب الرئوي لإحدى العاملات في مستشفى الزرقاء الحكومي ليرتفع العدد الاجمالي الى 12 حالة.

ونقلت المصابة بعد ظهور أعراض طفيفة عليها الى مستشفى الأمير حمزة لتوضع تحت المراقبة.

وأكد مدير الرعاية الصحية الاولية في الوزارة الدكتور بسام الحجاوي بقاء 3 من المصابين فقط تحت المراقبة، وقال إن وضعهم الصحي جيد.

وتوقع الحجاوي أن تظهر نتائج الفحوصات المخبرية للعينات الموجودة في المختبرات اليوم، موضحا أن الدلائل تشير الى أن الاصابات ناتجة عن بكتيريا لأنها الأكثر انتشارا في عدوى المستشفيات.

وقال الحجاوي ان ما حصل في مستشفى الزرقاء الحكومي يحصل في أي مستشفى في العالم، وهو ليس بالامر الغريب، معتقدا ان الاصابة ستندثر بعد ضرب الميكروب الموجود حيث تم تعقيم المستشفى بأحدث الطرق الكفيلة بضرب المسبب للمرض.