رؤساء أركان سابقون يعتبرون نتنياهو خطرا على إسرائيل

شن وزيرا الحرب الإسرائيلي السابقان موشيه يعلون وإيهود باراك، هجوما كاسحا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واصفين إياه بأنه خطر على إسرائيل؛ وكلاهما كانا رئيسين لأركان حرب الجيش، وانضم اليهما في الانتقادات في الآونة الأخيرة، رئيسا الأركان السابقان بيني غانتس وغابي أشكنازي، ما بدا للمحللين والمراقبين الإسرائيليين، وكأنه تحالف الجنرالات ضد نهج نتنياهو، الذي أطاح في الشهر الماضي بيعلون، ليعين بدلا منه أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة العسكرية.
وكان باراك ويعلون، قد اختارا مساء الخميس، منصة مؤتمر هرتسليا السنوي الاستراتيجي، لهجوم منظم على نتنياهو، واتهم الاثنان نتنياهو بتأجيج المخاوف في أوساط الجمهور، وخلق صراع وانشقاقات في أوساط الشعب وإلحاق الضرر بالجيش الاسرائيلي وأخذ إسرائيل الى الهاوية.
وقال باراك إن الحكومة فيها بوادر فاشية، وإنه من تجربته كرئيس للأركان ووزير للحرب، فلا يوجد اليوم أي تهديد أمني على وجود اسرائيل. "السلطة وعلى رأسها نتنياهو تعمل من أجل خلق مخاوف وجودية فورية وحقيقية في وعي الجمهور. الهتلرة بفم رئيس الحكومة للتهديدات الاقليمية العابرة، وبغض النظر عن صعوبتها، هي التقليل من الكارثة".
واتهم باراك نتنياهو بإلحاق الضرر المتواصل بالديمقراطية. "فقط الاعمى أو من يتظاهر بالسذاجة وقليل المعرفة لا يمكنه رؤية تآكل الديمقراطية وبوادر الفاشية التي التصقت بالحكومة.. إذا بدا ذلك بوادر فاشية، فهو كذلك، هذا هو الوضع بالضبط". وأضاف "التطرف والانغلاق والعمى الذي سيطر على رئيس الحكومة وحكومة اسرائيل، وباسم أجندة خفية مع لمسات مسيحانية، فإننا جميعا ذاهبون الى الهاوية الأخلاقية".
وفي خطاب طويل ومفصل هاجم باراك نتنياهو بشدة وسماه هو وحكومته الحالية "ضعفاء، صارخين ومتطرفين". وأكد باراك أن نتنياهو وحكومته فشلا في ضمان الأمن لمواطني إسرائيل وأنهما يضعضعان النسيج الديمقراطي في إسرائيل. وقال "الأمر الذي على رأس أولويات نتنياهو وحكومته ليس أمن إسرائيل وليس الحفاظ على الديمقراطية ووحدة الشعب الداخلية، بل الزحف المخادع الى أجندة الدولة الواحدة من النهر إلى البحر. هذه الأجندة التي تشكل تهديدا مباشرا على هوية ومستقبل إسرائيل والمشروع الصهيوني.. إسرائيل بحاجة إلى قيادة أخرى تتحكم بالبوصلة وفي جعبتها وثيقة الاستقلال وليس نظرية الملك".
وألمح باراك إلى إمكانية العودة إلى السياسة من أجل محاولة إسقاط الحكومة الحالية. وأعلن يعلون أنه سيترشح أمام نتنياهو لقيادة الدولة في الانتخابات القادمة. وقال، إنه رغم استقالته من الحكومة والكنيست، إلا أنه لا ينوي ترك الحياة السياسية، وقال "أنوي المنافسة على القيادة في اسرائيل في الانتخابات القادمة، من الواجب ايجاد بديل للقيادة الحالية". وأضاف يعلون أن على القيادة "الكف عن إخافة الجمهور والقول إننا على شفا كارثة ثانية".
وقال يعلون، إن "المشروع النووي الإيراني الذي دخل الى الجمود في اعقاب الاتفاق الذي تم توقيعه، لا يشكل أي تهديد فوري على وجود إسرائيل. في المستقبل الآني ليس هناك أي تهديد على وجود إسرائيل. ومن الأفضل أن تكف القيادة الإسرائيلية عن تخويف الجمهور والقول إننا على شفا كارثة ثانية.. هذا موقف خاطئ يعتبر أنه إذا قمنا بإخافة المواطنين، فهذا سيغطي على الفساد والفوارق الاجتماعية وغلاء المعيشة".
وقال يعلون من ناحيته إن أقلية عنصرية "تسللت إلى التيار المركزي والقيادة، من شأنها أن تدهور الدولة إلى الهاوية"، في إشارة الى حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو. "السياسة ليست حديقة ورود، لكن يبدو أنه في الآونة الاخيرة فإن الأرقام القياسية للفظاعة والاستخفاف والانتهازية تتحطم".