بيان صادر عن بلدية الفحيص

بيان صادر عن بلدية الفحيص
بخصوص مشروع شركة لافارج على
أراضي مصنع الأسمنت في الفحيص
أصدرت بلدية الفحيص بيانا .بخصوص أراضي مصنع لافارج ذكرت فيه...الفحيص جزء لا يتجزء من هذا الوطن ، وشريان من شراينه ، يتناغم نبضها مع نبض الاردن وقيادته ، الرائدة في قيادة المسيرة ، وبلدية الفحيص كأي بلدية في الاردن تستمد قوتها من مؤسسة الحكم ، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ، حامي الأرض والعرض ، صمام الأمان لأمنه واستقراره ، معززاً مسيرته نحو المستقبل المشرق.
.... نحن هنا في الفحيص وبلديتها ، كأي بلدية أخرى ، يجب أن نمارس دورنا ، في خدمة وطننا بشكل عام ، وخدمة أهل الفحيص بشكل خاص ، نضعها نصب عينينا ، ومن أولوياتنا ، وهذه رسالتنا نؤديها بكل ما نستطيع من ارادة وتصميم في أداء هذه المهمة التي أوكل بها الينا الأهل والعزوة في الفحيص الغالية والعزيزة ، نؤديها بكل أمانة واخلاص امام الله ، وامام انفسنا ، حتى عندما يأتي المساء ، ونضع رؤوسنا على وسادة الليل نكون قد عملنا بما يرضي الله سبحانه وتعالى .
.... مصنع الأسمنت قابع على ارض الفحيص منذ عام 1951 وتزامن مع بدايات حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله ، لم تبخل فيه الفحيص على الوطن بأراض الأباء والأجداد ، ومنحت الأرض لاستغلالها في صناعة الأسمنت ، لنكون مساهمين وفاعلين في بناء اقتصاد الاردن ، الذي نعشق ونحب .
.... لن أتعرض إلى المعاناة التي تعرّض لها أهل الفحيص ، والمناطق المجاورة طيلة هذه السنوات والبالغة ستة وستون عاما ، من تأثيرات بيئية وصحية وبنى تحتية ، لم نرى من الشركة فيها أي مساهمات ، بحجم هذه المعاناة طيلة هذه العقود ، وانما رأينا تحميل الجمايل ، بتشغيل ابنائنا في هذه المنشئة ، وحصولنا على لقمة العيش .
..... من هنا يبدأ التفكير بمصنع الأسمنت عندما ينوي الأغلاق والرحيل عن المدينة ، فلا نستكثر ما يمنح للفحيص عندها ، من مكتسبات مادية و ثقافية واجتماعية وغيرها في الحاضر والمستقبل ، فهي لا تعادل بنظرنا فاجعة أم على إبنها في يوم من الأيام، الذي قضى بين عجلات المطاحن والافران ، لا تساوي مرض طفل من اطفالنا ، من أمراض مزمنة صاحبتهم في حياتهم من جراء هذه الصناعة ، لا تساوي ذبول بساتين العنب والتين ، كأني بحال اوراقها مستغيثة ، انقذوني من رذاذه وجفافه ، من تلوث مائي
وتربتي وهوائي ،ولكن نحن كما قلنا ، نحن مع الوطن ، ومع بنائه ، ومع منشئته في الفحيص ، والتي كانت تشكل ركن من اركانه اقتصادنا الوطني ، فلا بد من التضحية وقد ضحّينا ، فلا تستكثروا علينا ما نطلب وقد قرر الرحيل .
..... قد سُقت هذه المقدمة ، حتى نستطيع أن نستوعب حراك أهل الفحيص بكل اطيافها حتى لو كان هناك مطالب بإستعادة كلِّ ما أخذ منا في يوم من الأيام ، وإن كان تطور القوانين والأنظمة قد حرمنا هذا الحق ، فلا يجوز أن نُلام على حرص ابناء الفحيص واصرارهم على معرفة كل ما يدور في الأفق ، من مشاريع واستثمارات قد تهدد تاريخهم وكيانهم ، الذي كان وسيقى دائماً في خدمة الاردن ، شعباً وارضاً وقيادة نعتز بها ونفاخر.
..... نعم لقد اتخذ المجلس البلدي قراراً بالموافقة على المشروع المقدم من شركة لافارج وما ذاك القرار إلا البداية فقط ، لكي ندخل من خلاله الى مفاوضات حقيقية ملزمةً للجميع على مع تم الاتفاق عليه وتنفيذه حرفيا قابلا للتعديل والتغيرفي تفاصيله الفنية ، بما يحافظ على تاريخ الفحيص وبنيتها الاجتماعية وكيانها ، الذي سيكون بضمان حكومي وغير قابل للتغيير في المستقبل ، سواء كان هذا بعدم تغير صنف الارض ، او نوعية المشروع المتفق عليه ومساحاته .
...... سنقوم بتشكيل لجنة تفاوضية من أبنا الفحص ، بالاشتراك مع البلدية على مستوى عالي من المهنية ، للدخول في كافة تفاصيل القرار ، فإذا كان هناك جدية في العمل سيكون العمل مجدياً ومفيداً للجميع، واذا كان هناك عدم جدية من قبل الشركة لا سمح الله عنده نتوقف ونقوم بمراجعة اوراقنا من جديد.
..... لم يأتي قرار المجلس البلدي منفردً في قضية مهمة تخص الفحيص، دون إطلاع الأهل على مجريات الموضوع ، بل على العكس تماماً ، قد قمنا وقبل إتخاذ القرار بالعديد من الأجتماعات ، في بيت الفحيص ، واجتماع لمؤسسات الفحيص ، والمجلس الاستشاري للبلدية المكوّن من وجهاء الفحيص ورؤساء البلدية السابقين ، والجمعيات العشائرية والتي تمثل عشائرها ، وكل هذه الإجتماعات ، قبل اتخاذ المجلس البلدي للقرار، من أجل الأستئناس برأيهم ، والتي جاءت مشجعة ومؤيدة للمشروع .
...... تم عقد جلسة للمجلس البلدي بعد ذلك ، بتاريخ 8