هجمات سورية مكثفة على حلب ومحيطها وفتح جبهة جديدة في الرقة
شهدت مدينة حلب ومحيطها جولة جديدة من المعارك بين الجيش السوري وقوات النصرة و"داعش"، فيما تقدم صوب محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش مدعوما بضربات جوية روسية في هجوم جديد اقترب فيه من منطقة تهاجم فيها جماعات مدعومة من الولايات المتحدة التنظيم المتشدد أيضا.
وذكر المرصد أن ضربات جوية روسية مكثفة أصابت مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في شرق محافظة حماة قرب الحدود مع محافظة الرقة أمس، حيث تقدم الجيش لنحو 12 كيلومترا من حدود الرقة. وتسببت بمقتل 38 مدنيا على الأقل.
وتزامنا مع تصدي الفصائل المعارضة في مدينة مارع شمال حلب لهجوم عنيف شنه تنظيم داعش فجرا، كشف وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر ان مقاتلي التنظيم الذين يواجهون قوات سورية الديمقراطية في مدينة منبج شمال شرق حلب، "يطمحون" إلى التخطيط لشن هجمات ارهابية في الخارج.
وتعرضت الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها باتجاه غرب المدينة، الى غارات جوية كثيفة الجمعة وفق ما اكد مراسل لفرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر في الدفاع المدني في الاحياء الشرقية ان 28 مدنيا على الاقل قتلوا جراء غارات كثيفة على احياء عدة في المدينة، بينما قتل عشرة آخرون جراء غارة استهدفت حافلة نقل للركاب على طريق الكاستيلو.
وتمكن المرصد من جهته من توثيق مقتل 25 شخصا على الاقل بينهم ستة اطفال.
وتحدث مراسل فرانس برس عن قصف "جنوني" بالبراميل المتفجرة، لا سيما على حياء الكلاسة والسكري وباب النيرب حيث سقط معظم القتلى، في وقت الغت المساجد صلوات الجمعة وخلت الشوارع من المارة.
وفي شريط فيديو لمراسل الوكالة في حي الكلاسة، تعمل جرافة على رفع انقاض مبنى سكني مؤلف من طبقات عدة بعدما استهدفه القصف وتسبب بمقتل 10 أشخاص من سكانه.
ويقول خالد وهو مسعف في حي الأنصاري لفرانس برس "فرق الدفاع المدني مستنفرة منذ ليل الخميس هناك عالقون تحت الانقاض والبحث جار عن المفقودين".
وانعدمت الحركة في شوارع الأحياء الشرقية، وخصوصا ان وتيرة الغارات هذه المرة اعنف بكثير من جولة القصف الاخيرة قبل اقل من شهرين، وفق مراسل فرانس برس.
وكان اتفاق هدنة تم التوصل اليه في مناطق عدة من سورية بينها حلب في نهاية شباط (فبراير) انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة واوقع 300 قتيل، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.
وتتعرض طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد المتبقي لسكان الاحياء الشرقية باتجاه غرب البلاد، لقصف جوي متكرر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هذه الطريق "باتت بحكم المقطوعة مع تكرار استهداف حركة المارة والحافلات"، لافتا الى ان "الاحياء الشرقية باتت عمليا محاصرة".
وفي غرب حلب، أفاد المرصد عن سقوط عشرات القذائف منذ ليل الخميس على احياء تحت سيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع الفصائل المعارضة.
وأحصت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مقتل طفلين وإصابة 4 أشخاص بجروح "جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على حي الحمدانية".
وتشهد مدينة حلب معارك منذ العام 2012 بين شطريها الشرقي والغربي وتبادل للقصف بين الطرفين.
وفي ريف حلب الشمالي، صدت الفصائل المقاتلة في مدينة مارع فجر امس هجوما عنيفا لتنظيم "داعش" بعد ساعات من تسلمها ذخائر القتها طائرات اميركية تابعة للتحالف الدولي، وفق ما اكد المرصد وناشط محلي.
ولم يتمكن مقاتلو التنظيم وفق المرصد، من تحقيق اي تقدم، مشيرا الى مقتل ثمانية من مقاتلي الفصائل و12 جهاديا خلال المعارك.
وأوضح الناشط ومدير تحرير وكالة "شهبا برس" القريبة من المعارضة مأمون الخطيب لفرانس برس ان مقاتلي الفصائل "تصدوا لهجوم نفذه نحو 500 عنصر من تنظيم داعش حاولوا اقتحام المدينة فجرا".
وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلقاء ذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع.
وبحسب الخطيب، فإن الذخائر التي تسلمها "لواء المعتصم" المقاتل هي عبارة عن "ذخائر للرشاشات الثقيلة من عيار 23 وعيار 14 ونصف وذخائر للبنادق الروسية لكنها باعداد قليلة".
ويحاول الارهابيون منذ السبت اقتحام مارع، ثاني ابرز معقل للفصائل في حلب، اثر تمكنهم من قطع طريق الامداد الوحيد الذي كان يصلها بمدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، ما جعل عشرات الاف المدنيين عالقين بين جبهات القتال والحدود. وفي شمال شرق حلب، تواصل قوات سورية الديمقراطية التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا هجوما بدأته مطلع الشهر بدعم من التحالف الدولي لطرد تنظيم داعش من مدينة منبج، احدى ابرز معاقله في شمال سورية.
وافاد المرصد عن تسجيل حركة نزوح لعائلات المقاتلين الاجانب في التنظيم من منبج ومدينة جرابلس المجاورة باتجاه الرقة، معقله الابرز في سورية.
وفي سنغافورة، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الجمعة على هامش مشاركته في قمة اقليمية حول الامن "ثمة اشخاص هناك (منبج).. يطمحون لاعطاء افكار او حتى للتخطيط لتنفيذ اعمال ارهابية خارج سورية".
من جهة اخرى، وافقت دمشق مساعدة المناطق المحاصرة بعدما كانت حددت المجموعة الدولية لدعم سورية والامم المتحدة الأول من حزيران (يونيو) كمهلة لبدء اعتماد هذا المسار في حال لم تتمكن قوافل المساعدات من الوصول برا. وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر قبل مشاركته في الاجتماع "الاولوية المطلقة هي دفع الاطراف الذين لهم تأثير على دمشق، وفي مقدمهم روسيا، الى ممارسة ضغط اقوى على النظام".
ويعيش في سورية 592 ألفا و700 شخص في 19 منطقة يحاصرها الأطراف المتنازعون وفق الأمم المتحدة