شاهد بالتفاصيل قصة عامل وطن ...!

بدأ «أيمن» حياته المهنية بالعمل في مشغل للحدادة مذ كان في الثالثة عشرة من عمره، بيد أن ساعات العمل الشاقة، والتي كانت تصل الى أربع عشرة ساعة يوميا، وخلو مهنته من العطل الرسمية وإمكانية الاشتراك في الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي، بالإضافة الى إصابة عينيه بجفاف شديد أثر على رؤيتهما جعله يغادر هذا العمل».

لكن أيمن لم يستكن للراحة،و بدأ بالبحث عن وظيفة أخرى فأشار أبوه عليه بالتقدم لطلب وظيفة كعامل نظافة في أمانة عمّان ،ويقول أيمن:» تقدمت بطلب التوظيف لأساعد في إعالة أسرتي المكونة من ثلاثة عشر فردا ، فأجرة بيتنا لوحدها تبلغ مئتين وخمسين دينارا بالاضافة الى المصاريف الجامعية لاخوتي الإثنين فأحدهما يدرس المحاسبة في حين أن الثاني يدرس التمريض « .

ويتابع أيمن « تم قبولي كعامل نظافة بعد أسبوعين من تقديمي لطلب الوظيفة ، وبدأت العمل فيه منذ أشهر ،وأنا فخور بمهنتي لأنها تكسبني رزقي من عرق جبيني دون استجداء أحد ،فما الخجل «.

ويبدو أيمن ابن التسعة عشر عاما سعيدا بمزايا مهنته الجديدة التي توفر له الاستقرار النفسي ومزايا عمالية وحقوقاً تأمينية لم يكن ينعم بها في وظيفته السابقة ،ويقول « أحظى بمميزات عديدة تتمثل في تسجيلي تحت مظلة مؤسسة الضمان الإجتماعي وحصلت على تأمين صحي من الدرجة الثالثة ولدي الحق بالتعطيل في كافة العطل الرسمية بالإضافة الى العلاوات والحوافز الأخرى «.

ويذكر أيمن « والدي متقاعد منذ زمن ، وراتبه التقاعدي لا يكفي ، ونحن في بيتنا نعمل معا يدا بيد لبنائه وادامته ، و لا أرى أن هناك عائقا يمنعني من عملي كعامل نظافة أنظف الشوارع وأزيل الأوساخ من الطرقات « .

ويطالب أيمن « بضرورة تحسين معاشه اذ أنه لا يتجاوز الثلاثمائة دينار وبأن يتم تحويل التأمين الصحي من الدرجة الثالثة الى الأولى أو الثانية « .

وقابلت كاتبة القصة عددا غير قليل من عاملي «الوطن «أعمارهم تقارب عمر أيمن ولفت نظرها بأن بعضهم قد أكملوا دراستهم الجامعية لكنهم يعملون في الأمانة في المهنة ذاتها.

طارق ( اسم مستعار ) ويبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما يقول « أنهيت دراستي في كلية الفندقة وادارة المطاعم منذ عامين ، وبحثت عن العمل لفترة طويلة ولكن دون جدوى فأشار علي أحد اصدقائي بأن أقدم طلب وظيفة للأمانة كعامل نظافة «.

ويتابع :» ترددت كثيرا في بادئ الأمر لكنني قررت أن أستمع لنصيحته ولم يمض شهر الا وقد علمت بأنه تم قبول طلبي وبدأت العمل في الأمانة بالرغم من أنني كنت أبحث عن عمل لمدة سنة ونصف بكاملها ولم أوفق» .

بنظرة شبابية يملؤها الإصرار يشكل «أيمن وطارق «نموذجين للشباب الأردني لتحدي الفقر والبطالة والجوع، ومحاربة ثقافة العيب في مجتمع تحكمه التقاليد والعادات وبعض المظاهر الزائفة .