عجلون: مقالع حجرية مغلقة تهدد السلامة العامة
تعاني مناطق عديدة في محافظة عجلون تعرضت لأعمال حفريات بسبب المقالع الحجرية تشوهات بيئية، بحيث أصبحت تشوه الأماكن السياحية وتهدد السلامة العامة، بسبب الحفر الموجودة فيها والتي تزيد أعماقها عن عشرات الأمتار.
ويطالب سكان مهتمون بالشأن البيئي بضرورة إلزام الأشخاص الذين نفذوا أعمال الحفر في تلك المقالع، بضرورة إعادة تأهيلها وتوفير الحماية الضرورية في محيطها، محذرين من تعرض المتنزهين والأطفال بالقرب منها للسقوط فيها.
ويقول الناشط البيئي الزميل علي القضاة إن العديد من المقالع التي كانت مفتوحة في الأراضي الحرجية والغابات منذ سنوات، خصوصا في مناطق الرجم وأم الصيصان في عنجرة وصنعار وطريق صخرة النعيمة بصورة غير قانونية، عرضت بيئة تلك المناطق لمقدار كبير من الضرر، إضافة إلى تشوه الغابات وتضاريس المحافظة الجميلة.
ويضيف أن المقالع التي أغلقت تشكل خطرا على السلامة العامة بسبب الأعماق الكبيرة والمتفاوتة لهذه المقالع التي يصل بعضها إلى أكثر من 40 مترا تحت منسوب الطرق، التي لا يتجاوز عرضها في أحسن الأحوال 4 أمتار كالطرق الزراعية، إلى جانب ما الحقته من أضرار على السكان القريبين منها والمتنزهين المعرضين للسقوط فيها، خصوصا خلال لهو أطفالهم.
ودعا المواطن ثابت المومني الجهات المعنية إلى ضرورة إلزام الأشخاص والجهات التي كانت تعمل بصورة مخالفة في هذه المقالع بإعادة تأهيلها، مؤكدين أنها أصبحت تشكل تلوثا بصريا وتشويها للطبيعة الجميلة.
وقال مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي إنه يمكن استثمار مواقع تلك المحاجر المغلقة بإقامة مشاريع تنموية وسياحية إذا ما أعيد تأهيلها واستثمارها بالشكل الصحيح، لافتا إلى ان المحجر الذي كان متواجدا بالقرب من المحمية تم إنشاء مبنى الأكاديمية البيئية فيه.
ويؤكد رئيس بلدية كفرنجة فوزات فريحات أن كثيرا من المواقع تعرضت للحفر، بسبب المقالع الحجرية، سواء القانونية اوغير المرخصة، بحيث تركت كما هي بعد أن استفاد منها أصحابها آلاف الدنانير، مشددا على ضررة توقيع الأشخاص الذين عملوا بها على تعهدات بحيث تجبرهم على إعادة الأوضاع كما كانت.
وأشاد بدور الأجهزة المعنية والحكام الإداريين في المتابعة على مدار الساعة والمحاسبة، والتي أثمرت بالسيطرة على الخارجين على القانون، الذين اتخذوا من الاعتداء على الأراضي الحرجية والغابات وفتح مقالع فيها وسيلة للربح والكسب غير المشروع وممارسة أنشطة غير قانونية.
يشار إلى أن الأجهزة التنفيذية ممثلة بالإدارة الملكية لحماية البيئة والزراعة والبيئة وبدعم من الأجهزة الأمنية في محافظة عجلون، تمكنت بين عامي 2014/ 2015 من إغلاق جميع المقالع التي كانت تعمل منذ سنوات بصورة غير قانونية في الأراضي الحرجية والغابات.
من جهته، قال محافظ عجلون فلاح السويلميين إن ملف المقالع في المحافظة كان من أصعب الملفات التي تم التعامل معها، لما كانت تشكله من تهديد للبيئة، مؤكدا أنه تم إغلاق جميع المقالع المعتدية على الأراضي الحرجية وعددها 8 مقالع و7 مقالع أخرى مخالفة كانت تعمل في الأراضي المملوكة.
وبين أنه تم تطبيق القوانين بحزم وجرى إزالة عدد من الاعتداءات على الأراضي الحرجية من قبل المواطنين بحسب قانون الزراعة الجديد، الذي أصبح رادعا للمخالفين، مؤكدا انه لن يكون هناك تهاون في تطبيق القوانين والأنظمة بحق المعتدين والمخالفين.
وأشار المحافظ إلى أن هنالك متابعة وكشفا مستمرا على المقالع التي تم إغلاقها من قبل كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة ومديرية الزراعة للتأكد من عدم العودة إليها من قبل المعتدين، مشيدا بجهود رجال الإدارة الملكية لحماية البيئة، التي ساهمت من خلال متابعتها وجولاتها الميدانية بإيقاف جميع المقالع المعتدية والتعديات على الثروة الحرجية بنسبة تجاوزت 90 %.