البلاغات الوهمية ترهق الدفاع المدني بالزرقاء

يسابق فريق الإسعاف الزمن، للوصول إلى حالة طارئة في أكثر أحياء الزرقاء اكتظاظاً وعشوائية، شاقا طرقا وعرة وأحيانا ضيقة وسط أزمات مرورية خانقة للاستدلال على عنوان الحالة التي تم التبليغ عنها، لكنهم وبعد كل هذا العناء والإجهاد، يتفاجأون أن البلاغ وهمي وأن الهدف منه فقط الحصول على توصيلة مجانية لحالة لا تحتاج إلى سيارة إسعاف.
ويتلقى رجال الدفاع المدني بلاغا عن إصابة صعبة، ويتفجؤون عند الوصول أن الأب أراد أن يوفر وسيلة مجانية يحمل بها ابنه المصاب بكسر في الساق، ولا تحتاج حالته إلى السرعة وسيارة إسعاف.
ومجددا يتلقى الفريق بلاغا بحالة طارئة أخرى، لكنه هذه المرة لشخص يرغب ذووه بنقله من المستشفى إلى المنزل رغم أن حالته لا تستدعي ذلك وبحكم تجارب فريق الإسعاف فإن الغاية من الاستعانة بالدفاع المدني هي الحصول على وسيلة نقل مجانية فقط، تلاه بلاغ آخر تبين أنه لنقل شخص من مركز صحي الأزرق إلى المدينة الطبية.
ويؤكد مدير دفاع مدني الزرقاء العميد عدنان أبو جسار أن مركبات الدفاع المدني تقطع مسافات طويلة، وتجهد فيها الفرق، الامر الذي يؤدي أحيانا إلى إفراغ مناطق الاختصاص لأسباب واهية. أما عامل الوقت الذي تتدخل فيه الأزمات المرورية فنعمل باستمرار لتذليله.
وقال أبو جسار إن عامل الوقت هو أهم ما يميز عمل الدفاع المدني، فالثواني قد تسهم في حفظ الارواح والممتلكات؛ لذا لا يتعدى الوقت بين تلقي البلاغ وبين خروج "شبابنا" ثواني معدودة، لكن الفِرق تواجه العديد من المعيقات أهمها الأزمة المرورية، وضيق الشوارع والأزقة.
وأوضح، أن ضيق الشوارع والأزقة الطويلة يحولان دون دخول مركبات الإسعاف والإطفاء، وهي مشكلة كبيرة تواجه كوادر الدفاع المدني لكن مهارات التدريب والحماس، وتوفر المعدات، يخففان من هذه التحديات، لافتا إلى وجود تحديات أخرى منها التصرفات الخاطئة لدى بعض السائقين أمام مركبات الدفاع المدني، وعدم وضوح العنوان، وتجمهر المواطنين بالقرب من مواقع الحوادث.
ويضيف أبو جسار "نواجه تزايداً في طلبات النقل من المستشفيات إلى المنازل، أو نقل حالات خارج منطقة الاختصاص، أو نقل حالات مرضية من المراكز الصحية شرقي المحافظة إلى المدينة الطبية.. إنه في الحقيقة ليس من عمل الدفاع المدني"، لتفاقم أزمة السير وعدم وجود فتحات التفافية في العديد من المقاطع المرورية هذه التحديات "تتسب في بعض الأحيان بتأخر وصول شبابنا إلى موقع البلاغ وتأخر عودتهم إلى المراكز.
ويصر أبو جسار على إجراء تجربة على سرعة استجابة كوادر مديرية دفاع مدني الزرقاء؛ ففي 13 ثانية تلت قرع أجراس الطوارئ كان فريق الإسعاف والإطفاء قد تجاوز حرم المركز.
وبين أن محافظة الزرقاء تضم 17 مركزاً بما فيها المديرية وهي تغطي كافة مناطق المحافظة بشكل كاف، لافتا إلى ان المديرية تعاملت العام الماضي مع 37248 حادثا منها 2195 حادث إطفاء، 31758 إسعاف، 3295 إنقاذ نتج عنها 43613 إصابة و 966 حالة وفاة.
وتعاملت مديرية الدفاع المدني في الثلث الأول من العام الحالي مع أكثر من 12 الف حادث، منها 534 إطفاء، و 10559 إسعاف، و1075 إنقاذ، نتج عنها 16445 إصابة، 338 وفاة.
واضاف أبو جسار، أن مديرية الدفاع المدني في الزرقاء تنفذ برنامج دورات تدريبية ومحاضرات تثقيفية حيال التعامل مع مختلف أنواع الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والتعامل مع حالات الحروق والكسور بالتعاون مع عدة دوائر حكومية ومؤسسات خاصة بهدف تعميم مفهوم الدفاع المدني الشامل ورفع الحس الوقائي والاستجابة السريعة في التعامل مع الأخطار المختلفة ورفع المخزون المعرفي لدى الأفراد.
وبين أنها قدمت خلال الربع الأول من العام الحالي 129 نشاطاً تدريبيا وتوعويا استفاد منها 7952 شخصا، لافتا إلى أن المديرية على استعداد تام لتقديم دورات في الإسعافات الاولية والتعامل مع الحوادث والحرائق المنزلية.
وفي جانب إدارة الوقاية والحماية الذاتية قال أبو جسار، إن مهام الشعبة تشتمل على الكشف الميداني على المنشآت في كافة مراحلها من عملية التصميم والإنشاء والإشغال ومطابقتها لكودة البناء الوطني الأردني ذات الاختصاص بعمل إدارة الوقاية والحماية الذاتية حيث اعتمدت المديرية العامة للدفاع المدني ممثلة بإدارة الوقاية والحماية الذاتية كجهة رسمية مختصة من قبل اللجنة الفنية لمجلس البناء الوطني الأردني للإشراف والمراقبة على تنفيذ متطلبات كودة الوقاية من الحريق.
واضاف أن الشعبة تقوم بتحديد المتطلبات الوقائية لكافة المنشآت بناء على كودات الوقاية من الحرائق وأنظمة مكافحة الحرائق وأنظمة إنذار الحريق، ومن ثم تقوم بجولات لمتابعة هذه المنشآت والتأكد أنه لم يتم إزالة هذه الأنظمة، إضافة إلى تقديم محاضرات حول طريقة عمل هذه الأنظمة.
وقال إن التوسع في الانتشار رافقه رفد الجهاز بمعدات وآليات ووسائل حديثة قادرة على التعاطي مع مختلف أنواع الحوادث ان كانت حرائق أو اسعاف او انقاذ، الى جانب الاهتمام بعملية تقديم الاسعافات الاولية والضرورية في الموقع وعدم الاكتفاء بعملية النقل والاسعاف إلى المستشفيات والمراكز الطبية من خلال كوادر مدربة ومؤهلة للتعامل مع مختلف أنواع الإصابات.