165 ألف سوري محاصرون قرب الحدود التركية
نفذ التحالف الدولي بقيادة اميركية اكثر من 150 غارة على مواقع تنظيم داعش في شمال سورية، منذ بدء هجوم مزدوج تشنه قوات سورية الديمقراطية في ريف محافظة الرقة، والجيش العراقي جنوب مدينة الفلوجة، ابرز معاقل داعش.
على جبهة اخرى في سورية، تمكن تنظيم داعش اثر هجوم مباغت بعد منتصف الليل من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى ثاني اهم معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو مئة ألف سوري عالقين قرب الحدود التركية، وفق منظمة اطباء بلا حدود.
من جهته قال مسؤول عسكري روسي كبير في مؤتمر صحفي امس إن روسيا كثفت الضربات الجوية على مواقع إنتاج وتهريب النفط التابعة لجبهة النصرة.
وأضاف سيرجي رودسكوي رئيس قيادة العمليات الرئيسية بهيئة أركان الجيش الروسي "تم تدمير ألوف المعاقل ومخازن الذخيرة تحت الأرض والأسلحة والمعدات القتالية ومواد الإمداد والسوائل القابلة للاشتعال والمتفجرات. بالإضافة إلى ذلك تم القضاء على أكثر من 200 من الأشياء المستخدمة في إنتاج النفط وضخه وإعادة التزود بالوقود علاوة على 2000 مركبة تنقل المنتجات النفطية للتجارة غير الشرعية في تركيا. بفضل هذه العمليات فقد الإرهابيون مواردهم المالية الرئيسية".
وقال أيضا إن تأخر الولايات المتحدة في تحديد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة والمعارضة المتشددة يهدد عملية السلام بسورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن اشتباكات ريف الرقة الشمالي بين تنظيم داعش وقوات سورية الديمقراطية "ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض".
وأكد التحالف الذي يشن منذ ايلول (سبتمبر) 2014 ضربات جوية ضد الإرهابيين في سورية، تنفيذه غارات قرب مدينتي عين عيسى والرقة.
وتسببت الغارات والمعارك وفق المرصد بمقتل 31 إرهابيا بالإضافة إلى "خسائر بشرية مؤكدة" في صفوف الفصائل، من دون تحديد الحصيلة.
وبدأت قوات سورية الديمقراطية التي تضم بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل عربية هجوما شمال الرقة ، غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" مدينة الفلوجة غرب بغداد بدعم من طائرات التحالف.
وسيطرت هذه القوات على نحو عشر قرى ومزارع في ريف الرقة بينها قرية الفاطسة، حيث التقط مصور لفرانس برس صورا لنحو عشرين جنديا اميركيا برفقة مقاتلين عرب وأكراد. وعرف أحد المقاتلين عنهم بأنهم من "قوات المهام الخاصة" الأميركية. ويظهر الجنود في الصور وهم على سطح منزل ويحملون صواريخ من طراز "تاو" كما يتجولون على متن شاحنات وضعت عليها أسلحة ورشاشات ثقيلة.
واتهمت أنقرة أمس واشنطن "بالنفاق" إثر نشر هذه الصور. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان "من غير المقبول" ان يضع جنود اميركيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة مجموعة "إرهابية". وأضاف للصحفيين "هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق".
وبعد ساعات على هجوم مفاجئ لتنظيم داعش على مناطق تحت سيطرة الفصائل شمال مدينة حلب، ابدت منظمة اطباء بلا حدود امس"قلقها الشديد" على "مصير. ما يقدر بمئة الف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات".
وقدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من جهتها عدد العالقين قرب الحدود التركية المقفلة بنحو 165 الف شخص.
وتمكن التنظيم وفق عبد الرحمن من السيطرة "على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة والاسلامية في تقدم هو الابرز لداعش في المنطقة منذ العام 2014"، ما اتاح له قطع "طريق الإمداد الواصلة بين مدينة اعزاز ومدينة مارع" ثاني اكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب بعد اعزاز.
وباتت مارع بحسب الناشط المعارض ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء مأمون الخطيب الموجود في اعزاز، "محاصرة بشكل تام" واصفا الوضع الانساني بانه "كارثي وصعب جدا مع وجود 15 الف مدني محاصرين داخل المدينة بينهم عدد كبير من النساء والاطفال، عدا العسكريين".
وقال مدير العمليات في منظمة اطباء بلا حدود في الشرق الاوسط بابلو ماركو الجمعة ان المنظمة "اضطرت إلى اجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة" بعدما وصلت المعارك إلى بعد "ثلاثة كيلومترات عنه".
واضاف "مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار".
وتقفل تركيا حدودها امام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ اشهر عدة رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية انقرة فتح حدودها، ما ادى إلى تكدس عشرات الالاف في مخيمات عشوائية في منطقة اعزاز.
وفي بلدة حريتان شمال حلب، افاد مراسل فرانس برس امس عن مقتل 11 مدنيا جراء غارات لقوات النظام على فرن في البلدة، وفق حصيلة لمتطوعي الدفاع المدني.
كما قتل اربعة اشخاص في بلدة كفرحمرة واربعة اخرون في مدينة حلب، جراء قصف جوي للنظام، فيما قتلت امرأة واصيب تسعة اخرون بقذائف اطلقها "ارهابيون" على حي الميدان، وفق ما نقلت وكالة "سانا".
في العراق، يواصل الجيش العراقي مدعوما بالميليشيات الشيعية عملياته العسكرية جنوب مدينة الفلوجة في محافظة الانبار والتي يسيطر عليها الجهاديون منذ مطلع 2014.
واعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي امس ان "القوات الامنية تحرز تقدما" في محيط المدينة. واوضح ان "مقاومة داعش تقتصر على السيارات المفخخة والانتحاريين.. ونشر القناصة" على اسطح الابنية.
ولا يزال خمسون الف مدني عالقين داخل المدينة، في وقت اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان "قواتنا اخلت 460 شخصا يمثلون اسرا غالبيتها من النساء والاطفال، من اهالي الفلوجة".
وبدا النازحون وبينهم عدد كبير من الاطفال منهكين بعدما وصل اغلبهم سيرا وهم حفاة إلى مناطق وجود القوات الامنية، وفقا لمصور فرانس برس.
وقالت ام عمر وهي في الخمسينات "كنا محاصرين في منطقة السجر وبانتظار وصول القوات الامنية لإنقاذنا".
واشارت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ في جنيف إلى "تقارير عن زيادة حادة في عدد الاعدامات بحق الرجال والاولاد الذين يرفضون القتال مع القوات المتطرفة" لافتة إلى "حكايات مروعة" نقلتها العائلات التي تمكنت من الفرار.
وفي وسط بغداد، تظاهر آلاف العراقيين أمس مطالبين بإصلاحات لتحسين اوضاع البلاد وحاول بعضهم اجتياز حواجز امنية للوصول إلى المنطقة الخضراء، ما دفع قوات الامن إلى اطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم.