مسؤولون: فتح "طريبيل" يعيد الحياة للقطاعات الاقتصادية

يؤكد مسؤولون وعاملون في قطاع النقل أهمية معبر طريبيل الحدودي بين الأردن والعراق، والذي أغلق خلال العام الماضي بشكل كامل نتيجة لسيطرة الجماعات المسلحة على مجموعة من الاراضي العراقية المحاذية للمنطقة الحدودية الأردنية.
ويلفت هؤلاء الى انه وفي حال تم الإعلان عن إعادة فتح المعبر فإن ذلك سيكون بمثابة إعادة شريان الحياة للصادرات الأردنية وبعض القطاعات الاقتصادية الاخرى التي تأثرت جراء اغلاق المعبر الحدودي بين البلدين.
يقول وزير النقل، ايمن حتاحت، انه لم يتم الإعلان لغاية الآن عن فتح المعبر بشكل رسمي من الجانب العراقي إلا أن الأردن ينتظر إعادة فتحه في اقرب وقت ممكن.
ويؤكد حتاحت أن تطهير تلك المناطق المحاذية للحدود بين البلدين لها وقع إيجابي على عمليات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن العراق من أهم الشركاء التجاريين للمملكة.
ويؤكد مدير عام غرفة صناعة عمان، ماهر المحروق، ضرورة فتح المعبر في اسرع وقت ممكن خاصة في الوقت الذي يعتبر العراق الشريك التجاري الاهم للأردن والذي يستحوذ على ما يتراوح بين 17-20 % من حجم الصادرات الأردنية السنوية.
ويضيف المحروق أن اغلاق المعبر ادى إلى انخفاض الصادرات الأردنية للعراق بما يقدر بـ40 % خلال الربع الأول من العام الحالي ومقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه.
ويلفت إلى أن تأكيد أي قرار بإعادة فتح المعبر خلال الفترة المقبلة سيكون بمثابة إعادة الحياة للصادرات الأردنية العراقية التي سترتفع وتعود إلى مستوياتها الطبيعية، خاصة وان كلف وطرق التصدير للعراق في الوقت الحالي اصبحت صعبة جدا. ويبين ان طرق التصدير للعراق تتم عبر طريقتين واحدة من خلال عبور الشاحنات الأردنية إلى الاراضي السعودية، وصولا إلى الاراضي الكويتية ومن ثم نقلها عبر شاحنات الكويتية للبصرة وتوزيعها لمحافظات العراق.
والطريق الثاني لنقل البضائع الأردنية للعراق بحريا من ميناء العقبة إلى ميناء أم قصر العراقي، مرورا بميناء جبل علي، إلا أن صعوبة هذا الطريق تتمثل بارتفاع الكلف خاصة وان نقل البضائع عبر البحر يستغرق 25 يوما إضافيا مما يفقد البضائع الأردنية تنافسيتها.
ويقول مدير مركز جمرك حدود الكرامة على الحدود الأردنية العراقية، نائل عويس، إن حركة البضائع ما تزال متوقفة إلى هذا الحين.
ويبين عويس، في تصريح لـ" الغد"، إن مركز جمرك الكرامة على أتم الاستعداد لانسيابية حركة البضائع والتخليص عليها في حال إعادة فتح معبر طريبيل. ويشير الى ان كوادر دائرة الجمارك في المركز جاهزة لإعادة حركة الشاحنات والبضائع القادمة والمغادرة من مركز جمرك الكرامة عند الإعلان عن إعادة فتح المعبر رسميا.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة عمان عيسى حيدر مراد إن القطاع التجاري يتوسم خيراً بإعادة فتح منفذ طريبيل الحدودي.
واعتبر مراد في تصريح صحافي أمس اعادة فتح المنفذ خطوة سيكون لها آثار إيجابية عديدة ستنعكس على مصالح البلدين الشقيقين.
ويؤكد نقيب نقابة اصحاب الشاحنات الأردنية، محمد الداوود، ان اغلاق المعبر من الجانب العراقي كان له تداعيات سلبية عديدة، خاصة فيما يتعلق بكلف النقل بين الأردن والعراق التي وصلت الى 4 اضعاف. وبين أن كلف نقل البضائع من الأردن إلى العراق عبر معبر الكرامة- طريبيل اصبح لا يغطي مصاريف وكلف تشغيل الشاحنة، حيث كانت كلف النقل بين الأردن والعراق لا تتجاوز 1600-2000 دولار للشاحنة، بينما باتت الكلفة تناهز اليوم 5000 آلاف دولار.
ويوضح الداوود انه وبعد أن اغلق معبر "طريبيل" اصبح نقل البضائع للعراق أكثر صعوبة حيث تغادر الشاحنات الأردنية إلى السعودية ثم تتجه إلى الكويت ليتم تفريغ البضائع من الشاحنات الأردنية إلى الشاحنات الكويتية التي تنقل هذه البضائع بعد ذلك إلى البصرة.
ويؤكد أن المدة الزمنية التي تحتاجها الشاحنة لنقل البضائع للعراق اصبحت تستغرق 10 أيام منذ الانطلاق من الأردن مرورا بالأراضي السعودية مقارنة مع يومين قبل إغلاق الحدود الأردنية العراقية.