فرق الشمال تحقق نتائج مخيبة بدوري المحترفين بسبب عدم الاستقرار

 عكست سلسلة النتائج المخيبة لفرق الشمال بدوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، حالة من عدم الاستقرار وتقلبات في الترتيب العام، فرضت واقعا مغايرا للتوقعات والاحتمالات التي عقدت على تلك الفرق.
واللافت أن تلك التقلبات كانت لفرق عريقة لها باع طويل في ميدان كرة القدم الأردنية كالرمثا والحسين اربد، وكان لافتا تصريحات القائمين عليها أن مرحلة الإياب ستكون أفضل من الذهاب، وهو ما لم يحصل مطلقا، فافتقدت هذه الفرق لحماسة تصريحات المسؤولين عنها، وجاءت نتائجها في هذه المرحلة مخيبة لآمال عشاقها، فالرمثا والحسين اربد تراجعا بشكل غريب نحو مراكز لا تليق بسمعتهما وتاريخهما، بعدما كانا منافسين وبقوة خلال المرحلة الاولى والصريح وكفرسوم أدخلا نفسيهما في دائرة الخطر، فنجا الاول وودع الثاني دوري الاضواء بعد خسارته امام ذات راس في المباراة الاخيرة.
وفي مراجعة واضحة لمجريات الدوري ومسيرة الفرق فيه، بدا واضحا ان الرمثا كان اكثرها استقرارا في عروضه رغم عدم الاقناع في بعض المباريات، بينما "دوخ" الحسين انصاره بتواضع نتائجه رغم حشد النجوم والاستقرار الاداري والدعم المالي والمعنوي، وتراجع اداء الصريح الذي وضع نفسه بورطة في المراحل الاخيرة من عمر الدوري، بينما كان التفاوت مشكلة لازمت أداء كفرسوم، ومع أن ما قدمه الفريق سيما في الجولات الاخيرة يعد مؤشرا إيجابيا نسبة لفريق عائد حديثا لدوري الأضواء.
الرمثا: تفاوت الأداء والنتائج
رغم البداية الجيدة لفريق الرمثا مطلع الدوري، الا ان الفريق سرعان ما عاد وفقد توازنه نتيجة عدم الاستقرار الفني والمالي، الامر الذي أثر على اداء الفريق، وبالتالي اهدر نقاطا كان يمكن ان تنقل الفريق الى مركز افضل من المركز السادس، خاصة وان الفريق يضم في صفوفه عناصر متميزة قادرة على المنافسة.
وربما تكون الازمة الاخيرة التي مر بها الفريق، واسفرت عن رحيل المدرب مراد الحوراني وتلويح بعض اللاعبين بالاحتجاب عن التدريبات لعدم حصولهم على المخصصات، ذروة تراجع الفريق الذي سقط في فخ التعادل في الكثير من المباريات وتلقى بعض الخسائر التي اثارت علامات استفهام.
فريق الرمثا لم يكن مقنعا كثيرا في اختيار محترفيه، الذين لم يشكلوا اي اضافة فنية ولم يتم استثمار نجومية لاعبي الفريق بالشكل الامثل، فالرمثا يملك نخبة من اللاعبين المميزين، وعدم ثبات التشكيلة اثر كثيرا على واقع الفريق الذي تنبه جهازه الفني متأخرا لضرورة الدفع بالمواهب الشابة والتي برز منها المهاجم المتالق خالد الدردور، الذي شكل علامة بارزة في اداء الفريق ونتائجه الايجابية في الاسابيع الاخيرة من عمر الدوري.
الحسين اربد: عكس التوقعات
قبل بداية الدوري بدأ الحسين اربد مرشحا للعب دور مؤثر ومهم في خريطة المنافسة، فالفريق يمتلك عناصر مميزة قياسا على حجم التعاقدات والطموحات التي كانت معلقة على الفريق، الذي كان يطمح للدخول في اجواء المنافسة على لقبي الدوري والكأس او دخول مربع الكبار على اقل تقدير، الا ان الامور سارت بعكس ما يشتهي عشاقه.
تلك الطموحات اصطدمت في وقت مبكر بسوء الطالع والنتائج المخيبة التي عصفت بطموح الفريق وبحالة من عدم الثبات الفني، حيث تعاقب أربعة مدربين على إدارة الجهاز التدريبي، فتفاوت الأداء الفني للفريق من مباراة لأخرى، واستعصى عليه الفوز طويلا، وتلقى خسائر وصفت بالمفاجئة جعلته ينزف المزيد من النقاط التي حيدت آماله في وقت مبكر، وجعلته يرزح في مركز لا يتناسب مطلقا وامكانات الفريق الفنية ونجومية لاعبيه.
وعانى الفريق دفاعيا ذلك أن مستوى الرقابة كان في أدنى درجاته، وكان يتأثر بصورة واضحة مع تزايد الضغط الهجومي عليه، وجانب التوفيق حراسة مرماه في أكثر من مباراة، ورغم أن خط الوسط كان الأكثر ثباتا لوجود لاعبين متميزين أمثال محمود البصول واحسان حداد عبدالله ابوزيتون، ما جعل مساحة الثقة كافية مع المهاجمين محمد عمر وهداف الدوري المحترف الليبي اكرم الزوي لتشكيل فاعلية هجومية على مرمى الخصوم، وتعرض الفريق لسلسلة من الخسائر مع البداية أرخت بظلالها على مؤشر الأداء، في الوقت الذي خسر او تعادل في أكثر من مباراة كان فيها الطرف الأفضل في ظل أخطاء كلفت الكثير.
الصريح: نتائج غير ملائمة
    حير فريق الصريح جمهوره بنتائجه التي لا تتلاءم مع امكانات لاعبيه الفنية، فالفريق لم يظهر بالمستوى الجيد خلال مباريات الدوري، وأنهى الصريح مشاركته في دوري المحترفين على غير العادة كما جرت في المواسم الماضية تاركا علامات استفهام عديدة حول المستوى العام للفريق بعدما انخفض مؤشر ادائه الفني تدريجيا ما انعكس مباشرة على نتائج الفريق الذي وضع نفسه في ورطة كبيرة قبل ان تشفع له نتائج الجولة الاخيرة وبالذات خسارة كفرسوم امام ذات راس.
ورغم ان مدرب الفريق عبدالله عمارين الذي تسلم المهمة منذ بداية الدوري بدا قادرا على الحفاظ على هوية الفريق والابقاء على روح لاعبيه، الا ان التراجع الذي طرأ على اداء الفريق واثر على نتائجه في المراحل الاخيرة من عمر الدوري ربما كان لشعور الفريق وحساباته الخاطئة بانه تجاوز مرحلة الخطر.
كفرسوم: عطاء بحدود الإمكانات
قدم لاعبو فريق كفرسوم مباريات في حدود امكاناتهم الفنية، رغم المعاناة من حالة عدم الاستقرار الفني نتيجة تعدد المدربين، قبل ان يستقر به المقام على المدرب اسامة قاسم الذي نجح الفريق في عهده بحصد اغلب نقاطه بالدوري.
واستهل الفريق الدوري مشواره بالدوري بشكل جيد وحقق فوزا لافتا على جاره الحسين اربد قبل ان يسقط الفريق بسلسلة من الخسائر المتتالية وسط اداء غير مقنع نتيجة ضعف الاعداد، وافتقار بعض اللاعبين للياقة البدنية التي بدت ظاهرة اثناء اللقاءات، الامر الذي أثر على النتائج، قبل ان يبذل قاسم جهدا في محاولة معالجة الخلل لكن بعد فوات الاوان.
وبدا واضحا تسلح لاعبي كفرسوم بالحماس لتعويض نقص الخبرة واللياقة عند بعض لاعبيه، ولكن ذلك لم يسعفه وان كان قدم اداء قويا في بعض المباريات التي خانه الحظ فيها.