انتشار لافت لظاهرة التسول في الطفيلة واجراءات للحد منها
وكاله جراءة نيوز - عمان- إشتكى مواطنون وأصحاب محلات وسائقي باصات عمومية في الطفيلة من انتشار لافت للنظر لظاهرة التسول، خصوصا خلال الشهرين الماضيين، لتشكل مع استمرارها إزعاجا للمارة والمواطنين في الأسواق والمحلات التجارية ومراجعي البنوك اوقات تسلم رواتبهم.
وهروبا من مراقبة الفرق الميدانية التي شكلتها وزارة التنمية لمكافحة التسول والمتسولين، لجأ عدد من كبار المتسولين في الطفيلة الى طرق غير دارجة للتسول وجمع الأموال بطريقة غير مشروعة في أواخر كل شهر، منها الحضور إلى أبواب المساجد بعد صلاة ظهر الجمعة وملاحقة المصلين لأخذ مبلغ من المال منهم بطرق متقنه ومنسقة بحيث يتمكن المتسول أو المتسولة من إستدرار مشاعر المواطنين ورغبتهم بالأجر والثواب.
وقال المواطن ناصر الجرابعة (35)عاماً، أن هذه الظاهرة أنتشرت في الآونة الأخيرة، فما أن يخرج المصلين من المساجد حتى يتفاجأوا بأعداد من المتسولين يدخلون بينهم ويبدءون بتطبيق أساليبهم التي لا تخفى على احد.
وأشار المواطن زياد العودات (26)عاماً، أن بعض هؤلاء المتسولين بحاجه إلى المال لكن انتشارهم في هذه الفترة بهذا الشكل أكثر من الفترة الماضية قبل عدة سنوات، حيث أصبح المواطن لا يصعد أي باص إلا ويمر متسولا بل كان البعض منهم ينتقل من مكان إلى آخر ويدخل المنازل ويطلب المال أو الزيت أو أي حاجه.
وقال علي الحجاج (41)عاما، أن الكثير من المواطنين تأخذهم الحمية والعاطفة لدفع مبالغ مالية لهؤلاء المتسولون، دون التأكد من أموالهم وهذا خطا بحد عينه، لافتا الى أن الكثير من هؤلاء يكونون أصحاب عقارات ولديهم مشاريع خاصة بهم.
وقال محمد الرواشدة (27 عاما) « عندما تقف أمام الصراف الآلي لأحد البنوك كي تسحب مبلغا من المال، يكون في الجهة المقابلة متسولة تراقبك عن كثب، ترتدي ثيابا رثة، قبل أن تقترب لاستجداء حسنة.
ويقول الرواشدة ،آخرون يقتنصون لحظة وقوف الزبون أمام المطاعم لاستجداء لقمة عيش، وهؤلاء غالبا ما يتركون أثرا في نفس الزبون، الذي لا يمرر الموقف من دون أن يبادر بمقاسمة المتسول طعامه، أو إعطائه قليلا من المال.
ويصبح صدّ المتسول ونهره أكثر صعوبة على المحسن في المقابر، يقول الرواشدة ، إن رد طلب المتسول في المقبرة وعند دفن عزيز، يكاد يكون مستحيلا، سيما وأن هؤلاء يقتنصون لحظات يغرق فيها أهل الفقيد بحزنهم.
ويشير محمد المرافي (42)عاما، إلى أن المتسولون الذين أكثرهم من السيدات ينتشرون في كافة أرجاء الأسواق في الطفيلة، ويفترش البعض منهن الأرصفة، ويضعن أطفالهن في حالة رثة من الملابس والمظهر لاستدرار عطف المارة، وتبرز بعضهن تقارير طبية من أطباء خصوصيين تبين حاجة المتسول لمعالجة مرض معين أصيب به، بغية التسول، فيما البعض منهن يتجولن في الشوارع ويدخلن المحلات التجارية طلبا للاحسان من المواطنين، ما يشكل إرباكا لهم وإزعاجا.
من جانبه، أشار مساعد مدير تنمية محافظة الطفيلة راتب الخلفات، الى ان لجنه شكلت من مديرية التنمية ومديرية الأمن العام للسيطرة على هذه الظاهرة المتزايدة، مبينا أن فرقا من التنمية تمكنت من ضبط العشرات منهم وتحويلهم إلى المراكز الاجتماعية، ليتسنى إيداعهم إلى المحاكم المختصة بعد إجراء دراسة أولية لمعرفة أسباب امتهانهم عادة التسول والبحث عن ظروفهم المعيشية ومحاولة معالجة هذه الظاهرة بناءا على أسس علمية .
وأضاف الخلفات أن مديرية التنمية قامت بإعداد دراسات حول هذه الظاهرة وتقديم مساعدات عاجله للمحتاجين منهم ،في الوقت الذي يتم تحويل من يثبت انه يمتهن هذه المهنة إلى المحاكم لينالوا جزاءهم ومن يحرضهم أو يدفهم الى ممارسة هذه الأعمال .
وناشد الخلفات أئمة المساجد إلى إرشاد المواطنين وحثهم من خلال الدروس الدينية والخطب إلى خطورة هذه الظاهرة وعدم تلبية مطالب هؤلاء المتسولون، مبيننا أن ما يقومون به يعد حرفه ومهنه اعتادوا عليها داعيا إلى إبلاغ الجهات المختصة عند مشاهدة مثل هذه الظواهر، لافتا أن مثل هذه العادات تشوه الصورة الحضارية للمنطقة .
وبحسب دراسة أجرتها دائرة مكافحة التسول لـ (235) متسولا قبض عليهم عام 2004 فان (110) من الحالات تبين ان لديهم دخلا من أكثر من مصدر وان (50) حالة يتقاضون رواتب من صندوق المعونة الوطنية، فيما وجد ان (75) حالة يتقاضون رواتب تقاعدية من مؤسسة الضمان الاجتماعي أو الجيش، وثبت أن (100) منهم ليس لديهم دخل.
وبحسب دراسة إحصائية أخرى للدائرة فان هناك أعدادا لا يستهان بها من المتسولين «المتكررين» أي الذين قبض عليهم عدة مرات، ففي الفترة ما بين عامي 1990 و 2004 تبين على سبيل المثال ان هناك (50) متسولا قبض عليهم (45) مرة و 7(5) متسولا قبض عليهم (35) مرة.
ويرى الخلفات ان قانون المتسولين لا يردع هذه الظاهرة حيث تنص احدى مواده على أن « من وجد يقود ولدا دون السادسة عشرة من عمره للتسول وجمع الصدقات أو يشجعه على ذلك يعاقب في المرة الأولى بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو ان تقرر المحكمة إحالته على أية مؤسسة معينه من قبل وزير الشؤون الاجتماعية للعناية بالمتسولين لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن ثلاث سنوات».
واشار الخلفات ان الاشخاص المتسولين الذين يتم القاء القبض عليهم يعودوا للتسول مرة اخرى غير مهتمين بالقوانين والانظمة، وان مختلف المتسولين يكونوا من خارج الطفيلة.
وأوضح مدير شرطة الطفيلة العميد فواز المعايطة أن دور رجال الأمن الذين يرافقون فرق مديرية التنمية لمكافحة التسول ، يقتصر على ضبط المتسولين وإيداعهم إلى دور الرعاية التابعة للمديرية، أو إلى الحاكم الإداري، إضافة إلى حماية موظفي التنمية من أي اعتداء عليهم، أثناء قيامهم بواجب ضبط المتسولين.