هل تنجو الغابات من العبث والتخريب في موسم الرحلات ؟!

بدأ موسم الرحلات في غابات الاردن باستقبال المتنزهين ليتفيؤا ظلال الاشجار التي تكسو قمم الجبال والمرتفعات التي يقصدها المتنزهون ايام الجمع والعطل.
وتعتبر غابات الاردن من اجمل الغابات في العالم وهي مقصد ابناء الاردن من جنوبة وشمالة للتنزة والسياحة في معظم شهور السنة، وكذلك مقصد ابناء الوطن العربي وخصوصا دول الخليج العربي، والسائحين من دول العالم المختلفة، كل ذلك لما تتميز بة غابات خلابة واشجار الصنوبريات التاريخية الشامخة.
كما وتشهد الغابات حركة نشطة وتواجداً كثيفاً من الزوار ولكن بعد مغادرتهم الغابات يتركون وراءهم مكرهة صحية اضافة إلى ان هناك اشخاصا يقومون باشعال الحرائق بهدف الشواء وقبل مغادرتهم المكان لا يتاكدون من اطفاء النيران.
وتهدد الغابات في الأردن العديد من الأخطار أهمها الحرائق وتراجع الوعي من قبل المواطنين بأهميتها والنظرة لها بأنها عائق في وجه التنمية إضافة للمشاريع الكبرى التي تهدد رمزية الغابات الكبيرة وبالتالي سهولة الاستغناء عن الصغيرة منها.
ورغم الجهود التي تبذلها مديرية الحراج في محاولة زيادة اعداد الأشجار الحرجية من خلال عدد من المشاريع والمبادرات التي تنظمها الوزارة والمديرية إلا أن الموضوع يحتاج الى اهتمام اكبر بحسب خبراء.
وقال مدير عام اتحاد المزارعين الاردنيين المهندس محمود العوران ان مسؤولية الحفاظ على الغابات والاشجار الحرجية تقع على وزارتي الزراعة والبيئة ومديرية الامن العام من خلال الشرطة البيئية.
واشار العوران الى اننا في الاردن من اقل دول العالم اهتماماً بالاشجار الحرجية والغابات بشكل عام حيث ان المساحة المزروعة بالاشجار الحرجية والغابات اقل من 1% من اجمالي مساحة المملكة.
وبين اننا نتطلع للاشجار الحرجية في مثل هذه الظروف كعلاج ووقاية من ظاهرتي الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية حيث تقوم هذه الغابات بزيادة نسبة الرطوبة في الجو وتنقية الاجواء بشكل عام.
واوضح ان المتتبع بالاردن للحراج والغابات يجد ان هناك تقصيرا واهمالا ولوعدنا منذ بدء الاحتفالات بعيد الشجرة ولغاية هذه اللحظة من المفترض ان تكون نسبتها 30% اسوة بباقي دول العالم.
واشار إلى انه لابد من اقامة حملات توعية خاصة في مثل هذه الايام كونها موسم للرحلات بحيث يكون على مداخل جميع اماكن التنزة فريق متخصص دوره توزيع البوسترات واكياس للنفايات ومن ثم وجود دوريات راجلة من خلال الدراجات النارية او الخيول للحفاظ ومراقبة التحطيب المتعمد او اشعال النيران لغايات الشواء او ترك النيران عند نهاية الرحلة او ترك مخلفات التنزه.
واكد العوران ان على المتنزهين الحفاظ على الاشجار الحرجية والغابات بشكل عام وابقائها نظيفة لما فيه مصلحة صحية وراحة نفسية فالتعاون مطلوب من جميع الاطراف كاملة.
وطالب اتحاد المزارعين بالمزيد من زراعة الاشجار الحرجية وان لا تقتصر فقط زراعة الاشجار في عيد الشجرة بل يكون هناك متابعة واستخدام الري التكميلي خاصة للزراعات الجديدة اضافة إلى استغلال المياه العادمة والرمادية بانشاء المزيد من الزراعات الخشبية لما فيها مصلحة بيئية وصحية واقتصادية.
وبين ان على مربي النحل الاهتمام بالاشجار الحرجية خاصة البعض منها بدأ ينقرض في الاردن حيث انه عند تغذية النحل على هذه الاشجار ينتج غذاء مردوده عالي.
وقال مساعد امين عام وزارة الزراعة المهندس عيسى الشوبكي ان طبيعة عمل قطاع الحراج تتطلب ان تكون في حالة طوارئ للمحافظة على الغابات من الحرائق والاعتداءات خاصة واننا على ابواب فصل الصيف حيث من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة.
وبين انه تم الايعاز لكافة مديريات الزراعة في المحافظات والالوية بضرورة التعاون التام مع الجهات الامنية ومديريات الدفاع المدني في كافة محافظات المملكة ووضع كافة الاليات التابعة لوزارة الزراعة والعمال على جاهزية تامة للتعامل مع اي طارئ يحدث وخاصة فيما يتعلق بالحرائق علما بانه يوجد غرف عمليات في مديرية الحراج.
واشار الى انه يتوفر لدى وزارة الزراعة ضمن المديريات التابعة لها خمس اطفائيات موزعة في كل من محافظات المملكة (جرش،عجلون،اربد،الكرك) علما بان هذه الاطفائيات جاهزة على مدار الساعة لدى اي طارئ يحدث. واكد انه تم الموافقة على تشغيل 70 عامل اطفاء خلال فترة الصيف موزعين على كافة مناطق المملكة وبالتعاون مع مديريات الدفاع المدني مكلفين هم وموظفي الحراج لاطفاء اي حريق قد يحصل. واوضح انه تم تشكيل فرق مكافحة الغابات في كافة محافظات المملكة وزيادة اعداد الكوادر الخاصة في المحافظات ذات الكثافة الحرجية العالية حيث يوجد اكثر من 70 محطة حرجية وبرج مراقبة للعمل على مدار 24 ساعة للمراقبة والتبليغ عن اي طارئ علما بانه تم العمل على صيانة وتجهيز سيارات الاطفاء وصهاريج التزويد التابعة لمديرية الحراج في عمليات الاطفاء المساندة مع الدفاع المدني.
اضافة الى تطبيق خطط الطوارئ في الظروف الاستثنائية التي تكون نتيجتها غير معروفة او مخطط لها ويعلن عن البدء بخطة الطوارئ من قبل مديرية الحراج ويعمل رؤساء الاقسام في مديرية الحراج كضباط ارتباط مع غرفة العمليات الرئيسية وتشكل غرفة طوارئ. كما وتقوم وزارة الزراعة بوضع خطة شاملة لفتح خطوط النار في الغابات بالتنسيق مع مدراء زراعة المحافظة ومتابعة احتياجاتهم من التجهيزات. اضافة إلى الايعاز للمعنيين بوضع خطة لعمل الاليات الثقيلة في ضوء الخطط المقررة والواردة. واكد انه يجب حصر الغابات ذات التماس المباشر مع سكن المواطنين والعمل على تجهيزها بطريق دائري وطرق داخلية وابراج مراقبة إذ أمكن مع الاخذ بعين الاعتبار وضع حواجز على هذه الطرق بشكل لا يتيح استخدامها من قبل المعتدين اضافة الى زيادة التوعية لدى المواطن باهمية الثروة الحرجية من خلال حملات اعلامية تقوم بها جميع الوسائل الاعلامية والحكومية والخاصة المرئية والمسموعة والمقروءة وتوجه الى مختلف شرائح المجتمع الاردني من بيت وجامعة ومدرسة ومسجد. وبين انه نظرا لصعوبة تضاريس بعض المناطق التي تكسوها الغابات وللحد من انتشار الحرائق فيها حال حدوثها وحتى تتم السيطرة على الحريق وباقل الاضرار قد يتطلب ذلك وجود طائرة للمشاركة في اخماد هذا الحريق على ان تكون مشاركتها اما بطلب من المحافظ او من مديرية الدفاع المدني وحسب الحاجة ومخاطبة القيادة العامة للقوات المسلحة.