الطفلة سلمى .. تعبر عن عشقها للفيصلي والمنتخب بالدموع
شغلت مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الأسبوع الماضي، وباتت حديث أوساط كرة القدم الأردنية وزينت صورتها الكثير من صفحات -الفيس بوك- حتى انها شكلت بالنسبة لشريحة واسعة من جماهير الفيصلي، خصوصاً النموذج للمشجع الحريص على فريقه والمتلهف لتحقيق النتائج المرجوة.
هي الطفلة سلمى وسام عصفور ،التي أنهمرت دموعها بغزارة بعد لحظات من مباراة الفيصلي أمام الجزيرة بدوري المحترفين الأسبوع الماضي ؛تأثراً بخسارة الفريق الذي ارتدت قميصه -الفيصلي- وحضرت الى الى الملعب لتشجيعه وحث اللاعبين لبذل قصارى الجهد، رغم انها لم تتجاوز العام الخامس من عمرها المديد انشاء الله.
الدموع التي فاضت بها عيون -براءة الأطفال-، شكلت أبلغ وصف للحالة التي يتعرض لها الفيصلي في الأونة الأخيرة جراء النتائج المخيبة التي حرمت الفريق من صدارة الدوري في أكثر مناسبة، ووجهت رسالة بمضامين واضحة الى الادارة والجهاز الفني واللاعبين بأن الخسارة مؤلمة وقد تؤلم أكثر الأطفال ،الذين لا يستطيعون التمثيل أو المجاملة، ما دفع ادارة النادي الى ترتيب زيارة للطفلة سلمى الى مقر معسكر الفريق الذي كان يتأهب لملاقاة فريق طرابلس اللبناني بكأس الاتحاد الآسيوي، ليتلف حولها اللاعبون تعبيراً عن حجم التأثر الكبير بالدموع التي ذرفت بسببهم.
سلمى، أصغر مشجعة تتواجد دوماً فوق مدرجات الملاعب، حلت ضيفة غالية على ملحق أخر الأسبوع، وألتف حولها الزملاء تعبيراً عن سعادتهم ،بطفلة حركت المشاعر وأسرت القلوب ببراءتها وعفويتها واشراقة وجهها، وبادلوها الحديث حتى أنهم تسابقوا وتنافسوا على مهمة اجراء الحوار معها، قبل أن يحسم كاتب السطور المسألة ويظفر بحوار قد يكون الأكثر انسانية ورمزية في مشواره المهني.
سألتها في بادىء الأمر : لماذا كل تلك الدموع؟ لترد بعفوية : لأن الفيصلي خسر.
قلت قلها : الرياضة فوز وخسارة، وكل الفرق معرضة للخسارة. تنهدت وقالت : لأنه الفيصلي ما لعب -كويس- أنا زعلت وبكيت، وحكيت الهم -اللاعبين- لما شفتهم في المعكسر أني زعلانة كثير منهم .. وتأسفوا ووعدوني بالفوز على طرابلس وبالدوري، وأوفوا بوعدهم وحققوا الفوز بنتيجة 3-1.
سألتها عن سبب تشجيعها للفيصلي، لتنظر الى والدها ومن ثم قالت : لأنه بحب الفيصلي أنا كمان بحبه ولما صار يوخذني على الملعب حبيت الفريق أكثر وحبيت كل اللعيبة وكل يوم بلبس -بلوزة- الفيصلي .. و بحب لعب ياسين البخيت ومهدي علامة وبهاء عبدالرحمن وبراءة مرعي بس ما لعبوا -كويس- في مباراة الجزيرة.
خلال الحديث كانت تسأل والدها عن الساعة، وتكرر السؤال أكثر من مرة، وأعتقدت انها غير مرتاحة وقد تكون خجلانة، لكن عندما عرفت السبب زاد تأثري بـسلمى، فهي تتعجل الذهاب الى الملعب لحضور مباراة الفيصلي وطرابلس في ستاد عمان!.
تحدثت معها عن المنتخب وهل تحزن عند خسارته أيضاً لترد بعفوية : أه طبعاً ..انا بحب المنتخب كثير لأنه بحمل أسم الأردن ولما خسرنا مع استراليا أنا بكيت كثير، ويا رب انه دايماً المنتخب يفوز وانا بشجعه كثير، وبحب احضر اله مباريات في الملعب.
قبل أن تغادر برفقة والدها والزميل شاكر الدبوبي الذي رتب المقابلة، سألتها عن توقعها لمباراة الفيصلي مع طرابلس لترد بسرعة : الفيصلي راح يفوز 2 أو 3 -اللعيبة- وعدوني وحكوا الي -راح نفوز-، وأنا لما اكبر بدي ألعب كرة قدم.
سلمى، صاحبة الوجه -الملائكي- حركت بنا المشاعر، فالأطفال لا يعرفون المجاملة ويحبون بصدق دون أن ينتظروا المقابل، حفظها الله وسلمها، وجعل كل أيامها سعادة وبهجة.