صورة تحكي قصة رحيل أعظم أم على وجه الأرض


"محال أن ترى قلباً أحن عليك من قلبي".. إنها كلمات الأم تلك الأنهار التي لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب متدفّقة دائماً بالعطف الذي لا ينتهي.. هي الصّدر الحنون الّذي تلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك، إن رحلت من الدنيا تجد نفسك قد شخت فجأة وهدت السنوات الثقال كاهلك.
السيدة الماليزية العظيمة "ماليه دياه" التي تجاوز عمرها الـ 101 سنة ضربت بها الأمثال في حنان الأم وعطفها على أولادها فقد رفضت التخلي عن فلذة كبدها عبد الرحمن سعود الذي ولد معاقاً ذهنياّ وجسدياً وبقيت تعتني به منذ ولادته إلى ان بلغ الـ 63 من العمر وشاءت الأقدار أن تلفض أنفاسها الأخيرة الخميس الماضي.

الأم غادرت الحياة تاركة ابنها يعاني ويلاتها لوحده.. الكهل المسكين لم يقل شيئاً عندما أخبروه أن والدته التي رعته لسنوات طوال ليل نهار غادرت إلى بارئها وتركته وحيداً.. بقي صامتاً ولم ينطق بأي كلمة من هول الصدمة.

الصحف الماليزية ذكرت أن الوالدة ماليه لم تكن تعاني من أي أعراض مرض وبدت بصحة جيدة إلا أن ابنة أختها جليحة يونس "59 سنة" والتي تعيش بجوار الأم "ماليه" قالت أن "خالتها شعرت بضيق تنفس فجلبتها مع ابنها إلى بيتها لتطمئن أكثر على سلامتها إلا أن الوالدة فارقت الحياة، وقبل أن تغادر تمكنت من إطعام ابنها وجبة أرز مقلي ليلة الخميس للمرة الأخيرة".

جليحة يونس ذكرت في حديثها لصحيفة "the borneo post" أن الأم "ماليه" دفندت في مقبرة مسجد "كامبونج نامبوا" في ماليزيا.

وكانت الراحلة قد توفي زوجها قبل 20 عاما وكرست حياتها لرعاية ابنها الأصغر الذي ولد معاقاً بنسبة 99% فلا هو يستطيع التكلم ولا المشي ولا يعلم شيئاً عن ما يدور حوله.