الإفتاء تبين حكم الصيام في شهر رجب

بينت دائرة الإفتاء العام حكم الصيام في شهر رجب وإستندت الى رأي جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة إلى إستحباب الصيام في شهر رجب كما يستحب صيام باقي الأشهر الحرم، وهي: محرم، وذو القعدة، وذو الحجة.

وغستندت الدائرة الى حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حين سئل عن سبب صومه شهر شعبان-: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) رواه النسائي (2357)، قالوا: دل هذا الحديث على أن شهري رجب ورمضان شهرا عبادة وطاعة لا يغفل الناس عنها.

وأضافت الدائرة أنه إشتهر في الآونة الأخيرة الفتوى بالمعتمد في مذهب الحنابلة أنه يكره إفراد شهر رجب بالصيام خشية أن يظن الناس فرضية صومه كرمضان ولِما ورد من آثار عن بعض الصحابة الكرام ، حيث استدلوا بما رواه ابن أبي شيبة في 'المصنف' (2/345) عن خرشة بن الحر قال: 'رَأَيْتُ عُمَرَ يَضْرِبُ أَكُفَّ النَّاسِ فِي رَجَبٍ، حَتَّى يَضَعُوهَا فِي الْجِفَانِ، وَيَقُولُ: كُلُوا، فَإِنَّمَا هُوَ شَهْرٌ كَانَ يُعَظِّمُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ'.

وتجيب الدائرة على ذلك بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد النهي عن تشبيه رجب برمضان حتى لا يعتقد الناس وجوب صيامه كصيام رمضان، فنهى بعض الصائمين الذي خشي عليهم ذلك الظن، فهي سياسة شرعية منه رضي الله عنه.

ولذلك قال الحنابلة رحمهم الله: تزول الكراهة بإفطار يوم واحد فيه، أو صيام شهر آخر كاملاً كي لا يفرد رجب بالصيام ،
فمن اعتاد صيام النوافل وأكثر الصيام في شهر رجب رجاء الثواب فيه فلا ينكر عليه أحد من مذاهب الفقهاء الأربعة المعتمدة.
والله أعلم.