العاهل السعودي يزور الجامع الازهر في ثالث أيام زيارته لمصر
زار الملك سلمان بن عبد العزيز الجامع الازهر أمس حيث وضع حجر الاساس لمدينة طلابية في اليوم الثالث من زيارته الى مصر التي تخللها الاعلان عن تشييد جسر بين البلدين وتوقيع 17 اتفاقا في مجالات انمائية عدة.
والسعودية اكبر داعم للرئيس عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق الذي قاد عملية الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز(يوليو) 2013، وقدمت مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر منذ ذلك الوقت.
وأعلن العاهل السعودي الجمعة الماضي في مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري "اتفاق مصر والسعودية على تشييد جسر يربط بين البلدين" يمر فوق البحر الاحمر.
وقال الملك ان الجسر، الذي لم ترد أي معلومات عن مكان تشييده بالتحديد، يهدف لزيادة التبادل التجاري ودعم صادرات البلدين.
وزيارة الملك سلمان الى الجامع الازهر هي الأولى من نوعها لعاهل سعودي الى اهم سلطة مرجعية للمسلمين السنة في العالم.
وافاد بيان للازهر ان العاهل السعودي التقى شيخ الازهر احمد الطيب "في إطار تنسيق الجهود" بين الطرفين في "نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف والارهاب".
كما اشار الى ان الملك سلمان وضع "حجر الأساس لمدينة البعوث الاسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر" سيتم تمويلها بمنحة من العاهل السعودي على مساحة 170 فدان.
ويدرس في الازهر آلاف الطلاب الآسيويين والافارقة والمصريين لكن مكان اقامتهم لم يعد يستوعب اعدادهم.
ومنذ مساء الخميس الماضي، علقت لافتات ترحيب تحمل صورا للسيسي والملك سلمان قرب الجامع الازهر الذي كثفت السلطات الاجراءات الأمنية في محيطه.
ومساء الجمعة الماضي، التقى الملك سلمان بابا الاقباط الارثوذكس تواضروس الثاني في مقر اقامة العاهل السعودي في فندقه المطل على نيل القاهرة.
ومن المتوقع ان يزور العاهل السعودي اليوم الاحد مقر البرلمان ومستشفى القصر العيني الذي سيتم تطويره بتمويل سعودي يكلفة 120 مليون دولار. فيما يزور جامعة القاهرة غدا الاثنين حيث يتلقى شهادة دكتوراه فخرية.
وشهد الملك سلمان والسيسي الجمعة الماضي توقيع 17 اتفاقا شملت مشروع تشييد تجمعات سكنية ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء وآخر للتنمية الزراعية فيها وايضا انشاء جامعة الملك سلمان في مدينة الطور في جنوب سيناء. وستمول السعودية مشاريع بقيمة اجمالية قدرها 1.5 مليار دولار في سيناء.
ويعتبر هذا استثمارا نادرا حاليا في شبه الجزيرة التي تتعرض شمالها لهجمات دامية ينفذها الفرع المصري لتنظيم "داعش"، واسفرت عن مقتل مئات من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الابرياء.
كما اتفق البلدان على انشاء محطة كهرباء غرب القاهرة بكلفة 100 مليون دولار.
واتفقا كذلك على ترسيم الحدود البحرية بينهما، دون مزيد من التفاصيل.
كما توصل البلدان الى اتفاقي تعاون في مجالي الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والنقل البحري والموانئ، اضافة الى مذكرات في مجالات الكهرباء والطاقة، والعمل، والاسكان والتطوير العقاري.
وذكر مجلس الوزراء المصري في بيان ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في 2014/2015 نحو 5 مليارات دولار.
واشار الى ان السعودية تحتل المرتبة الاولى بين الدول المستثمرة في مصر بقرابة 6,13 مليار دولار كاجمالي المساهمات السعودية في رؤوس أموال الشركات حتى العام 2016.
والزيارة هي الاولى للملك سلمان الى القاهرة منذ وصوله الى سدة الحكم في المملكة مطلع العام الفائت.
وتتبنى القاهرة والرياض مواقف متقاربة عموما من الملفات والنزاعات الاقليمية.
وتشارك مصر بقوات جوية وبحرية في التحالف العربي بقيادة الرياض الذي يتصدى للمتمردين الحوثيين في اليمن، منذ اعلانه في آذار(مارس) 2015 .
وتأتي الزيارة بعد اشهر من تقارير إعلامية افادت عن توتر العلاقات بين الرياض والقاهرة التي احجمت عن المشاركة بقوات برية في الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران.
وأعلنت مصر انها ستدعم السعودية بقوات برية اذا كان ذلك ضروريا، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ربما لخشيتها من التورط أكثر في اليمن الذي يحمل ذكريات سيئة للجيش المصري، بحسب مراقبين.
الا ان المحللة بالمركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية ايمان زهران قالت لوكالة فرانس برس ان "الزيارة تؤكد استمرار الدعم السعودي للسيسي رغم هذه الاختلافات السياسية الاقليمية. والزيارة ليست سوى امتداد لسياسة التقارب بين البلدين".