عمان : خريج ينهي مطاف حياته الجامعية بتعليق شهادة "البكالوريوس" على باب محل قهوة

ربما لا يحتاج تجهيز 'فنجان قهوة' لزبون شهادة مزاولة وخبرة، الا أن الطالب الجامعي والعاطل عن العمل نورس الشيخ يلفت النظر من خلال 'بوفيه قهوة' صغير على طريق (عمان –الزرقاء) يعلّق فيه شهادته الجامعية بتخصص (MIS) وكأنها خبرة السنوات التي قضاها خلف أسوار الجامعة والدراسة ليتخرّج موظفا لتقديم القهوة.

خطوة فتح ' بوفيه' هي المنفذ الوحيد الذي وجده الشاب نورس أمامه بعد تخرجه وعدم حصوله على وظيفة مناسبة، وبعد عمليات بحث استمرت ما يقارب ستة شهور متواصلة والاستعداد للعمل من خلال دورات متتالية معتمدة حصل عليها مما دفعه لعدم الجلوس والعمل.

الأمر من ناحية يبدو كقصص النجاح وعدم فقدان الأمل بشكل كامل، وهو ما يؤكده نورس؛ اذ يسعى الشاب الجامعي المسؤول عن زوجة وعائلة للعمل لأن عائلته دفعت عليه الكثير خلال مراحل الدراسة. 

ومن ناحية أخرى ولربما الحقيقة يسعى نورس أن يصادف باحثا عن العمل ويقرأ الشهادة المعلقة دون أن يستهتر ويضحك كما يفعل الأغلبية ويساعده على ايجاد وظيفة في مؤسسة ما.

أكثر ما يرهق تفكير نورس هي السنوات التي قضاها في دراسة تخصصه والتخرج من الجامعة على أمل أن يعمل بوظيفة مكتبية داخل مؤسسة أو شركة، الا ان ما حصل هو البحث المستمر دون جدوى مما جعله يقرر فتح الـ' بوفيه' على طريق (عمان- الزرقاء) واستقطاب محبي القهوة اليومية.

يفكر نورس بأن الوظيفة لن تجعله يترك 'البوفيه أو الكشك'، اذ يعمل معه شقيقه محمد الشيخ ليلا ويدرس صباحا بالجامعة ليستمر المحل بالعمل كدخل اضافي في حالة وجد الوظيفة التي بحث ما يزال يبحث عنها. مؤكدا ان النجاح خطوات ومهما كان الامر عصيبا الا ان الامل موجود وخطوة وراء أخرى هي الأفضل لصعود أي تقدم ونجاح.

أكثر ما يستقبل المواطن شهادة 'نورس' على باب المحل بالاستهتار والضحك، الا ان انه يعتبر الامر عادياً لأن الأغلبية تقول له 'شفت دراستك راحت على الفاضي ضيعت عمرك وهيك بتعمل قهوة'.

الا ان نورس لا يتأثر بكلمات الاغلبية ويقول ان العمل 'مش عيب' وهو يعمل لأن لديه عائلة خاصة والده الذي تعب معهم وأنفق ما يقارب 24000 ألف دينار لتعليم الابناء وهو يحلم أن يرى ابنه موظف خلف مكتب. ولأن نورس لا يستطيع الاتكال على الآخرين وسيظل يسعى ليبحث عن وظيفة ملائمة ويعمل بـ'كشك' القهوة وانجازها وتقديمها للزبائن عوضا عن ' الانتظار'.