العراق: 3 أيام أمام العبادي لتعديل حكومته

أمهل البرلمان العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي حتى بعد غد الخميس، لتقديم التشكيل الوزاري الجديد الذي يهدف إلى محاربة الفساد.
وقال التلفزيون الحكومي إن يوم الخميس هو "الموعد النهائي" لرئيس الوزراء الذي قال قبل أكثر من ستة أسابيع إنه سيعدل التشكيل الوزاري ويأتي بـ"تكنوقراط" غير منتمين إلى أحزاب سياسية.
وكثّف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الضغوط على العبادي، خلال اليومين الماضيين، عندما بدأ اعتصاماً داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، والتي تضم السفارات الأجنبية والمكاتب الحكومية بعدما بدأ أنصاره اعتصاماً عند بوابات المنطقة قبل أكثر من أسبوع.
ويعترض ساسة آخرون على خطة العبادي لإضعاف شبكات المحسوبية السياسية التي تحافظ على ثرواتهم ونفوذهم.
ولعب الصدر خلال الأشهر القليلة الماضية دور الزعيم الذي يتدخل في شؤون الدولة، وهو يتمتع بتأييد عشرات الآلاف من الأنصار بمن في ذلك مقاتلون دافعوا عن بغداد في مواجهة إرهابيي تنظيم "داعش" في العام 2014.
وقال عضو البرلمان ياسر الحسيني، وهو من تكتل الصدر، إنه "إذا لم يقدم العبادي حكومته الجديدة قبل يوم الخميس فيوم السبت سيتم استجوابه". وأضاف: "وهذه ستكون البداية لسلسلة من الخطوات التي قد تقود إلى سحب الثقة".
ويمكن أن يضعف الإخفاق في تنفيذ الوعد بمكافحة الفساد حكومة العبادي، فيما تستعد القوات العراقية للقيام بمحاولة لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من مقاتلي "داعش".
أكاديميون وبيروقراط لا يبدو أن إجراء سحب الثقة من حكومة العبادي حصل على موافقة بالإجماع اليوم، وقال عباس البياتي الذي ينتمي إلى الائتلاف الوطني الحاكم للعبادي إن أعضاء البرلمان يريدون تفسيراً لأي تأخير لخطوات الإصلاح لكنهم لم يتفقوا على إجراء اقتراع بسحب الثقة.
وقال البياتي: "يوجد وقت كاف بين الآن والخميس، وإذا لم يستطع ذلك فيجب عليه أن يبرر السبب لماذا لكي يقنع الكتل والشارع".
وصرح بأن العبادي شكل قائمة أولية من المرشحين للحكومة الجديدة، وأن زعماء الائتلاف يتشاورون مع السياسيين من كل الطوائف "من أجل إيجاد لائحة متوازنة تحتوي على معايير الاحترافية والتكنوقراط والخبرة".
ولم يتضح أي الوزراء سيشملهم التعديل، لكن محللين شككوا في إمكان حدوث تغيير ملموس. وقال المحلل فاضل أبو رغيف: "لن يأتون بأي شيء جديد... بل إنها عملية تغيير الثوب الخارجي فقط والجوهر سيبقى نفسه".
وكان مقتدى الصدر فاجأ خصومه السياسيين بتصعيد دراماتيكي، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي منحها إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي لتنفيذ إصلاحات، في مقدمها تشكيل حكومة تكنوقراط، وبدأ أول من أمس اعتصامه بمفرده داخل المنطقة الخضراء في بغداد، وأمر أنصاره بمحاصرتها من الخارج.
ووصل الصدر عصر أول من أمس، إلى بغداد وتوجه فوراً إلى خيم المعتصمين. وقال: "أنا ممثل الشعب وسأعتصم بمفردي". ودخل الصدر حيث مقار الحكومة وسفارات وهيئات دولية، من جهة "بوابة التشريع" التي تؤدي إلى مبنى مجلسي الوزراء والنواب، ونصب مساعدوه خيمة وبدأ اعتصامه. ودعا إلى "الاستمرار في الاعتصام السلمي، مشددا على أنه "سيخوّن المخالفين". وقال موجهاً كلامه إلى أنصاره: "أعلنت سابقاً أننا على أسوار الخضراء وغداً (سيكون) الشعب فيها والآن أنا ممثل الشعب وممثل المعتصمين الأحبة وسأدخل الخضراء ومن معي (مرافقوه) وسأعتصم داخل الخضراء وانتم تعتصمون على أبوابها"، ودعاهم إلى "عدم التحرك من خيامهم".
على صعيد آخر، أعلن برلماني عراقي أمس الاثنين، أن الحكومة والتحالف الدولي اتفقا على تحرير الفلوجة (50 كم غرب بغداد) بعد مدينة هيت، التي تشهد عمليات عسكرية حاليا.
وقال النائب حامد المطلك، إن اتفاقا حصل اخيرا، بين حكومة بغداد والتحالف الدولي على بدء عمليات تحرير الفلوجة من عصابة داعش الإرهابية بعد اكمال تحرير مدينة هيت 70 كلم غرب الرمادي.
واضاف انه سيتم خلال هذه الايام المقبلة ايجاد قطاعات عسكرية خاصة بتحرير الفلوجة بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي تقوم باستهداف عصابة داعش الإرهابية واخراج عناصرها من المدينة.
يذكر انه يوجد في الفلوجة حاليا نحو 10 آلاف عائلة يبلغ عدد افرادها 50 ألف شخص تقريبا يرفض عناصر عصابة داعش الإرهابية السماح لهم بالخروج لمناطق آمنة.
اما في الشمال، فقد واصلت القوات المسلحة العراقية هجومها على تنظيم داعش في محافظة نينوى في هجوم وصفه بيان للجيش العراقي بأنه المرحلة الأولى من عملية تهدف لتحرير مدينة الموصل.
وبدأت العملية العسكرية المُسماة عملية الفتح يوم الخميس الماضي من منطقة مخمور حيث تم نشر آلاف الجنود العراقيين في الأسابيع الأخيرة وأقاموا قاعدة مع قوات كردية وأميركية على بعد حوالي 60 كيلومترا جنوب الموصل.
وقالت مصادر بالجيش إن القوات العراقية مدعومة بغارات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات البشمركة الكردية حققت تقدما باتجاه الغرب واستعادت السيطرة على عدة القرى من المسلحين الإسلاميين.
وقال قائد في القوات الخاصة بقيادة عمليات نينوى "قيادة عمليات الفتح باتجاه تحرير مدينة الموصل. لحد الآن... القطاعات بثلاث محاور. إحنا كان محورنا المحور الشمالي... الحمد لله .. نحن في قرية كوديلا بعد تحريرها من الإرهابيين... المعنويات مثل ما شفنا بوجوه... هؤلاء الأبطال. خلال الساعات الأولى حققنا أهدافنا المكلفين بها من قبل السيد قائد العمليات المحترم وبساعات الصباح الأولى..الحمد لله أنهيناها كلها ومسكنا ولله الحمد."
ويقول مسؤولون عراقيون إن استعادة الموصل ستكون خلال العام الحالي ولكن هناك تساؤلات كثيرة عما إذا كان الجيش -الذي انهار بشكل جزئي أمام اجتياح تنظيم داعش ثلث العراق في حزيران(يونيو) 2014- سيكون مستعدا لتحقيق ذلك في الوقت المحدد.