هل ستغلق الصحف الورقية الاردنية ابوابها و تلحق بالـ"الإندبندنت" البريطانية و السفير اللبنانية

بدأت الصحف الورقية تودع مطابعها معلنة إغلاقها والاكتفاء 'بالمواقع الإلكترونية' في اشارة إلى انتهاء اسطورات الورق من اعرق الصحف العربية والعالمية والتي نفسها اكدت سابقاً انه وبالرغم من سيطرة العالم الرقمي ومواقعه الإخبارية غير أن للورق بريق وللحبر طعماً لايذهب ألقه مع كثافة انتشار الشاشات الرقمية .

تصريحات وكلمات قالها أكبر رؤوساء تحرير الصحف اليومية والاسبوعية والمجلات العالمية قبل اعوام ومع بداية دخول الصحافة الرقمية واخذ نفوذها على المربع الذهبي للصحافة خاصة اواخر العام (2007) .

ولكن وبعد مرور الاعوام ومع ارتفاع اسعار الحبر والورق وكلف الطباعة والذي قابله تدني في الطلب على الصحف الورقية وتراجع المعلنين والاكتفاء بالنشر على مواقع التواصل الإجتماعي والصحف الإلكترونية بدأت بالإغلاق خاصة في الوطن العربي والتي اعلنت صحيفة السفير الحلقة الاولى من مسلسل اغلاق الصحف ، والذي هز اعلان اغلاقها من قبل رئيس تحريرها الوسط الاعلامي لبنانياً وعربياً والذي اعتبره اكثر الناشرين خسارة للاعلام العربي خاصة وانها تعتبر من اعرق الصحف والذي بفضل هذا القرار سيصبح نحو 140 موظفاً وعاملاً في هذه المؤسسة العريقة مهددين بالبطالة في حال لم يجدوا فرصهم في أماكن أخرى ، خاصة الزملاء الصحفيين الذين سيجدون صعوبة حتمية في إيجاد مكاناً شاغراً لهم ، كون المعاناة الإقتصادية تطال جميع المؤسسات الإعلامية، خاصة الصحف المحلية وتبقى جريدة "الجمهورية” الإستثناء الوحيد والبعيد عن بازار الإقفال .

وكانت الحلقة الثانية هي الأقوى بتوقف صحيفة 'ذا إندبندت' البريطانية والتي تعتبر من اعرق الصحف البريطانية عن الطباعة والتحول إلى النسخة الإلكترونية . والذي اعتبره المراقبون أنه تحول عالمي سيكون كما قال بعض المتابعون .

وعلى الصعيد المحلي الاردني ، فأن الصحف اليومية ليست بعيدة عن مرمى اهداف الإغلاق او التحويل للإلكترونية .

واكد وزير أعلام اسبق - فضل عدم الكشف عن إسمه ، أن الصحف الورقية المحلية مصيرها الاغلاق خاصة وان وضعها صعب جداً في ظل ازدهار الصحف الإلكترونية المحلية والتي سيطرت على السوق الاعلامي بالكامل .

وتوقع الوزير ان تكون الاعوام الخمس القادمة هي بداية للجزء الاردني من اغلاق الصحف المحلية خاصة بعد اغلاق السفير والنهار اللبنانيتين .

واشار ان الشاطر الآن من يدخل اذاعة أو بثاً لقناة تلفزيونية لتساند الصحيفة الورقية والتي تهدف لإطالة عمرها خاصة وأن الاعلانات هي الداعم الحقيقي للصحف والتي يعتاش عليها العاملين في الصحف .

وبحسب رئيس تحرير يومية السبيل الزميل عاطف الجولاني ، يرى أن السبب وراء تراجع الصحف الورقية هو الازمة الاقتصادية التي انعكست على إعلانات الصحف الورقية والتي تشكل العامود الفقري لأي صحيفة وبالتالي تراجع مداخيلها حيث باتت الصحف الورقية تواجه تحديين في الوقت ذاته الاول يتمثل في حجم التوزيع والإنتشار والاخر في المداخيل الاعلانية .

وفي رسالة كتبها رئيس تحرير صحيفة الدستور محمد حسن التل الى الملك عبدالله الثاني بن الحسين ونشرتها الصحيفة قال فيها ' إنني وزملائي عندما ننظر إلى هذا الهرم الإعلامي الكبير «الدستور» وهو يترنح تحت ضربات الأزمة المالية التي جاءت نتيجة أسباب كثيرة، يعصرنا الألم وتكاد الغصة تخنقنا عندما نرى أن مشاعل الدستور بدأت تنطفئ شيئًا فشيئًا، والكل يرقب يا مولاي وينظر إلينا ونحن نكاد نذوب من وطأة الألم تحت سياط هذه الأزمة، ونحن نعلم علم اليقين يا مولاي المعظم أن الدولة الأردنية غير عاجزة عن توفير ثلاثة ملايين دينار أو ربما أقل لإخراج هذه المؤسسة من محنتها، لتستمر في أداء واجبها الوطني. ' في اشارة واضحة إلى ان الصحيفة تمر بعاصفة قوية من الاغلاق .


ويبدو أن أزمة صحيفة الرأي اليومية والتي وضع الضمان الإجتماعي يده فيها وانقذها من اغلاق محقق بعد ازمة مابات يعرف بالمطابع الجديدة والتي كلفت اكثر من خمسين مليون دينار والتي جعلت ادارة الصحيفة تعطي إشارات بالتذمر من مصاريفها العالية والتي اوقعت الجدل بين انها ليست تجارية والتي تحتاج إلى صيانة وقطع باهظة الثمن والتي وصفها الموظفين اننا نصرف عليها بدلاً من أن تصرف علينا ، والتي اوجدت ازمة مالية كبيرة .

ولعل ابرز ازمة حدثت هي توقف الصحيفة عن الطباعة ليوم واحد والتي اجبرت الحكومة على تلبية مطالبهم والتي تلاها مقاطعة اخبار الحكومة والهجوم عليها هجوماً شرساً مما اجبر الدولة بحل الازمة وتلبية مطالبهم المالية والتي على اثرها رحل مجلس الادارة للصحيفة وهيئة التحرير .

فيما رآى رئيس مجلس ادارة الصحيفة رمضان الرواشدة أن الصحيفة مستمرة ولن تتوقف طباعتها ورقياً خاصة وأن الاردنيين مازالوا يعشقون القرآة عن طريق الورق .

مؤكداً انه رغم انخفاض منسوب توزيع الصحيفة ورقياً لكن لن تغلق لأن هناك مشاريع الإلكترونية وعدم الإعتماد على الرأي الورقية وذلك بهدف مواكبة العصر والتطور .

فيما نفت الزميلة جمانة غنيمات رئيسة تحرير الغد ، ان تكون هناك خطط لتطوير الصحيفة الورقية رغم ان هناك توجه عالمي وتحويل للإلكتروني ، مؤكدة ان توقف الطباعة الورقية غير مطروح على الطاولة ، منوهة ان الصحيفة لديها ارباح سنوية جيدة تكفل لها البقاء والتطوير .

وبين ثقة الورقية في البقاء والمخاوف من الازمات والرحيل ، تبقى الايام شواهد حول من يستمر على الساحة الاعلامية العربية والمحلية .