17 مليون دينار كلفة مشروع الاستمطار

وقعت وزارة النقل ودائرة الأرصاد الجوية أمس اتفاقية تعاون لتنفيذ أول استمطار بالتجربة التايلندية بين الأردن والحكومة التايلندية.
ومن المتوقع البدء بتطبيق تجربة الاستمطار خلال الأيام القليلة المقبلة فوق سد الملك طلال بكلفة 300 ألف دينار، بعد الانتهاء من الترتيبات المتعلقة بتجهيز المعدات اللازمة للمشروع، والتي سيتم تحضيرها من قبل الجانبين الأردني والتايلندي.
وتقدر كلفة مشروع الاستمطارالاجمالية بـ 17 مليون دينار.
وقال وزير الزراعة والنقل بالوكالة عاكف الزعبي خلال مؤتمر صحفي عقد أمس، ان المملكة التايلندية لها تجربة مميزة وفعالة في الاستمطار وهذه التجربة مميزة بالنسبة للأردن خاصة في ضوء المعاناة التي يشهدها من نقص في المياه للاستخدامات المنزلية وللزراعة، مشيرا إلى أن توقيع الاتفاقية يأتي في سياق العلاقات المستمرة والممتدة بين البلدين.
واضاف الزعبي ان هنالك اهتماما من قبل سمو الأمير فيصل بن الحسين في متابعة موضوع الاستمطار، واستمرار التجربة التي تم البدء بها سابقا في هذا المجال، لافتا إلى اشراف واهتمام عدد من الجهات الرسمية بهذه التجربة، تتمثل بوزارة النقل والزراعة والمياه والري اضافة إلى سلاح الجو الملكي.
بدوره، قال وزير الزراعة والتعاونيات التايلندي تشاتشاي ساريكوليا "ان نجاح عملية الاستمطار في تايلند تتطلب تكريس خبرات طويلة لخدمة هذا المجال، مبينا ان الخبرات هي رصيد 44 عاما من الخبرة.
وبين ان هذه الخبرة سيتم نقلها إلى الأردن، مع مزيد من التطور اضافة إلى تعليم الكفاءات الأردنية تقنية الاستمطار الصناعي للتخفيف من أزمة المياه.
واوضح ان الاتفاقية التي أبرمت بين البلدين ستكون بمثابة تعزيز لمسيرة العلاقات الممتدة لأكثر من 50 عاما، والتي تصادف توقيع اتفاقية التعاون الفني في مجال تعديل الطقس باستخدام التكنولوجيا الملكية استمرارا لمسيرة توطيد العلاقات بين البلدين وتطلعه لمزيد من التعاون المشترك في مجال الزراعة.
من جانبه، أكد مدير عام دائرة الارصاد الجوية، محمد سماوي، أن الأثر غير المباشر لمشروع الاستمطار والذي يحمل أهمية يتمثل في المساهمة العملية الفعالة في خلق بيئة صحية نظيفة، خاصة وأن المواد التي تستخدم في عملية الاستمطار هي مواد رفيقة بالبيئة ولا تشكل أي ضرر على عناصر الطبيعة.
واوضح ان آلية الاستمطار التي تتمثل في نثر مادة ملح الطعام من اجل امتصاص الرطوبة لتشكل الغيوم ثم استخدام مادة كلوريد الكالسيوم والتي تعمل على زيادة درجة الحرارة داخل الغيمة، وبالتالي يساعد ذلك في نمو الغيوم لتصبح ركامية ثم اخيرا استخدام ثاني اكسيد الكربون المجمد على درجة حرارة -78 مئوية مخلوطاً بمادة اليوريا والذي ينثر من الطائرة حيث يعمل على تبريد وتكاثف بخار وقطرات الماء والتي يكبر حجمها ووزنها لتسقط بفعل الجاذبية على شكل قطرات مطر.
وعن فاعلية هذا المشروع ومستويات نجاحها، قال سماوي ان التجارب والدراسات العلمية اثبتت قدرات عملية للاستمطار عن طريق السحب على زيادة الهطل المطري ما بين 5 - 20 % بالنسبة للغيوم الشتوية الباردة فوق المناطق البرية، ومن 5 -30 % فوق المناطق الساحلية، وبالنسبة للغيوم الحارة فقد وصلت النسبة الى 100 %.