أسماء .. تروي تاريخ بلاد العرب
وليد سليمان
لكل بلد حكاية.. يبوح اسمه عن الكثير من تفاصيل تاريخه.. ومع ذلك تمر على مسامعنا الكثير من أسماء البلدان.. لكن القليل منا من يعرف معناها أو من أين اتت التسمية؟.
فن بلدنا الغالي «الاردن»، يذكر فيه معنى « الشدة « و « الغلبة «، ويقال أن العرب أطلقت اسم الأردن على المنحدر او السحيق .
أما مصر، فقد عرفت منذ فترة مبكرة عند الساميين بتسميات قريبة من كلمة مصر الحالية، مجر أو مشِر و يعني البلد أو البسيطة الممتدة، و يعني أيضا المكنونة والحصينة وهي كلمة تدل على كون مصر محمية بفضل طبيعتها ، ففي الشمال بحر ، وفي الشرق صحراء ثم بحر، وفي الجنوب جنادل (أي الصخور الكبيرة) تعوق الإبحار في النيل، أما الغرب فتوجد صحراء أخرى.. وحتى اليوم تعرف مصر لدى المصريين بأنها « المحروسة « .
فيما عاصمتها القاهرة، فقد آتى الاسم من نجم في السماء قدر طلوعه عند البدء في بناء المدينة على يد جوهر الصقلي في تموز 969 م وهذا النجم اسمه قاهر الفلك .
في حين جاء اسم فلسطين من قبيلة لاتينية هاجرت من إيطاليا الى كريت ثم ساحل فلسطين الغربي ثم الى جنوب فلسطين ويظن بعض المؤرخين انها كانت لاحقة للنزوح العبري على فلسطين مما ادى الى وجود عداوة بينهما على الارض حيث استقرت وكانت على علاقة تجارية قوية مع الكنعانيين وذلك قبل الاختلاط وكان المصريون القدماء يطلقون عليها قبيلة بلاسطي، اما الاسم الحقيقي هو ارض كنعان نسبة لاهلها الاصليين الكنعانيين العرب .
شمالاً نحو لبنان، فهذا اللفظ مستمد من اللغات السامية القديمة، وهو مشتق من جذر ثلاثي مشترك بين جميع اللغات السامية هو «لبن» ومعناه «أبيض» .
وجارتها سورية، فيقال سميت بهذا نسبة لأشور والاشوريين هم سكان شمال العراق ومعنى الكلمة سكان الجبل. والذين اقاموا الامبراطورية الاشورية من الاف السنين و كانت تحكم حينئذٍ ارض الشام. و قيل نسبة إلى السريان ، الشعب السامي الذي عاش بها و حكمها فترة طويلة. ويقال أيضاً، انها سميت نسبة الى مدينة صور وتحول الاسم الى صوريا ثم سوريا. أما الشام فهو لفظ عربي يرجع الى تسمية العرب ما هو شمال مكة «بشآم».
فيما اسم العراق، يقال ان سبب تسميته قربها من البحر وكل استواء عند بحر او نهر يسمى عراق .
ويقال العراق جمع عرق ، و العروق لكثرة الانهار (دجلة و الفرات و فروعهما )و تشعباتها فيها .
أما الكويت، فتصغيركلمة «كوت»، وهو قلعه محاطة بسور وخندق تصغيرها كويت والكوت قلعة بناها ابن عريعر في الأراضي الكويتية والتي كانت تسمي بالرين فالكويت نسبة إليها .
وعن اسم البحرين، فجاء نسبة إلى البحر المالح والعيون العذبة حيث أن البحرين كان يطلق على بلاد تشمل الأحساء وما جاورها في شرق المملكة وكانت هناك عيون مياه عذبة تصب في البحر وكانت عيون مياه عذبه تنبع في البحر ايضاً، وتسمى (كواكب).
أما الإمارات العربية المتحدة،فسميت بذلك نسبة إلى الإمارات السبع المشكلة للإتحاد، وهي:
- أبو ظبي: سميت بذلك لأنها كانت موطن الظباء وقالوا أيضا بان صيادا اصطاد ظبيا في تلك الجزيرة بعد عناء ولما امسكه كان متعبا من العطش فذهب يبحث عن بئر فلما وجده كان البئر قد جف فمات الصياد والظبي واكتشفت جثتاهما فيما بعد قرب البئر فسموا البئر ابو ظبي.
-دبي: تصغير دبا وهو الجراد الذي لم تثبت له الأجنحة بعد سميت بذلك لأنها كان ينتشر فيها الجراد آنذاك قبل أن تسكن وكذلك من أسمائها (الوصل).
-الشارقة: سميت بذلك لوقوعها في أقصى الشرق من الإمارات التي كانت معروفة آنذاك.
-عجمان : يقال سميت بذلك نسبة إلي قبيلة العجمان، وعجمان تعني ارض العجم.
-أم القوين: اصل تسميتها ( أم القوتين ) لان موقعها كان نقطة تجمع للوحدات البرية والبحرية أيام الحروب البرتغالية وغيرها.
-راس الخيمة: نسبة إلى الخيمة التي كانت تنصبها الملكة الزباء على قمة جبل واسمها القديم ( جلفار)
-الفجيرة: نسبة إلى تفجر الينابيع المائية من تحت الجبال الموجودة هناك .
أما عُمان، فأصل تسميتها امان الا ان بعض القبائل العربية كانت تشتهر بالعنعنه فكانت تنطقها عمان .وقيل ايضا بأنه اسم رجل وقيل انه من عمن يعمن أي أقام فهو عامٍ أي مقيم .
فيما جاء اسم جارتها اليمن، نسبة لليمين لأنه على يمين الكعبة والعرب يتيامنون والجهة اليمنى رمز الفأل الحسن ولايزال بعض أهل اليمن يستعملون لفظة الشام بمعنى الشمال واليمن بمعنى الجنوب .
ونحو المغرب الغربي نبدأ بليبيا، جاء الاسم نسبة إلى قبائل الليبو التي سكنتها قديما قبل الآف السنين.
أما تونس، فقد عُرفت تونس قديمًا باسم ترشيش، و هو اسم بربري ، فلما أحدث فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين سميت تونس؛ وهي كلمة بربرية ومعناها البرزخ .
فيما اسم الجزائر، فيرجع أصل التسمية إلى القرن السادس عشر، حين اصبحت مدينة الجزائر عاصمة الدولة السياسية الجديدة التي شكلها الأتراك الجزائريون، فاصبح منذ ذلك العهد يطلق اسم الجزائر على كامل البلاد.
وعن اسم المغرب، فترجع التسمية إلى العرب القدماء الأصليين الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، وتعني بالعربية مكان غروب الشمس، لأن العرب القدماء اعتقدوا أن الشمس تشرق في الصين وتغرب في أرض المغرب. وقد اتصل العرب بالمغرب أثناء غزوهم لشمال أفريقيا أيام الفتوحات الأسلامية و وقفوا عند المحيط الاطلسي ( بحر الظلمات ) و لم تكن بعده أراضي معروفة آنذاك.
إذا كان العرب يستعملون اسم المغرب، أن غير الغرب يستعمل اسم المروك مع تباين بسيط بين مختلف تلك اللغات، واسم المروك اسم محلي مغربي أمازيغي، وهو اختصار لاسم مراكش التي تعني أرض الله بالأمازيغية، ويعتقد أنها استعملت لأول مرة من قبل الأسبان الذين هزمهم الأمازيغ أيام المرابطين، والسبب هو أن مراكش كانت عاصمة المرابطين.
اما عن موريتانيا، فقد جاء اسمها من اللغة اللاتينية، ومعناها أرض البيظان.