جهات أردنية تكشف السبب الحقيقي وراء انسحاب روسيا من سوريا وأثره على الأردن

رأى محللون سياسيون وعسكريون أن قرار روسيا الاخير بسحب قواتها العسكرية الموجودة على الاراضي السورية منذ ايلول الماضي وتزامنها مع بدء مفاوضات جنيف يندرج في نطاق إفساح المجال للحل السياسي بين الاطراف المعنية.

وتفاوتت الآراء حيال اعتبار قرار موسكو سحب قواتها مفاجئا ام متوقعا، إذ اعتبره بعضهم مفاجئا حتى للنظام السوري نفسه ، فيما قال آخرون أنه متوقع كون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح منذ البداية بانه جاء في مهمة لمدة ستة اشهر فقط.

لكنهم اتفقوا على ان قرار الانسحاب لن يؤثر على التفاهمات الاردنية الروسية وان «جبهتنا الشمالية ستبقى هادئة ، كما ان قواتنا قادرة على حماية اراضينا من اي اختراقات».

واعتبر الخبير والمحلل الاستراتيجي اللواء الطيار المتقاعد محمود ارديسات، بأن سحب القوات خطوة سياسية ذات انعكاسات عسكرية، وتزامنه مع اليوم الاول لبدء مفاوضات (جنيف 3) يعزز الامل بالحل السياسي.

وربط رئيس الجمعية الاردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات القرار بالوضع الاقتصادي المتردي في روسيا الذي اوصلها إلى «سياسة التقشف»، فكان امامها «اما التوسع والتورط في المستنقع السوري وهذا يستنزف الكثير من قدراتها المالية، واما سحب القوات العسكرية وادارة العملية سياسيا».

واتفق السفير الاردني السابق في سوريا عمر العمد مع الشنيكات بان قرار موسكو جاء للاسباب الاقتصادية المتردية في روسيا، اضافة الى قرب زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا قريبا.

ارديسات رأى ان السحب «المفاجئ» للقوات الروسية بمثابة «رسالة قوية» للنظام السوري واعوانه بضرورة «التركيز على الحل السياسي» وليس فقط الاعتماد على الحل العسكري، مشيرا الى ان الروس رأوا ان مصلحتهم «بسحب قوات ولكن ليس بالكامل ولن يأبهوا كثيرا برأي دمشق في ذلك».

فيما توقع العمد ان سحب القوات، الذي جاء بدون خطوات تمهيدية، قد يكون بسبب خلافات بين الروس وتصريحات النظام السوري عبر وزير خارجيتها ورئيس الوفد المفاوض بتعنتهم بعدم وجود مرحلة انتقالية وان الرئيس (بشار) خط احمر.

الا ان الشنيكات لم يتفاجأ بالانسحاب الروسي، وذكّر بتصريح الرئيس الروسي فلاديمر بوتين قبيل ارسال قواته بان مهمتهم تنتهي بعد ستة اشهر، وان يُترك للنظام السوري ادارة العمليات العسكرية بدون غطاء روسي.

فيما اعتبر معارض سوري بارز (عميد ركن منشق) قرار الانسحاب تنفيذا لسياسة فرض أمر واقع على الارض والبدء بدراسة فيدرالية في سوريا وجاء ذلك بعد فرض وقف اطلاق النار على الارض مؤقتا.

ورجح المعارض، الذي رفض نشر اسمه، أن المرحلة القادمة ستحمل تفاهمات دولية على شكل تحالفات، واحزاب «أقلوية» في الداخل بالتعاون مع بعض القوى المتأرجحة واصحاب المكاسب الشخصية وتثبيت الفيدرالية على الأرض.

غير أنه استدرك بالقول أن الواقع الذي سيفرض نفسه بشكل أقوى هو «التحالف السعودي التركي وهو الارجح يتمثل بتشكيل حكومة انتقالية يقودها مجلس عسكري اعلى لمرحلة محددة يتبعها انتخابات برعاية دولية».

وتابع المعارض السوري الموجود في تركيا حاليا، «اعتقد جازما انه سيتم التفاهم على ادخال قوة عسكرية ستشكل قريبا برعاية الامم المتحدة من دول عربية واسلامية لتثبيت الوضع الراهن الى أن تجري انتخابات شاملة..وهذا ما يمنع حالة الفوضى مستقبلا او الانتقام الاثني بين المكونات السورية..لكن بدون اي شك ان الاسد سيرحل كما قال بعض المحللين وعلى الاغلب مقتولا..كما حدث للقذافي لاخفاء الكثير مما يحمله ويعرفه من مؤامرات.

المهمة الروسية

ووصف المحللون الوجود الروسي بأنها «مهمة لم تكتمل» كونها جاءت لتغير الواقع بالقضاء على ما تسميه الارهابيين بما فيهم (المعارضة المعتدلة) واستقرار المنطقة.

وقال شنيكات ان التواجد الروسي على الارض عملية مكلفة جدا وأعلى من المنافع، وان طرق الامداد للمعارضة السورية بقيت مفتوحة والقتال على اشده، ولم يتم القضاء على الارهاب واصبحت مهمة بلا نهاية.

لكن ارديسات يعتقد ان المهمة الروسية «قصُرت على انقاذ النظام على ارض الواقع لتغير موقفه على طاولة المفاوضات ويتمكن من التفاوض من موقع قوة».

السفير العمد، الذي اتفق مع شنيكات بان مهمة القوات الروسية لم تكتمل، لفت إلى ان ايران «اكثر الجهات ترحيبا بالحركة الروسية»، لكنه تساءل عما إذا كانت «قادرة على تعويض الفراغ الروسي الذي حدث؟».

التفاهمات الاردنية الروسية

واتفق المحللون بأن القرار الروسي «لن يؤثر على حدودنا وامننا، لان قواتنا قادرة على حمايتها، رغم الخطوة الروسية» خصوصا وان الاردن منذ بداية الازمة ركز على ضرورة إيجاد الحل السياسي على الاراضي السورية.

وقال شنيكات ان الاردن اعلن منذ البداية بانه لن يتدخل في سوريا وقال: «كما صرح جلالة الملك باننا سنكتفي بحماية حدودنا وامننا وسياستنا ثابتة بضرورة الحل السياسي في سوريا».

واشار الى ان قواتنا قادرة على حماية حدودنا وردع اي اختراق، كما ان «داعش بعيدة عن حدودنا».

وقال العمد ان القرار الروسي لن يؤثر على التفاهمات السابقة وان قواتنا قادرة على حماية حدودنا.

واعتبر ارديسات ان «جبهتنا الشمالية هادئة وسحب القوات الروسية لن يؤثر سلبا على حدودنا، اضافة الى ان قواتنا قادرة على حماية حدودنا».