رسالة مؤثرة كتبها طالب في الجامعة الاردنية لابنه ليقرأها بعد عشرين عام

كتب احد الطلبة المعتصمين رسالة وهمية لابنه أثناء وجوده بالاعتصام المفتوح الذي اعنله طلبة الجامعة الاردنية أمام الجامعة .

وتالياً نص الرسالة :
ولدي العزيز :
ها أنا ذا أكمل ليلتي السابعة ، أفترش الأرض وألتحف السماء .
لا يدفعني لذلك إلا حرصي على مستقبلك .
...
لعلك ستقرأ هذا الكلام بعد أكثر من عشرين عاماً ،
سأوضح لك بعض النقاط ،حتى لا تختلط عليك الأمور ،
قبل أيام كنت قد أتممت عامي الحادي والعشرين ، أي أنني أكبر منك بثلاث سنوات وأنت تقرأ هذه الرسالة .
التاريخ الآن الخامس من آذار من سنة ٢٠١٦ .
أنا في سنتي الثالثة في تخصص الهندسة المدنية ، ناشطٌ طلابي ، أدرس على البرنامج الموازي ، ساعتي تكلف والدي ٦٥ دينار .
أنا الآن أجلس أمام مبنى الرئاسة ، أمامي يدندن بعض شباب اليسار بأغاني ثورية يعجبني مقطع 'أفلت كلابك في الشوارع ، ويئفل زنازينك علينا' ، علي يميني مجموعة من شباب الإتجاه الإسلامي يجهزون لمنشورات ستوزع غداً على أبواب الجامعة ، وهيجنة شباب العشائر أسمعها من بعيد .
...
نعم ، هذا الخليط الذي قلّما يجتمع في مكان واحد ، قد اجتمع اليوم لأجلك ، نعم لأجلك أنت .
قبل ما يقارب السنة و ٩ أشهر ، كانت الجامعة الأردنية 'الأم' تمر بضائقة مالية مروعة ، بعد عدة محاولات لإنقاذ الجامعة من هذه الورطة ، 'ارتأت' رئاسة الجامعة أن الطالب هو الحلقة الأضعف بين سلسلة الضائقة التي تمر فيها ، فرفعت أسعار الدراسة في برنامج الموازي إلى ١٠٠٪ ، ورفعت أسعار ساعات الدراسات العليا إلى نسبة تصل في أقصاها ٢٢٠٪ !
...
شعر جميع الطلبة في البداية باستياء شديد ، رفض البعض ، واستنكر الآخر ، وأبدى بعضهم سخطهم على منشورات الفيسبوك .
بدورنا ، رتبنا الصفوف واجتمعنا عدة اجتماعات لمواجهة هذا القرار ، على مدار العام ونيّف ، رفعنا أكثر من ١٢ كتاب للجهات الرسمية في الجامعة ، اجتمعنا عدة اجتماعات مع رئاسة الجامعة ، اعتصمنا ٢٥ اعتصام بأشكال مختلفة ، وحينما بلغ السيل الزبى ، كان خيارنا الأخير أن نعلن اعتصاماً مفتوحاً أمام رئاسة الجامعة ، رفض البعض هذا المقترح ، وأيد البعض ، وهاجمتنا أحد القوائم الإنتخابية في الجامعة ، واتهمونا عدة اتهامات ، أكد هذه الإتهامات ، رئيس الجامعة الدكتور خليف الطروانة خلال مقابلة له على إذاعة الجامعة ، مختصر اللقاء أننا لسنا طلاب عاديين وأننا أصحاب أجندات خارجية ، وأننا نستغل هذا الكلام لدعايات انتخابية ، وما إلى ذلك من الكلام .
....
أصابعي التي أكتب بها الآن بدأت تخدل ، لكنني مصمم على أنهي ما أكتب ، وأخبرك أنني سأواصل اعتصامي ها هنا ، حتى يسقط هذا القرار ، أو نهلك دونه .
هذا وعدٌ من أبٍ إلى ابنه ، ستعرف هذا الشعور حينما تكبر ،
نحن هنا نسطر تاريخاً سيرويه أصدقاؤك الشباب ، تاريخ النضال الجامعي الحقيقي .
مستمتعٌ جداً في كتابة هذه الرسالة ، لكنني مضطرٌ لإنهائها ، دوامي يبدأ غداً الساعة الثامنة .
لا أعلم ما جدوى هذه الكلمات ، لكنني متيقن أنك تبتسم الآن وتشعر بالفخر ، وهو حقٌ لك ، قبل أن أختم ، أوصيك يا ولدي أن تنصف المظلوم ، وأن تقف في وجه الظالم حتى ولو كلفك ذلك أغلى ما تملك .
ملاحظة :
سأترك لك قسطك الجامعي الأول في درجك ، ٦٠ ديناراً فقط !
نعم ، فالتعليم في الجامعة سيصبح للجميع ، بفضل جهود الرجال الأشاوس المرابطين في الميدان .
...
والدك المحب :