أشياء لا تحدث.. إلا في الثلاجة
رأفت ساره **
قدمت السنما المصرية واحداً من أفلامها الناجحة عام 1993 تحت مسمى
"الحب في الثلاجة" وطبعا كان لا بد من تواجد الساحر يحيى الفخراني وسعيد
حامد في الاخراج، الفيلم باختصار يحكي قصة مواطن عربي إسمه مهدي يقرر
تجميد نفسه ليحافظ على أجزاء جسمه سليمة، وداخل الثلاجة يقابل ديك ذبحه
الجيران وتنشأ بينهما صداقة، وتتوالى الأحداث الخيالية. ..انتهى الإقتباس.
**
إقتباس أخر من موسكو حيث"تجمّد رجل روسي حتى الموت بعد أن وضعه الأطباء
خطأ في برّاد الموتى.ونقلت صحيفة "موسكو تايمز" ، عن رئيس مركز الدعم
القانوني والنفسي في الأوضاع القصوى ميخائيل فينوغرادوف، أن الأطباء وجدوا
رجلاً في السابعة والخمسين من العمر فاقد الوعي في شقته في منطقة بسكوف
شمال غرب روسيا.وأضاف فينوغرادوف أن الأطباء أعلنوا الرجل متوفّى، وأرسلوه
فوراً إلى برّاد الموتى، غير أن فحص الطبيب الشرعي بيّن أن الرجل كان على
قيد الحياة حين أحضر إلى البرّاد.وقال فينوغرادوف إن الأطباء وموظفي
البرّاد انتهكوا القانون الذي يحتّم عليهم وضع أي شخص تعلن وفاته لفترة من
الزمن في درجة حرارة الغرفة. وطلبت السلطات هناك فتح تحقيق حول المدة التي
يجب أن يوقف الأطباء المتورّطين في القصية عن العمل...إنتهى الإقتباس
الثاني.
**
يمكن تخيل كثيرا من الفيروسات ، وهي تطلب النجدة قبل وصولها للثلاجة حيث
تعرف مصيرها ، ولو كانت هناك "كاميرا خفية" مثلا ، لتم رصد رد فعل تلك
الفيروسات ، وآخر منظر تاره قبل الدفن حية ، في الثلاثجة طبعا!
**
وإن كان الخيال واسعاً ، يمكن تخيل ، كثيراً من الخضار والفواكه ، ولا
بأس من حوار جانبي بين الدجاج والسمك ولحم الخراف ، مثلا- نقول مثلا - يحكي
معاناتهم ، ليس بسبب وضعهم ، أو لنقل بسبب حشرهم داخل الثلاجة ، ولكن لعدم
أخذ رأيهم في توقيت وضعهم هناك ، فربما أراد أحدهم أن يودع زميل أو حبيب
من نفس الفصية أو حتى مختلف ، وربما لأنهم يعترضون عى وضعهم ، بل ركنهم ،
دون تقديمهم بشكل لائق على وجبة الطعام لاحقا.
**
ماذا لو نسيت أم وضع إبنها في السرير ووضعته في الثلاجة ، ،،هل يمكن
تخيل الحوار الذي سيحدث بينهما ، الطفل والثلاجة أو حتى زملائه الموتى من
بقية "الضحايا "!
**
ماذا لو بلغ الحر مبلغه ، أيصح أن تكن الثلاجة ملاذا ، آمنا ، تقيه
الحرارة القائضة .
** تقول أحجية سمجة "كيف يمكن وضع فيل داخل الثلاجة في ثلاث خطوات ، ويأتي
الجواب لاحقا ، نفتح الباب ونضع الفيلم م نغلق الباب"فيزيد السائل سكب دمه
البارد علينا حين يسأل ، وكيف يمكن وضع فيل آخر في أربع خطوات ..عرفتم
الإجابة طبعا ، نخرج الاول ونضع الثاني بعد ان نكون قد فتحنا الثلاجة ثم
نغلقها ، كي لا يعلق الفيل داخلها.!
**
ولأننا كنا بدانا بفيلم فقد يجدر أن ننهي بفيلم ، واسمه "موعد على
العشاء " اعتقد النجم الراحل أحمد زكي بان عليه أن ينام في ثلاجة الموتى
بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح
الدامية وقد بقى في الثلاجة إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف
عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته. وقد أعيد تصوير
المشهد، الذي إستلزم إقفال الثلاجة على أحمد زكي، عدة مرات حتى لا تأتي
اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج. يقو
زكي عن تجربته داخل الثلاجة : أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت
دقات قلبي وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت.. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه
أعصابي وأنذرها"...بالمنسابة الجميع نسي أحمد في الثلاجة وكاد يموت لولا أن
فطنت له سعاد حسني التي طلبت النجدة ، وإلا لسبق الثلج السرطان في الفتك
بالنجم العبقري.