طفلان فلسطينيان شهيدان بقصف صاروخيّ إسرائيلي ضدّ قطاع غزة
استشهد طفلان فلسطينيان شقيقان بقصف صاروخيّ شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، ضدّ قطاع غزة، متوعدة بتصعيد عدوانها على نطاق واسع، بينما واصلت حملة الاعتقالات والمداهمات والحصار في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة إن "الطفلة إسراء أبو خوصة، التي لم تتجاوز السادسة، استشهدت متأثرة بجراحها التي أصيبت بها الليلة الماضية جراء غارات الاحتلال التي استهدفت منزلهم وهم ما يزالون نياماً".
ولحقت الطفلة أبو خوصة بشقيقها ياسين (10 سنوات) الذي أستشهد نتيجة القصف الإسرائيلي، حيث شُيّع جثمانه، أمس، إلى مقبرة السلاطين، شمال قطاع غزة.
وأضاف القدرة، في تصريح أمس، "لقد أصيب، أيضاً، شقيقهما الطفل أيوب (13 عاماً) بجراح متوسطة إثر قصف منزل عائلتهم".
وباستشهاد الطفلين أبو خوصة؛ يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا بعدوان الاحتلال، منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلى 25 فلسطينياً، وفق الوزارة الفلسطينية.
في حين يشهد القطاع أجواءً من التوتر الشديد، تحسباً من تكرار سلسلة الغارات التي شنتهّا الطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية ضدّ مواقع يزعم الاحتلال بأنها "عسكرية تابعة للمقاومة الفلسطينية"، في مدينة غزة وشمال القطاع، فيما أحدث القصف أضراراً شديدة بمنازل المواطنين.
وتزامن ذلك مع قصف الزوارق الحربية الإسرائيلية ضدّ قوارب الصيد الفلسطينية بإطلاق 6 قذائف في عرض البحر.
وزعم جيش الاحتلال، وفق المواقع الإسرائيلية الإلكترونية، أن "القصف" جاء رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ، من قطاع غزة، سقطت جميعها في مناطق مفتوحة داخل ومحيط مستوطنة "سديروت"، في منطقة النقب المحتل، بدون وقوع إصابات أو أضرار.
وأفادت بأن "الجيش يحمّل حركة "حماس" المسؤولية عن الوضع الأمني في قطاع غزة"، مؤكدا أن "الجيش سيواصل العمل بشدة للحفاظ على أمن مستوطنات غلاف غزة"، وفق قوله.
بدورها، اعتبرت حركة "حماس"، أن "العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة يعدّ تصعيداً خطيراً يستهدف لفت الأنظار عن انتفاضة القدس".
وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان، إن "سلطات الاحتلال تتحمّل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الجاري، وتداعياته"، داعياً "المجتمع الدولي للجم العدوان الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني".
وبالمثل، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الاحتلال يعيشون حالة تخبط كبيرة نتيجة الأزمة التي وضعتهم فيها انتفاضة القدس".
وأضاف أن "قادة الاحتلال لم يستطيعوا حتى اللحظة إيقاف انتفاضة القدس بكل ما أوتوا من إرهاب، فهم يحاولون تصدير أزماتهم إلى قطاع غزة".
واعتبر أن "الاحتلال يعتقد أن غزة هي نقطة الضعف التي يمكن من خلالها لفت الأنظار عن كل ما يجري في الضفة الغربية"، مؤكداً "تصميم الشعب الفلسطيني على المضي في انتفاضة القدس حتى دحر الاحتلال عن أرض فلسطين".
على صعيد متصل؛ شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتقالات وتفتيش لمنازل الفلسطينيين واستجوابهم.
ففي مدينة نابلس؛ اقتحمت قوات الاحتلال بلدة "قبلان" جنوب المدينة، وشرعت بعمليات دهم وتفتيش لمنازل المواطنين، الذين تم احتجاز عدد منهم والتحقيق معهم.
وأغلقت بعض مداخل البلدة بالسواتر الترابية، ومنعت حركة تنقل المواطنين، فيما نصبت الحواجز العسكرية على مفترق الطرق في محيط البلدة والمناطق المجاورة.
وفي ذات السياق، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق في غرب وجنوب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وشنَت عمليات دهم وتفتيش تحت ذريعة البحث عن منفّذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "بيت حورون"، والتي وقعت مساء أول من أمس.
وتركزت عمليات الدهم في قرى "بيت عور التحتا" و"خربثا المصباح"، بالإضافة لمنطقة "بيتونيا" غرب رام الله، حيث قام الاحتلال باعتقال عدد من الشبان الفلسطينيين.
وبموازاة ذلك؛ فرضت سلطات الاحتلال حصاراً مشدداً على قرية "بيت عور التحتا"، غربي رام الله، وأغلقت مداخلها، كما أغلقت بالمكعبات الاسمنتية الطريق المؤدي إلى القرية والقرى المجاورة، ومنعت حركة تنقل المواطنين، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين.
وقد جاءت عملية الاقتحام في أعقاب إصابة جنديين إسرائيليين مساء أول من أمس، في عملية إطلاق نار على الحاجز العسكري المقام عند مدخل القرية.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة المحررة فداء محمد خضر سليمان من القرية بعد اقتحام منزلها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة بيت جالا قرب بيت لحم، وبلدة الشيوخ القريبة من الخليل وسلمت عددا من المواطنين، بينهم أسرى محررين، بلاغات لمقابلة مخابرات الاحتلال، تمهيداً لاعتقالهم.
وكانت قوة من جيش الاحتلال اعتقلت أحد الشبان الفلسطينيين عند حاجز عسكري مفاجئ أقامته على مدخل بلدة قباطية الليلة الماضية.