جودة: علينا ان نكون في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب
قال وزير الخارجية ناصر جودة أن دورتنا الـ 145 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية تنعقد في خضم استمرار وتصاعد المخاطر والتحديات الجسام في منطقتنا باسرها، والتي تهددنا جميعا، وفي المقدمة من هذه المخاطر خطر الارهاب والتطرف المستمر، الذي يعاني العرب والمسلمون منه ومن ويلاته وجرائمة اكثر من اي احد اخر في العالم، حيث ان ضحايا الارهاب وعصابته المجرمة من العرب والمسلمين اكثر من اي ضحايا ابرياء اخرين في العالم باسره.
والمفارقة المحزنة تتمثل في ان جرائم عصابات الارهاب هذه وخوارج هذا العصر هؤلاء، والافكار الظلامية المقززة لسدنة التطرف والانغلاق، يتم الصاقها- بفعل جرائم هؤلاء الخوارج- زورا وبهتانا بديننا الاسلامي العظيم في تقديمه للبشرية جمعاء وترسيخه لقيم تحرم سفك الدماء، وتكرم بني البشر، وتحث على احترام وحماية حياتهم وصونها، وسلامتهم الجسدية، وتعلي من شأن الراي، وتحض على المجادلة بالتي هي احسن، وتكرم البشر، وتحترم الاخلاف وتتسع للتنوع المثري، ويتم ربط هذه الجرائم النكراء بثقافتنا العربية، وهي من هذا براء ايضا بما تتبناه من مناقبية وفروسية وصدق وشهامة وايثار ونخوة.
وبين انه يتعين علينا كعرب ومسلمين، ان نكون في الصفوف الاولى في كل جهد يرمي الى استئصال الارهاب ومحاربة عصاباته والتصدي للتطرف والتعصب والانغلاق بالتعاون مع العالم بأسره والحضارات كلها، فهذه حرب كونية بأساليب أخرى كما يصفها جلالته، فالحرب على الارهاب والتطرف، وكما يقول جلالة الملك عبد الله الثاني هي حربنا نحن بالدرجة الاولى، نخوضها ليس فقط دفاعا عن اوطاننا وشعوبنا ومقدراتنا، وطريقة حياتنا، بل ايضا انتصارا لديننا الذي يرتكب هؤلاء الضالين والمضلين جرائمهم باسمه، عبر تاويلات منحرفة للاسلام العظيم وما يحض عليم من قيم، ودفاعا عن ثقافتنا الغنية. ويتعين علينا جميعا ان نعمل في اطار منسق ومتكامل وتعاوني مع غيرنا في مواجهة هذا السرطان. وهذه المواجهة هي مواجهة شاملة تتضمن جوانب عسكرية، وامنية، واقتصادية، وسياسية، وايضا فكرية وعقائدية حيث يتعين علينا استنهاض مثقفي الامة وعلمائها للتصدي للافكار الهدامة والمسمومة التي يبثها هؤلاء الخوارج وينسبوها للاسلام تعديا وافترءا.
واضاف ان نجاح اي مقاربة شاملة للتصدي للارهاب والتطرف وهزيمتها، تمر حتما عبر بوابة ملء اي فراغ تستغله قوى الظلام في اي من دولنا وعدم السماح بحدوثه ويتعين علينا دفع وحث الجميع على السير الجاد على طريق الحل السياسي الشامل للماساة السورية، وهو الحل الذي قلنا في الاردن، ومنذ بداية الازمة، بانه الحل الوحيد لها. ومن هنا يتعين علينا الدفع باتجاه تنفيذ قرار مجلس الامن 2254 الذي اطلق الية للوصول الى الحل السياسي استنادا الى بيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا وبناء على مقررات مؤتمر جنيف 1 ، والانتقال الى واقع سياسي جديد يلبي تطلعات الشعب السوري، ويعيد الاستقرار الى سوريا بما يمكننا ازالة الفراغ ودحر الارهاب فيها.
واكد جوده انه يتعين علينا في ذات الاطار ان نعمل، في اطار شامل، يدعم جهود الحكومة العراقية في هزيمة الارهاب وتطهير العراق الشقيق منه، وتعزيز الجبهة الداخلية فيه من خلال العمل الجاد والحقيقى على لم الشمل، وازالة اي شعور بالاقصاء او التهميش لاي من مكونات شعب العراق العزيز.