وكاله جراءة نيوز - عمان - وصف فلاديمير بوتين الرئيس الروسي المنتخب حلف شمال الأطلسي الناتو بأنه من مخلفات الحرب الباردة ويدس أنفه فيما لا يعنيه ويخرج عن إطار نظامه الداخلي.

ونقل المصدر عن بوتين قوله خلال الخطاب الذي ألقاه أمام نواب مجلس الدوما الروسي اليوم وهو يقدم تقريرا سنويا عن عمل الحكومة: إن منظمة الناتو موجودة وهذا واقع جيوسياسي يجب أخذه بالحسبان ويجب على روسيا أن تتعامل بالشكل المطلوب مع هذا الواقع.

وفي الجانب الاقتصادي أكد بوتين أن روسيا استعادت وتائر نموها أسرع من البلدان الأخرى بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وأنها تظهر الآن أعلى مؤشرات النمو في مجموعة /الثمانية/ الكبار مشيرا إلى أن مستوى الاستثمارات في الرأسمال الأساسي بلغ العام الماضي رقما قياسيا مقداره 8ر10 تريليونات روبل روسي ما يعادل نحو 360 مليار دولار فيما ازدادت أرباح المؤسسات الروسية العام الماضي بنسبة 16 بالمئة أما العائدات الناجمة عن الضرائب إلى ميزانية الدولة العامة فازدادت بنسبة 27 بالمئة.

وقال بوتين: إن القطاع الزراعي الروسي استعاد قدراته بصورة تامة بعد الجفاف الشديد الذي واجهه عام 2010 مشيرا إلى أن الحكومة الروسية دعمت المزارعين وازدادت فاعلية عملهم حيث شهد القطاع الزراعي عام 2010 نموا بمقدار 22 بالمئة ويمكن أن تشغل روسيا الآن المرتبة الثانية في العالم من حيث صادرات القمح.

وأضاف: إن الديناميكية الإيجابية تلاحظ في جميع المؤشرات الحيوية للتنمية الاقتصادية في روسيا فيما تحولت الأزمة في بعض الدول الأوروبية وغيرها من مناطق العالم إلى مرض مزمن وبطالة مستديمة وصار عجز الميزانية وإفلاس ماليات الدولة أمرا خانقا للدول التي تفقد اليوم حقها باتخاذ قرارات سيادية.

واعتبر بوتين أن نمو عدد السكان في روسيا واستقراره يدل على ثقة المواطنين ببلادهم حيث أن الحكومة لم تسمح للأزمة بشطب التوجهات الديموغرافية الإيجابية مشيرا إلى أن عدد السكان في روسيا تجاوز 143 مليون نسمة العام الماضي.

ولفت بوتين إلى أن ديون الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت نسبة مئة بالمئة وفي أوروبا نحو تسعين بالمئة فيما يقدر دين الدولة في روسيا 10 بالمئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي ما يعتبر من أفضل المؤشرات في العالم ليس ضمن مجموعة الثمانية الكبار فحسب بل وضمن مجموعة العشرين ومجموعة /بريكس/ مؤكدا أن روسيا لا تحتاج إلى الاستجداء من أحد.

وأشار بوتين إلى انخفاض مؤشرات التضخم المالي في روسيا خلال السنوات الأربع الماضية من 3ر13 بالمئة حتى 1ر6 بالمئة موضحا أن تاريخ روسيا المعاصرة لم يشهد مثل هذا المستوى المنخفض للتضخم المالي أبدا.

ورأى بوتين أن الاقتصاد الروسي تجاوز تماما عواقب الركود في عامي 2008 و2009 بعد أن زاد الناتج المحلي الإجمالي الروسي في مطلع العام الحالي عما كان عليه قبل الأزمة معتبرا أن كساد عامي 2008 و2009 كان تحديا هائلا بالنسبة لبلاده.

وأكد بوتين أن روسيا ستنضم بعد سنتين أو ثلاث سنوات إلى قائمة الاقتصادات العالمية الخمسة الكبرى فيما أشار إلى أن روسيا لا تزال تتأخر عن الدول المتطورة من حيث إنتاجية العمل أو بالأحرى نوعية الاقتصاد بمقدار ثلاثة أو أربعة أضعاف.

ووصف بوتين تعزيز مواقف روسيا في العالم وبالدرجة الأولى في إطار التكامل الجديد على الساحة الأوراسية بأنه من أهم أولويات الحكومة الروسية مشيرا إلى أن جاذبية فكرة التكامل الأوراسي الجديد تزداد بإطراد. وأشار بوتين أيضا إلى أن استحداث الاتحاد الجمركي وتشكيل الفضاء الاقتصادي الأوراسي يعتبران حدثين جيوسياسيين وتكامليين هامين على الساحة السوفييتية السابقة منذ تفكك الاتحاد السوفييتي مؤكدا أن خطوة روسيا اللاحقة هي إطلاق مشروع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي عام 2015 وإن روسيا تعول على أن ينضم إليها بيلاروس وكازاخستان غيرها من الشركاء المعنيين بتعاون أكثر تقدما