سرايا القدس : الوضع في قطاع غزة يشبه أجواء الحرب
وكاله جراءة نيوز - عمان - أكد أبو احمد الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على أن المقاومة تملك الكثير في جعبتها وأي مواجهة قادمة يمكن أن تكشف عن مفاجآت جديدة لدى المقاومة وسرايا القدس.
وقال الناطق باسم السرايا أن المقاومة استطاعت أن تتقدم بشكل كبير على مستوى تكتيكاتها وتسليحها وعلى مستوى تدريب عناصرها".وقال أبو أحمد :"الأجواء في القطاع لا تحتاج إلى تسخين، لا أبالغ عندما أقول أن الأجواء في غزة تشبه أجواء الحرب، حيث أن هناك تحليق منذ أيام لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية بشكل غير مسبوق وتحليق مكثف للطيران الحربي وهناك أيضاً عدة عمليات توغل خلال اليومين الماضيين وسقوط شهداء واستهداف مجموعات للمقاومة في رفح وفي النصيرات وسط القطاع".
وأضاف :"قبل ذلك كان تدريبات مكثفة ومناورات معلنة وغير معلنة للجيش الاسرائيلي ، بالطبع هناك مناورات لسلاح الهندسة الاسرائيلي ووحدة المظليين وسلاح الدبابات، وهناك تهديدات متواصلة وأيضاً ليبرمان ونتاياهو يهددون، ويسربون أخبار بان أي حرب قادمة مع المقاومة في غزة وجنوب لبنان سيليها اجتياح بري".
وتابع حديثه :"بشكل عام العدو يحاول أن يسخن الأمور، وهذا يدعو إلى الاعتقاد بأنه مقدمة لعدوان اسرائيلي جديد، لا نستطيع أن نجزم أنه سيحصل عدوان أم لا، ولكن مجريات الأمور تشير إلى قرب حدوث عدوان على قطاع غزة من المنظور الاسرائيلي، ولكن على مستوى فصائل المقاومة لا نعتقد أن العدو يمكن أن يقدم على هجوم كبير علي غزة وجنوب لبنان ،خصوصاً ما شاهدناه في المواجهة الأخيرة سرايا القدس والمقاومة في شهر مارس الماضي ،والرسالة شديدة اللهجة التي أرسلتاها سرايا القدس في تلك المواجهة".
وقال: "نعتقد أن هناك تجاذبات داخلية اسرائيلية لقرب انتخابات الكنيست الاسرائيلي، ربما كل هذه الأمور تدفع تجاه محاولة تصعيد الأمور بشكل محدود، لا نعتقد أن الأمور يمكن أن تخرج عن حدود السيطرة أو تتجاوز الخطوط الحمراء للمواجهة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي".
وبخصوص الاتهامات الاسرائيلية لفصائل المقاومة بأن لها نشاطات في سيناء قال الناطق باسم السرايا :" فصائل المقاومة الفلسطينية ليس لها أي نشاط في شبه جزيرة سيناء المصرية، هذا شئ يجب أن نؤكد عليه ،وهذا ما يحاول العدو الاسرائيلي على الدوام بربط غزة بجنوب سيناء ويتهم المقاومة بأن لها امتداد بجنوب سيناء وأنها تستخدمها لتهريب الأسلحة وأن لديها مجموعات تعمل لحسابها وقضية الجهاد العالمي ونشاطه بسيناء،وما شابه ذلك".
وأوضح:"أعتقد كل ذلك يهدف إلى هدفين أساسين أولا الضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية حتى تحجم من نشاطها وحتى لا تستغل أي بقعة جغرافية خارج فلسطين لإمداد نفسها بالأسلحة والمعدات التي يمكن أن تدافع بها عن شعبها، والهدف الثاني الذي يمكن أن يشكله هكذا اتهامات هو على الجانب المصري حيث سمعنا قبل ثلاثة أيام أنهم سمحوا لسبعة كتائب بالجيش المصري بالدخول في جزيرة سيناء على خلاف ما تم التوافق عليه باتفاقية كامب ديفيد".
ومضى يقول :"إذن العدو يحاول ربما الآن الضغط علي الجانب المصري بأن هناك نشاطات للمقاومة في شبه جزيرة سيناء وعليكم أن تقلعوا الإرهاب من المنطقة الجغرافية وهي منطقة حساسة والجميع يعرف شبه جزيرة سيناء ملاصقة تماما لمنطقة مهمة وحساسة جداً وهي مدينة "أم الرشراش" المحتلة ، أو ما تسمى صهيونياً "ايلات".
وبين أبو أحمد أن مدينة "ايلات" المحتلة ربما أهم جزء في الكيان الاسرائيلي، لذلك ربما العدو الاسرائيلي يحاول الضغط على المقاومة من جهة حتى لا يستفيد من هذه المناطق الشاسعة، وأنا أؤكد أنه لا يوجد لنا نشاط في هذه المناطق ،الضغط على الجانب المصري من ناحية أخرى لتعزيز قوات الأمن ومحاولة القضاء على أي نشاط قد ينتج أو يخرج من هذه المنطقة ،خصوصاً إذا ما علمنا أن العملية الاستشهادية في "ايلات" التي نفذت قبل عدة أشهر اغلب منفذيها من المصريين من منطقة سيناء ،ولكن أهم هذه الأهداف هو زيادة حصار قطاع غزة من خلال تعزيز قوات الأمن المصرية في هذه المنطقة.
وعن التزام العدو بالتهدئة قال أبو أحمد :"هذه طبيعة الاحتلال وهذا شئ متوقع كما قلنا خلال شهر مارس الماضي عندما تم سؤلنا أن لديكم ضمانات هل تعتقدون أن الاحتلال يمكن أن يلتزم بالضمانات وتعهداته بوقف الاغتيالات، كانت إجابتنا واضحة نحن ندرك تماما ونؤمن بأمور واضحة وجلية ذكرت في القران وموجودة في التاريخ الإسلامي الطويل وتاريخ هذا العدو منذ النبي "عليه الصلاة والسلام" وبني قريضة وبني النظير وكل هذه الجماعات اليهودية".
وزاد بالقول: "ندرك كذلك أن هذا العدو لا عهد له وندرك أيضا أن هذا العدو لا يستطيع العيش خارج دائرة الحرب والقتل والدمار هذا شئ مسلم به في تاريخ اليهود ،لذلك الذي يتغير هو أن العدو لا يستطيع العيش بهدوء والعدو يريد تصدير أزمته الداخلية الى قطاع غزة وجنوب لبنان، العدو يبحث عن جبهة ضعيفة كما يعتقد قادته العسكريون الذين يرسمون السياسات وأجهزة الاستخبارات ويريد ربما في بعض الأحيان استعادة ما يسمى بقوة الردع لديه،وربما توجيه ضربات لهذه المناطق، على كل لا نعتقد بحدوث عدوان قريب علي القطاع ولا نعتقد بحدوث حرب كبيرة ، ولكن يمكن أن نشهد خلال الأيام القادمة تصعيداً ولو جزئياً على جبهة قطاع غزة".
وقال:"سأكون واقعي نحن لا نعتقد أن الاحتلال يمكن أن يقدم على عملية كبيرة ،ولكن هذا لا ينفي على الإطلاق أن هذا العدوان في كثير من الأحيان يقوم بخطوات الهروب إلى الإمام أو يقوم بخطوات حمقاء إذا جاز التعبير". وتابع قائلاً: "الاحتلال ربما يحاول الخروج من أزمته سواء الداخلية أو من خلال أزمته الأخيرة مع الولايات المتحدة بخصوص الملف الإيراني ،أو محاولة ليرى كيف يمكن أن يتعامل العالم الخارجي العربي في ظل ثورات الربيع العربي وتغيير الأنظمة التي للحقيقة لم تقدم حتى الآن أي شئ للشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة ،ونحن ربما أحبطنا من هذا العامل وكان لدينا أمال أن تقدم بعض الدول خصوصاً الدول القريبة من قطاع غزة أكثر من ذلك".
وأضاف: "في كل حال نحن لا نعتقد أن يقدم الاحتلال على أي حرب أو عدوان كبير واسع، ولكن موقفنا واضح بكل الأحوال أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن أي حماقة يقدم عليها تجاه غزة والمقاومة وشعبنا الفلسطيني ، وسرايا القدس والمقاومة رسائلها واضحة" .
وأكد أبو أحمد قائلاً:" هناك نقطة مهمة لنحدد الأمور بشكل أكبر بأن كل ما تملكه المقاومة بكافة فصائلها التي نحترمها جميعا ونقدرها لا تملك ما يملكه العدو الاسرائيلي ، المقاومة لا تملك إلا القليل ، أسلحة المقاومة متواضعة في مجملها أسلحة محلية".
وتابع:" المقاومة وشعبنا يملك الإرادة والعزيمة نملك كيف يمكن إن نصل إلى حياة كريمة لشعبنا ،لكن لا استطيع أن أقول أن المقاومة من خلال رسائلها السابقة سواء في مارس الماضي أو في أكتوبر 2011 ،أو قبلها في أغسطس وابريل من نفس العام كانت رسائل واضحة للعدو الاسرائيلي الذي فهم هذه الرسائل بشكل جيد".
وفي نهاية حديثه قال :"المقاومة بحمد الله استطاعت أن تتقدم بشكل كبير على مستوى تكتيكاتها وتسليحها وعلى مستوى تدريب عناصرها ، ولكن ليس بالشكل الذي يملكه العدو الاسرائيلي ،لذلك أنا أعتقد الرسائل وصلت للعدو وأي مواجهة قادمة يمكن أن تكشف عن مفاجآت جديدة لدى المقاومة وسرايا القدس لا نستطيع الحديث عنها، ولكن العدو يدرك جيداً ما لدى المقاومة وما يمكن أن تفعله المقاومة وأي مكان يمكن أن تصل الىه صواريخ المقاومة".