بهذه الكلمات وصفت أم الشهيد راشد إبنها !
كانت علامات الصمود والثبات والشجاعة باديةً عليها، تظهرها من بين كل النسوة في بيت عزاء فلذة كبدها الشهيد الرائد راشد الزيود.
تصف والدة الشهيد راشد ابنها بقولها راشد قناص وما قنصوه.. راشد ذيب".
مدينة الزرقاء تزينت من مداخلها وحتى بيت العزاء، بآرمات ويافطات تحمل التعزية والتهنئة معا للشهيد راشد، وربما كانت هذه اليافطات وسيلة دلالة لمن يأتي من مختلف محافظات الأردن لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد على موقفه البطولي في عملية إربد المسلحة، وما قدمه من تضحيات في سبيل حماية أبناء شعبه.
وليست مدينة الزرقاء وحدها كانت تفخر بشهيدها، بل أن الزرقاويين جميعا من مختلف اصولهم ومنابتهم كانوا يزهون ببطل الأردن، الذي قدم أغلى ما يملك فداء للأردن.
صفات الشجاعة والبطولة والصمود التي يتسم بهم راشد، مكتسبة من والديه، فوالدته التي زارتها (عمون) في بيت العزاء، قالت بلهجتها البدوية وكلها ثبات وصمود، " راشد قناص وما قنصوه.. راشد لم يتألم لإنهم ما قنصوه"، وتابعت واصفة فلذة كبدها، "راشد ذيب".
ثم دعت له "الله يرضى عليه.. الله يرحمه.. كللته بالرضا.. والله كلله بإكليل الغار".
الأم المكلومة وشقيقات الشهيد وزوجته التي كانت تتوسطهن، كن باستقبال المعزيات والمهنئات، وهن يرتدين عباءات سوداء، ويتوشحن بالكوفية الحمراء، ويثبتن بعضهن البعض وتحديدا زوجته الشابة، فبالرغم من ان نبأ استشهاد راشد كان بمثابة الصاعقة لهنَّ، إلا أنه كان مصدر فخر واعتزاز لهن وربما كان هو سبيل صبرهن.
بيت العزاء لم يكن مأتماً، بقدر ما كان يحمل عنوان الحب والرضا والفخر والزهو بالأردن وبطله الشهيد راشد، ويحقق الأمان في قلوب المعزين أن هناك ابطالا في قواتنا المسلحة يقدمون أرواحهم قرباناً للآمنين والابرياء، بل يشعر كل من يرتاد بيت العزاء بأنه مدان لهذا الشاب البطل.