سر الجدار الغامض جنوب المملكة .. تفاصيل مثيرة (جزء 2)

تتابع  جراءة نيوز نشر تفاصيل مثيرة حول جدار شبيب الغامض الذي نشرت عنه تقريراً مترجما قبل ايام، نظرا للمساحة الكبيرة للجدار الذي يمتد قرابة ١٥٠ كيلومترا بين المناطق الواقعة جنوبي المملكة، والذي يعمل على استشكافه مؤخرا علماء اثار اسرائيليون وغربيون، وسط غياب لأي دور يذكر للجهات الحكومية المختصة وعلى رأسها وزارة السياحة والأثار.

الباحثون الذين يواصلون دراسة المكان يقولون أن سلسلة من الجدران كونت ما يسمى بـ جدار شبيب المكتشف وهي عبارة عن حجارة تراكمت فوق بعضها البعض على ارتفاع متر وشكل بناؤها مخاطرة كبيرة.

ويذهب العارفون في علم الآثار الى 'التخمين' بأن التركيب الجداري يرجع الى العهد الروماني , ومرد ذلك الى حقيقة وجود العديد من القلاع الحدودية الرومانية التي كانت مرصوفة بالجوار .

ويرى جيرالد لانكستر هاردينج مؤلف كتاب 'اثار الاردن' ومدير قسم المتاحف في الأردن سابقا (وهوعالم اثار ايضا اختص بهذه الفترة) وجود خط من الجدران مشابه لهذا الخط في المنطقة الشمالية الاردنية لكنه أقصر من مثيله الجنوبي. وكان عبارة عن نقطة دفاعية ضد هجمات الفرسان فيما رفض علماء اخرون هذه الأفكار.

ويرى العلماء انه من المستبعد جدا ان يتجاوب سلاح الفرسان في تلك الحقبة مع طبيعة هذه المنطقة الصخرية ذات الصخور السميكة،ويستند الباحثون في فرضيتهم على أن الجدار لم يبن من اجل الحماية كونه منخفض جدا وكثير الثغور.

ويرى اخرون بان هذا الخط كان وسيلة المزارعين في صد هجمات البدو في تلك الحقبة حيث ان هجماتهم شكلت معضلة كبيرة ومعقدة حتى بالنسبة لاقوى القوى العسكرية.

وفي الشرق بعيدا في الصحراء هنالك العديد من الحصون التي تم بناؤها في السهول كي تشكل مراكز تحكم وسيطرة على نقاط المياه وعلى طرق الغزاة .

وراحت بعض التفسيرات الأثريةلـ'خط شبيب'المحير بان افضل تفسير له بانه نوعا معينا من التخطيط بين اقليم زراعي واقليم اخر للتجمع السكني.

فيما يرى احد العلماء الدارسين للمنطقة بانه على الرغم من عدم وجود دليل يدعم النظرية سالفة الذكر فهو يفترض بان الامتدادات المتوازية تشكل اعادة تموضع في حدود مواكبة التغير في المناخ المحلي،فعلى سبيل المثال , كان من الممكن ان يكون الحائط عمل كمخطط بين الصحراء والمناطق التي كانت الزراعة بها ممكنة.

واللافت ان الجدار مكون من مئات الابراج الصغيرة القديمة غريبة الشكل وكل منها على قياس مترين الى أربعة اقطار،حيث ان هذه الابراج الصغيرة تذكره بالمآوي الصغيرة الخاصة بالصيادين في الصحراء لحمايتهم من العواصف الرملية او بانها كانت لتخزين المؤن'بيت مؤن'.

ويشك العلماء بان بعض تلك الأبراج قد بني بعد اكتمال بناء الجدار ومن الممكن أن تكون ابراج مراقبة أيضا.

على أية حال كل ما سبق يبقى مجرد تخمينات وفقا للباحثين وذلك بأن الحائط بني من حجارة ومنالمستحيل معرفة من قام ببنائها أولا وعلى الرغم من ذلك فإن بنائها كان مهمة صعبة جدا وحتى لو كان الحائط على ارتفاع متر او اكثر وذلك لأن تجميع وبناء هذه الحجارة الضخمة وبنائها مع بعضها البعض لم يكن عملا سهلا أبد وقد يكون مؤشر على التنظيم المركزي آنذاك كما اكد علماء الاثار.
للإطلاع على الجزء الأول من الملف