28 ألف مواطن غير آمن غذائيا في المملكة
كشف مسح الأمن الغذائي في الأردن لعام 2013/2014 أنّ هناك 6200 أسرة في المملكة (28078 ألف فرد) غير آمنة غذائيا، مقارنة بـ3800 ألف أسرة في عام 2010، أي بزيادة قدرها 61 %.
ويعرف الأمن الغذائي، وفق المنظمات العالمية، بـ"قدرة الأسرة على أن تؤمن أغذية تكفي لتلبية الاحتياجات التغذوية لأفرادها"، فيما أشار المسح الى أنّ انعدام الأمن الغذائي يحدث عندما يعاني الناس من نقص التغذية نتيجة عدم توفر الغذاء أو عدم التمكن من الحصول عليه.
جاء ت تلك الارقام في مسح الأمن الغذائي في الأردن 2014/2013 الذي أطلقته دائرة الاحصاءات العامة أمس، والذي جاء كمسح مصاحب لمسح نفقات ودخل الأسرة 2014/2013؛ حيث نفذ هذا المسح بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
وأوضح المسح أن هناك 71.3 ألف أسرة تعتبر هشة نحو انعدام الأمن الغذائي، فيما هناك 1.1 مليون أسرة آمنة غذائيا.
أما الأسر الهشة نحو انعدام الامن الغذائي فهم أولئك الذين يكونون عرضة لانعدام الأمن الغذائي عند التعرض لأي صدمات مستقبلية.
وأشار مسح الامن الغذائي الى أنّ 6212 أسرة (28.078 ألف فرد) في الأردن غير آمنة غذائيا وبنسبة 0.5 % من إجمالي أسر المملكة، فيما هناك 71347 ألف أسرة (341.466 ألف فرد) هشة نحو انعدام الأمن الغذائي وبنسبة 5.7%، بينما قدرت الأسر الآمنة بحوالي 1.1 مليون أسرة (5.9 فرد آمن غذائيا) بنسبة 93.8 %.
وقال المسح إنّ أعلى نسبة للأسر غير الآمنة غذائياً كانت في محافظتي معان والكرك بنسبة 0.9 % من أسر تلك المحافظتين، في حين لم تسجل محافظة العقبة أي نسبة للأسر غير الآمنه غذائياً.
وأشار إلى أنّ أعلى نسبة للأسر غير الآمنة غذائياً في قضاء المريغة؛ حيث بلغت 12.9 %، في حين كانت النسبة الأعلى للأسر الهشة نحو انعدام الأمن الغذائي في قضاء أم الرصاص بنسبة بلغت 25.6 %.
وقال المسح إنّ 14 % من الأسر غير الآمنة غذائياً والأسر الهشة تلقت معونة نقدية أو عينية من صندوق المعونة الوطني، فيما أنّ 80 % من الأسر غير الآمنة غذائياً دخلها السنوي أقل من 5 آلاف دينار سنويا (حوالي 417 دينارا شهريا).
ونبه المسح إلى أن 33.5 % من أسر المملكة استخدمت آليات تكيف غذائية خلال سنة المسح، وأكثر من نصف الأسر في محافظة المفرق استخدمت آليات تكيف غذائية خلال سنة المسح، وأكثر من 90 % من أسر قضاء الرويشد استخدمت آليات تكيف غذائية.
وأضاف المسح أنّ 9.6 % من أسر المملكة تلقت مساعدات غذائية، و5.9 % تلقت مساعدات غير غذائية، وأنّ أكثر من نصف أسر محافظة المفرق تلقت مساعدات غذائية، تلتها محافظتي معان وعجلون، وأن حوالي 71 % من أسر قضاء الرويشد تلقت مساعدات غذائية.
ولفت المسح أن حوالي 17 % من الأسر غير الآمنة غذائياً تلقت مساعدات غذائية، مقابل 17.5 % من الأسر الهشة نحو انعدام الأمن الغذائي.
وعرف المسح الأشخاص غير الآمنين غذائياً بأنهم أولئك الذين تكون مقاديرهم الغذائية أقل من الاحتياجات الضرورية الدنيا من السعرات الحرارية، وأولئك الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض بسبب نقص التغذية والطاقة الناجم عن عدم كفاية وجباتهم الغذائية أو عدم توازنها أو عدم قدرة الجسم المرضية على الاستفادة من الغذاء، حيث يحدث انعدام الأمن الغذائي عندما يعاني الناس من نقص التغذية نتيجة عدم توفر الغذاء أو عدم التمكن من الحصول عليه.
أما الهشاشة فهم الأشخاص الذين تكون مقاديرهم الغذائية أقل من الأشخاص الآمنين غذائياً، وأكثر من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلهم عرضة لانعدام الأمن الغذائي عند التعرض لأي صدمات مستقبلية. وتتحدد درجة ضرر الأفراد والأسر والجماعات بمدى تعرضهم لهذه العوامل وقدرتهم على التكيف مع أوقات الأزمات.
من جهته، أكد مدير دائرة الإحصاءات العامة، الدكتور قاسم الزعبي، خلال مؤتمر صحفي أمس أن حق الحصول على الغذاء هو حق إنساني يضمن لكل إنسان المستوى المقبول للعيش له ولأسرته من حيث الغذاء والملبس والمسكن.
واعتبر الزعبي أن التحدي الأول والأكثر إلحاحاً في العالم يكمن في القضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي لجميع أفراد المجتمع، وإن ما يجعل الأمر معقدا هو أن أزمة الجوع تتعايش مع أزمتي المناخ والطاقة، والأزمتين المالية والاقتصادية، وبالرغم من وجود ما يكفي من الأغذية لإطعام جميع البشر، فإن أكثر من 900 مليون شخص في العالم ما زالوا يعانون من الجوع، وبالتالي فلا غرابة أن يتصدر "القضاء على الفقر والجوع" الأهداف الإنمائية الألفية.
وأكد على تعزيز التعاون مع برنامج الأغذية العالمي ودعمهم للدائرة، والذي يأتي في إطار إيمان القائمين على البرنامج بالدور المهم المنوط بالدائرة كمؤسسة إحصائية عريقة ومتميزة على مستوى الشرق الأوسط، والجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن توفير بيانات إحصائية رسمية معتمدة تغطي كافة الجوانب الإجتماعية والإقتصادية على المستوى الوطني.
من جهته، أشار الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي عبدالمجيد يحيى إلى أنّ أهمية هذا المسح تنبع من كونه سيكون الأساس للخطط المستقبلية والاستراتيجيات المعنية بتحديد التدخلات المناسبة لمكافحة الفقر والجوع.
وأشار إلى أن المقياس المتبع في الأردن لقياس الأمن الغذائي هو الأول من نوعه، وسيقوم برنامج الأغذية العالمي بتفعيله في الدول الأخرى.
ويعتبر مسح الأمن الغذائي 2014/2013 الثاني من نوعه، حيث سبقه مسح جاء مرافقا مع مسح دخل ونفقات الأسر الأخير، والذي أجري العام 2010.