الشهيد الزيود دفاعه عن الوطن رسالة آمن بها منذ صغره
مستعينا باسم الله وبركته، يقف الأب حسين الزيود، وبجواره أبناؤه بكل قوة وعزيمة، لاستقبال المعزين بالشهيد راشد، وما تزال في وجدانهم تفاصيل اللحظات التي ووري فيها الثرى ماثلة، لكنه الايمان بقضاء الله وقدره.
"راشد مشروع شهيد، كما كل نشامى الجيش والأجهزة الأمنية، التي قدمت الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن ثرى الأمة ضد الطامعين"، بهذه الكلمات بدأ الأب العميد الركن حسين الزيود الملحق العسكري الأردني في سلطنة عمان .
وقبل أن يكمل الأب حديثه عن الشهيد راشد، وجه رسالة لمن يتربص بالأردن شرا، ومن يمارس الإجرام، ويدعي الإسلام، من يمارس الإرهاب، ويدعي الإيمان "الأردن أرض الرجولة والشرف، وحدّ سيفه ما نبا".
ويقول "بالأمس كان راشد يحمل رتبة نقيب، وهو اليوم شهيد، التحق بقوافل الشهداء المدافعين عن ثرى الوطن وأمنه في عملية وطنية ضد عصابات الطغيان والشر" .
كان الشهيد راشد المولود في الزرقاء العام 1984 محبا لوطنه وشغوفا بالانتساب للقوات المسلحة الأردنية، وبما يتيح له الدفاع عن ثرى الأردن الطهور، وكان من علامة حبه المبكرة لوطنه وللقوات المسلحة انتقاله من رمز إلى رمز وطني في الأردن، حيث التحاقه بمدرسة من مدارس الثقافة العسكرية وهي مدرسة الثورة العربية الكبرى.
انطلق الشهيد من مدرسة الثورة العربية الكبرى ليكمل دراسته الثانوية ويلتحق برمز شامخ آخر إلى جامعة مؤتة، التي تخرج من جناحها العسكري في العام 2007 ويحمل شهادة البكالوريس في اللغة الانجليزية، وظل يعمل في العمليات الخاصة/ المظليين.
وكان يؤدي واجبه تجاه وطنه وأمته، كأي جندي من جنود هذا الوطن، يؤمن بأمنه واستقراره، التحق بقافلة شهداء الواجب ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن ورسالة الإسلام والانسانية.
والشهيد متزوج وله طفلة جوان اكملت عامها الاول.
وشكل رحيل الشهيد صدمة ثقيلة على أصدقائه ومجاوريه، ومنهم خالد السمامعة الذي قال والدموع تملأ عينه، "لا زلت غير مصدق للنبأ، ليلة الثلاثاء تجمع العشرات من جيران وأصدقاء الشهيد وبقينا حتى ساعات الفجر الأولى دون أن ندري ماذا يتوجب علينا أن نفعل".
ويضيف خالد، الذي يجاور الشهيد منذ 9 أعوام "كان راشد يألف الذين يتعامل معهم بمحبة ويألفه الجميع، ومحافظا على الصلاة في وقتها"، قبل أن تخنقه العبرات ليكمل" ما ذنب الصغيرة جوان أن تحرم من أبيها على يد فئة لا تمت للانسانية بصلة".
ويقول رفاق الشهيد إنه كان مخلصا لوطنه وقائده، وكان يملك حبا كبيرا لسلك القوات المسلحة، حيث كان يملك عينا ثاقبة للدفاع عن الوطن وأمنه ومواطنيه، ليستمر الأردن دوحة للأمن والأمان التي يستظل به كل ملهوف. لا يجد ابن عمه علي من الكلمات ليعبر بها عن وداعه للشهيد "لا نقول إلا ما يرضي الرب، إنا لله وإنا اليه راجعون، استشهاد راشد ليس غريبا على نشامى الجيش والأجهزة الأمنية، إنه بطل بحق".