الكرك : ذهب لتجهيز جهاز الزفاف فعاد جثة هامدة

استيقظ المواطن  الخمسيني  من نومه صباح امس مبكرا وشد الرحال بسيارته الخاصة وفي المعية ام العيال ونجله الاكبر  وخطيبته متجها بسيارته الخاصة من الكرك الى عمان ليبتاع "فرش البيت" فنجله المرافق كان سيتزوج في بحر اسبوع، كان شراء "فرش البيت" من عمان لازما فهناك تتعدد المحال والاصناف، والاهم تتفاوت الاسعار بين سوق الكرك وسوق العاصمة.

وصلوا الى عمان وجالوا في اكثر من موقع، عاينوا بضاعة في غير ذات محل ، وبعد ساعات من البحث والتقصي وصلوا لمبتغاهم، توافقوا مع صاحب معرض الاثاث على ان يرسل الطلبية في اليوم التالي الى الكرك على العنوان الذي اعطوه.

اعلن الوقت الساعة الواحدة والنصف ظهرا، اخذ منهم التعب والجوع مأخذا، دخلوا المطعم، اكلوا، شربوا، تجاذبوا اطراف الحديث ، فرحوا، نالوا قسطا من الراحة، غادروا المطعم ووجهتهم الكرك.

بدأ نهار هذه الاسرة التي سعدت وما لبثت ان فجعت مشرقا فرحا، كيف لا، فالبكر سيتزوج وسيكون له بعد اشهر مولود كان الجميع متفقا على ان يكون اسمه باسم الجد ان كان ذكرا وباسم الجدة ان كانت المولودة انثى.

وصلوا الى حيث ركنوا سيارتهم، هموا بركوبها، للقضاء والقدر والاجل المكتوب من الله شأن اخر، اعتل  فجأة، الم مبرح في الصدر اطبق على انفاسه، خر ارضا، حاول من معه انعاشه وانهاضه، نقلوه لاقرب مستشفى لكن فات الاوان فعادوا به الى الكرك جثة هامدة.

فرح وضحك لم تمض عليه بعض ساعات استحال فاجعة ومأساة فـ"ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال"، هي الحياة ، فيها الفرح والسرور، وفيها ايضا المفاجآت المؤلمة، فلنعمل لدنيانا كأننا نعيش ابدا ولنعمل لاخرتنا كأننا نموت غدا.