إسرائيل تعيد حساباتها في سورية وترى في بقاء الأسد "خطرا"
قالت تقارير إسرائيلية مستندة إلى تقديرات جيش الاحتلال وأجهزة المخابرات الإسرائيلية أمس، إن المؤسسة الإسرائيلية أجرت إعادة تقييم لحساباتها في سورية، على ضوء التحول الجاري في الحرب الأهلية، وعودة الجيش السوري للسيطرة على مناطق وقعت سابقة تحت سيطرة مجموعات متنوعة من المعارضة. وفي حين قال أحد التقارير، إن إسرائيل باتت ترى بثبات حكم الأسد أشد خطورة عليها من "داعش"، فإن تقريرا آخر قال إن إسرائيل تطالب الدول الغربية بالتدخل العسكري لصد الجيش السوري.
فقد نشر المحلل العسكري الإسرائيلي الأبرز رون بن يشاي، تقريرا موسعا في الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال فيه إن المؤسسة الإسرائيلية باتت ترى أن المحور الأخطر عليها، هو التحالف السوري الإيراني، وليس التيار السلفي الجهادي، من تنظيمي "داعش" و"القاعدة". ونقل عمن أسماه "مصدرا سياسيا كبيرا" قوله، "إن النظرة الإسرائيلية ترتكز على هوية المسيطر في سورية"، وأضاف، "ببساطة فإن ثبات حكم الأسد في سورية وحليفته إيران وحزب الله، أخطر بكثير على المصالح الأمنية الإسرائيلية، من استمرار الفوضى في سورية، أو من سقوط النظام العلوي".
وقال تقرير آخر، للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن إسرائيل حافظت في السنوات الخمس الأخيرة على سياسة موحدة، مما يجري في سورية، "أما الآن، في ضوء النجاحات التي يحققها نظام الأسد، بمساعدة روسية وإيرانية، فيخيل أن نهج إسرائيل تجاه ما يجري في سورية يوشك على التغير. والتغيير لن يترجم إلى خطوات عسكرية، ولكن واضح أن تقدم النظام ومؤيديه، إلى جانب ما تبديه الدول الغربية من انعدام للمبادرة، يثير القلق والنقد في إسرائيل".
وتزعم هآرتس، "إن اسرائيل تمتنع عن اتخاذ موقف في صالح أي من الأطراف وتحرص على "تدخل ضيق نسبيا"، تركز في حماية المصالح التي تعتبرها حيوية بالنسبة لها. فقد تعهدت بالرد عسكريا على كل هجوم على "أراضيها". عمليا، خدمت الحرب في سورية بقدر كبير مصالح إسرائيل، دون أن تحتاج هذه الى تحقيقها بشكل نشط. فالقتال المتواصل سحق الجيش السوري لدرجة أنه تبقى بالكاد ظل من قدراته الأصلية. مخزون السلاح الكيميائي الهائل لدى نظام الأسد تفكك، في أغلبيته الساحقة، في أعقاب التسوية الأميركية الروسية التي فرضت على الطاغية السوري في صيف 2013".
وتقول "هآرتس"، إنه على ضوء التطورات الأخيرة، فإن إسرائيل عدّلت موقفها إزاء ما يجري في سورية، وأضافت، أن "الأمور لا تقال بعد علنا، كي لا تغيظ مرة اخرى الاميركان، الذين تنتقد إسرائيل نهجهم المتردد، كما أن إسرائيل ليست معنية بأن تغيظ الروس، إذ ترغب إسرائيل في أن تواصل الحفاظ على علاقات معقولة معهم".
وحسب هآرتس، فإن ثلاثة أمور تحدد الموقف الإسرائيلي وهي: "أولا: أن انتصار نظام الأسد سيكون سيئا لإسرائيل، إذ ان معناه هو نجاح ايران وحزب الله؛ وثانيا: ان الموضوع ليس خاسرا بعد، لأنه رغم القصف الروسي والخلافات في صفوف المعارضة السورية، إلا أنها ما تزال بعيدة عن الاستسلام؛ وثالثا: أن الغرب ينبغي أن يستيقظ من جموده وأن يضخ مساعدة عسكرية حقيقية لما يصفه جهاز الأمن بمثابة القوة الثالثة، منظمات الثوار السنية الأقل تطرفا والمليشيات الكردية، كي تقف في وجه النظام وفي وجه داعش على حد سواء" حسب تعبير الصحيفة.