جنون التشبه بالمشاهير

تالا أيوب : هي صرعة قديمة جديدة في آن واحد.
..يرونهم وينالهم حلم النجومية مبكرا ،في الطفولة او المراهقة او حتى في سن ما بعد الشباب الاعلانات والبرامج المباشرة وقنوات التواصل الاجتماعي وبرامج الواقع، أخذت تظهر عبر المواقع الرقمية الالكترونية، و عبر التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر والانستغرام. وجميع هذه الاشياء «معاصرة» تدعو الشباب اناثاً وذكوراً الى زيارة صالونات او مواقع او عيادات لتغيير المظهر الخاص بهم الى آخر جديد جذاب يشبه مظهر احد المشاهير.

ومن الأمثلة على هذه الإعلانات:
«هل تريدين ان يصبح مظهرك مثل الفنانة .....»
«وهل تريدين الظهور بجاذبية الفنانة .....»
«وهل تريد ايها الشاب ان تظهر بشكل الفنان .....»
وأمثلة أخرى من نوع آخر، أمثلة دعائية لصالونات تجميل تظهر عبر المواقع المختلفة:
«عندنا جهاز لتصغير الانف»
«عندنا كريم لتبييض البشرة»
«ولدينا لاصقات لتنحيف الخصر»
«يتواجد لدينا خبيرات وخبراء لنفخ الشفاه والخدود وتكبير الصدر» جميع هذه الاعلانات المحمومة ومثيلاتها تمثل مصيدة لفئة من فئات المجتمع اللائي يرغبن تغيير مظهرهن الى مظهر آخر يشبه أحد مشاهير الفن والرياضة.

الإعلانات تلعب على الوتر الحساس
الطالبة العشرينية «عبير محمد» ترى ان:» الاعلانات التي تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي تلعب على الوتر الحساس فنحن الفتيات نسعى دائماً للجمال والتألق ونبحث عن أحدث الوسائل التجميلية التي تعمل على توفير الوقت لكثرة الالتزامات المرتبطين بها».
أما عن الموظفة «ربى سعيد» فإعترفت ان : « أكثر ما يشدني بالاعلانات التي توضع على الفيسبوك تلك التي تعود لطرق التجميل البسيطة كالنفخ والحقن بالإبر وغيرها لتفادي التغيرات التي تحدث على البشرة بمرور الوقت، وبالفعل فإن الاعلانات تشدنا كثيراً وتعرّف الناس بالأماكن والمحلات والعيادات والمنتجات بشكل أكبر اذ أنه بعض المستحضرات لا تُعرف الا بعد الاعلان عنها على الفيسبوك ويصبح الاقبال عليها بشكل ملحوظ».
ومن جهة أخرى عبرت الشابة «سهام عمرو» عن محبتها الكبيرة للفنانة «نانسي عجرم» وتميل الى تقليدها بالمظهر والحركات والملابس.

التقليد الخاطئ
المستشار في شؤون التربية و المناهج د.قيمر القيمري قال أن الذين يرتادون الصالونات الخاصة هم المراهقون اناثاً وذكوراً.
وانهم ثلاثة اصناف : «الأول يعود للمراهقين الذين يؤمنون بالحب على مقاعد الدراسة.
والثاني للشباب المراهقين من كلا الجنسين الذين هم على طريق الزواج (خاطبة ام خاطب)،
أما الثالث فإنه يعود للمتزوجين اناثاً وذكوراً، وبالأخص لمن هم في السنوات الأولى من الزواج».
وعزا «القيمري» هذا الاقبال االهستيري من هذه الفئات يقع اجتماعياً وتربوياً ونفسياً ضمن مفهوم « التقليد الخاطئ « وهذا التقليد لا ينطلق من قاعدة فكرية، تقليد لا يرتكز على قوة قيمية وأدبية ودينية.
انها تمثل صرعة وجنونا وتقليدا عاطفيا لمظاهر وأشكال خارجية (خارج تقاليد وعادات الأسرة).

أسباب الإقبال على الصالونات
وفيما يتعلق بالأسباب التي تقع وراء هذا النوع من التقليد والجنون والهستيريا بينها «القيمري» قائلاً: « رغبة المراهق «ممن هم على مقاعد الدراسة « الظهور بمظهر جميل وأنيق يعتقد انه موجود عند أحد المشاهير وهو بذلك يريد ان يلفت نظر المحبوبة الى هذا البروفايل وهي ايضاً كذلك تريد أن تلفت نظر المحبوب.... وكل ذلك حرصاً على ان يفقد كل منهما الآخر».
وتابع: «ثانياً عقدة الخوف، فإن عاطفة الخوف عند كل من الزوج والزوجة. خوف الزوجة من ابتعاد زوجها عنها فيميل للزواج الثاني وأحياناً الثالث والرابع. وأقل من ذلك فعقدة الخوف عند الأزواج أقل بكثير. وضمن هذا العامل أيضاً تدخل فئة المرتبطين بخاتم الخطبة كل منهما يريد أن يبقى على الآخر ولا يفسخ الخطبة. انه الفراغ العاطفي، عقدة الخوف من فقدان الحبيب».
«كما ان اعتقاد هؤلاء الرواد أن هذا النوع من الأداء الهستيري هو الابداع بحد ذاته والمطلوب ابداع في الجمال وفي البروفايل المعين .. والشفاه والصدر وهذا الابداع موجود عند المشاهير من الفنانات والفنانين المعينين.
وهذا التغيير الخاطئ لمفهوم الابداع نما وينمو تدريجياً في ظل غياب حضارة وثقافة الأسرة. وينمو كذلك في ظل غياب توصيل مهارات الابداع الفكري والثقافي والعلمي والمسؤول عنها المدرسة والكلية والجامعة. وبذلك يضعف الابداع الفكري وينحصر المفهوم في العاطفة الجمالية».
وأضاف «القيمري»: «كما ان الميل للمستورد في التقليد، ذلك الموجود في مشاهير خارج إطار الأسرة والمدرسة والجامعة موجود عند المشاهير من الفنانات والفنانين، فهو الذي يجذب ويلفت النظر، بالاضافة الى ضعف شخصية المقلد ويلاحظ أن جميع هذه الأسباب تقع تحت محور «الوصول الى ما يجذب الرجل والوصول الى ما يجذب الأنثى، والوصول الى ما يجذب الحبيب».
موضحاً: «أن غالبية هذه الفئة عادة ما تعيش في خلية أو بيئة أسرية بسيطة وتقليدية وساذجة. خلية أو بيئة ترى أن الابداع يكمن فقط بالجمال والتقليد للمشاهير.
ولا يؤمنون أن الحب والزواج والسلوك يكمن في حب الصفات».

التسويق عبر الإنترنت
الخبيرة في مجال التسويق عبر الانترنت «مجد سليمان» بينت: «ان ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أصبح بحياتنا من الضروريات اذ بإمكاننا متابعتها بل الاوقات وبجميع الأمان، وذلك بتتبع محتوياتها والحصول على أية معلومة نحن بحاجتها».
وتابعت: «وعندما تلفت انتباهي صورة معينة كزبونة فإنني بمجرد النقر عليها أقرأ المعلومات التي أحتاجها وأبحث عنها ومن ثم أقرأ التعليقات اذ لها الأهمية الكبيرة، ومن خلال رؤيتي للصورة والتعليق أتشجع لأن أتسوق من هذا المنتج. ولهذا السبب أستخدم الفيسبوك أنا كمسوقة عبر الانترنت في خطتي التسويقية، مستغلة توجيه الفيسبوك لكافة الأعمار ولجميع الشرائح وبالوقت ذاته أستطيع عمل تسويق لأي هدف او خدمة او منتج أريده وبالوقت ذاته بإمكان المشتري الحصول عليه من خلال الانترنت دون اللجوء لزيارة المعرض كما بإمكانه معرفة أهمية المنتج وفوائده وايجابياته وسلبياته من خلال قراءة التعليقات».
وهناك علاقة بين الخدمة والفئة العمرية المستهدفة فسرتها «سليمان»: «انل خدمة تعرض على الفيسبوك لها فئة مستهدفة وبالطبع لل فئة اوقات معينة من اليوم يقومون بالتطلع على هذه الخدمات وهنا يكمن دور التسويق الذي اذ يتم تحديد أهداف الخدمة والفئة العمرية المستهدفة، وهنا أستعين بخبرتي التسويقية في تحديد وقت العرض على الفيسبوك لمعرفتي الجيدة بالأوقات المناسبة لمشاهدة الخدمات المعروضة من خلال متابعة الاسئلة والآراء لملاحظة النقاط الايجابية والسلبية، بالاضافة الى عمل خطة مسبقة لتسويقي وللتقوية من الخدمات وتوفير الوقت واستخدام احدث الطرق في التسويق عبر مواقع التواصل من خلال التفاعل مع المشترين بهذه المواقع من خلال الدعوة او طرح معلومات و تحفيزهم بجوائز».