البدناء.. هل يرون العالم بشكل مختلف؟

تُعرَّف "السمنة” على أنها مرض الأمراض وتنتج عن طريق عدم التوازن بين الطاقة التي نحصل عليها من الطعام والشراب مقارنة بالطاقة التي يبذلها الجسم في النشاطات المختلفة ولا يعاني أصحاب الوزن الزائد من أجسادهم الممتلئة وزيادة حجم خصرهم فقط أو بعض الأمراض المصاحبة للسمنة ، ولكن هناك دراسات أثبتت وجود معاناة أخرى لا تقل خطورة عن ما سبق وتتمثل تلك المعاناة في بعض المشاكل الناتجة عن ضعف الإدراك لدى الأشخاص البدناء.

تقول دراسة حديثة أجرتها الباحثة جيسيكا ويت، من جامعة كولورادو أن أصحاب الأوزان الزائدة يعانون من مشاكل خاصة بإدراك المسافات والمنحدرات ومدى تخيلهم للعالم من حولهم فهؤلاء الأشخاص يرون المسافات أبعد من المسافات الطبيعية وتختلف رؤيتهم للواقع عن بقية البشر كما أنهم أيضا يرون المنحدرات أكثر حدة مما هي عليه، وهذا ما يمكن أن يكون إجابة عن سؤال لماذا يتوقف أو يتكاسل الشخص البدين عن ممارسة أي نشاط.

وأكدت الباحثة جيسيكا على أن نظرة كل شخص تختلف عن الآخر من حيث إدراكه للعالم من حوله، حيث سألت الباحثة 66 شخصا من مختلف الأشكال والأحجام عن تقديرهم لمدى ابتعاد أحد أقماع المرور، وكان القمع في الواقع على بعد 25 مترا فقط، فكانت إجابة الأشخاص من ذوي الأوزان الصغيرة أن القمع يقع على بعد 15 مترا منهم، أما البدناء فكان القمع بالنسبة لهم على بعد 30 مترا.

وأشارت الباحثة إلى أن زائدي الوزن ينظرون إلى المنحدرات على أنها أكثر حدة، وأن هذه الحسابات تتم من دون وعي، لأنها وسيلة الجسم لحفظه من الجهد الإضافي اللازم للممارسة عندما يعاني من زيادة الوزن، والأهم من ذلك أنهم لا يملكون السيطرة على هذا الأمر، ولذلك وبعيدا عن الكسل، فإن الإخفاق في الفكر والممارسة، يؤكد أن زيادة الوزن تجعلك ببساطة ترى العالم بشكل مختلف.

ونصحت الباحثة بممارسة الرياضة من أجل فقدان الوزن، وعلى البدينين أن يبدؤوا بأهداف صغيرة، لأنهم يرون هذه المهام في البداية شاقة وربما مستحيلة, علما أن هذه الأمور الإدراكية يمكن أن تخلق حلقة مفرغة لزائدي الوزن، الذين يرون العالم بشكل أصعب، مما يجعلهم يواصلون نمط حياتهم بشكل غير صحي.