القوات الاردنية لن تتورط في حرب برية على الارض السورية
رجح استطلاع بانورامي شمل مروحة واسعة من الخبراء والمراقبين واصحاب الصالونات السياسية من كبار المسؤولين السابقين، امتناع الاردن عن المشاركة في اية حرب برية (تتبناها السعودية) على الاراضي السورية، ورفضه الزج بقواته المسلحة خارج حدوده الجغرافية.
واوضح هذا الاستطلاع على مدار الاسبوع الماضي، ان قواتنا المسلحة ما زالت تتخذ ”وضعية دفاعية” على الحدود مع سوريا (والعراق)، ولم تجر حتى الآن اية تغييرات موضعية من شأنها التأشير الى نوايا عسكرية هجومية.
وافاد بعض المشمولين بالاستطلاع، ان تفاهمات اردنية- روسية قد تمت منذ عدة اشهر، حول الترتيبات العسكرية في المناطق السورية الجنوبية المحاذية للاردن، وان روسيا قد تعهدت في حال هزيمة الجماعات المسلحة في محافظة درعا، باقتصار التواجد العسكري هناك على الجيش السوري، وعدم السماح بتواجد قوات ايرانية او عناصر من حزب الله.
واعاد هؤلاء المستطلَعون الى الاذهان تزامن زيارتي الفريق مشعل الزبن، رئيس هيئة الاركان العامة، والعماد فهد الفريج، وزير الدفاع السوري، الى موسكو الشهر الماضي، واجتماعاتهما بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لغرض التفاهم الثلاثي حول مستقبل الاوضاع في الجنوب السوري، وبما لا يضر بالامن الاردني ويدفع بموجات جديدة من اللاجئين السوريين للاراضي الاردنية.
وكشف هؤلاء عن قيام اكثر من وفد عسكري روسي بزيارات متعددة للاردن، والالتقاء بكل من رئيس الاركان ومدير المخابرات، لاستخلاص قواسم وتفاهمات مشتركة بخصوص الجبهة السورية الجنوبية، في حال انحشار عصابات المسلحين (جبهة النصرة تحديداً) على الحدود مع الاردن واسرائيل لدى تقدم الجيش السوري وحلفائه لتخليص درعا من سيطرتهم.
واوضح هؤلاء ان المسؤولين العسكريين والامنيين الاردنيين قد ابلغوا الوفود الروسية الزائرة ان القوات الاردنية ستطلق النار دون تردد على اي عنصر مسلح من النصرة او غيرها يحاول اجتياز الحدود بسلاحه، ولكنها ستسمح بدخول اية عناصر تأتي عزلاء بعد ان تلقي سلاحها، شريطة اخضاعها، بعد الدخول، لاجراءات امنية محددة.
الاستطلاع يتقاطع مع تحقيق صحفي نشرته على صفحتها الاولى امس يومية ”الرأي” المقربة من الدوائر الحكومية تحت عنوان ”خبراء يستبعدون تدخلاً برياً في سوريا” نقلت فيه عن العين عوني العدوان- وهو نائب سابق لرئيس هيئة الاركان برتبة لواء- قوله انه يستبعد اي تدخل عسكري بري في سوريا، وانه لا يعتقد بأن اية دولة ستفكر بمعركة برية دون وجود تفاهمات بين المعسكرين الرئيسيين على الساحة وهما روسيا والولايات المتحدة الامريكية تسمح بالتدخل الميداني.
ووصف العدوان – الذي سبق ان قاد مناورات الاسد المتأهب لعدة سنوات- التحليلات الاعلامية التي تتنبأ بتدخل عسكري بري في سوريا بأنها بعيدة عن الواقع، مؤكداً ان مشاركة وحدات عسكرية اردنية في المناورات السعودية هي مسألة طبيعية، وان التمارين العسكرية ”شيء طبيعي” تقوم به الجيوش في العديد من دول العالم.
على ذات الصعيد اتفق الزميل راكان المجالي وزير الاعلام الاسبق مع العين العدوان بالقول : ان الاردن مؤمن تماماً بعدم التدخل العسكري بسوريا، وانه قصر ذلك على قصف معاقل واهداف نوعية لداعش تحت مظلة التحالف الدولي، وذلك بعد استشهاد الطيار معاذ الكساسبة.
ومن جهته حذر النائب علي السنيد من ”مصيبة” قد يتعرض لها الشعب الاردني مجددا تحت عنوان ما يروج له اليوم من الدخول في حرب برية على الارض السورية.
وقال في بيان صادر عنه امس : ربما تكون الاردن هي الخيار المفضل لدى التحالف العربي لانطلاق الحملة العسكرية منها، مما يجعلنا جبهة مباشرة لهذه الحرب لا سمح الله، وتصبح الارض الاردنية وخاصة الشمال منها مستهدفة بقذائف الجيش السوري، وندخل في صراع عسكري على حدودنا، ونقدم ارواح ابنائنا ثمنا لهذه الحرب التي تدار من قبل اطراف اقليمية ودولية بالوكالة.
وطالب النائب السنيد الحكومة بان ترفض ان تكون الارض الاردنية منطلقا لاي حرب في الاقليم، او المشاركة الفعلية بهذه الحرب سواء كانت برية او غير ذلك ، واقترح ان يطلب التحالف من تركيا ان تجعل من ارضها اذا ارادت لتكون منطلقا للحرب البرية اذا وقعت مثل هذه الحرب، وقبل شعبها بذلك.
ومن جانبه كشف سالم زهران، مدير مركز الارتكاز الإعلامي اللبناني عن أن شخصية روسية رفيعة برتبة لواء قد زارت الأردن أكثر من 15 مرة، والتقت الملك عبدالله وكبار المسؤولين العسكريين، فيما سبق لهذه الشخصية ان وقعت اتفاقا مع الفصائل السورية المسلحة المعارضة، استثنى منه داعش والنصرة وجيش الإسلام وأحرار الشام.
مضمون الاتفاق – بحسب زهران- يتعلق جزء منه بالمصالحات داخل سوريا وحالياً يترجم ذلك في ما يجري بريف دمشق من تسليم السلاح الثقيل، فيما يتعلق الجزء الثاني بتزويد هذه الفصائل بإمكانيات لوجستية لمقاتلة داعش والنصرة وهذا يترجم تحديداً في المنطقة الجنوبية. المجد