التصعيد السعودي القطري التركي هدفه إفشال مهمة أنان.

,وكاله جراءة نيوز - عمان - كما كان متوقعاً، اصطدمت مساعي مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة السورية بتعنت حكام تركيا والسعودية وقطر وأزلامهم في "معارضة اسطنبول" وما يسمّى (الجيش الحر) الذين رفضوا التعاون مع جهوده في تأكيد جديد لحجم العداء الذي تتعرض له سورية نتيجة مواقفها وموقعها وتاريخها.

وفي حملة تصعيدية تشابه تلك التي كانت تتعرض لها سورية عشية كل استحقاق، بدأت الأصوات تعلو هنا وهناك بحثاً عن ضغط أو تهديد أو وعيد وبحثاً بشكل خاص عن تدخل عسكري خارجي لطالما دعت إليه "معارضة اسطنبول" في سعيها لقتل أكبر عدد ممكن من السوريين.

وفي جديد التصعيد الإقليمي والدولي ما اعتبره البعض أن اليوم الموافق العاشر من نيسان هو آخر أيام وجود القوات العسكرية السورية في المدن والبلدات مهددين بإجراءات وبيانات وإدانات، وسط حملة تشكيك بنيات سورية ناسين أو متناسين أن من وافق على خطة أنان هي سورية، ومن بادر إلى البدء بسحب القوات هي سورية، ومن يتفاوض الآن لنشر مراقبين لوقف إطلاق النار في مبنى وزارة الخارجية هي سورية، وكل ذلك دون أن تحصل على ما وعد به المبعوث الأممي كوفي أنان من ضمانات من تركيا والسعودية وقطر والمعارضة بوقف إطلاق النار ووقف تسليح وتمويل المعارضة والمضي في حوار سياسي لوضع حد للأزمة.

من جهتها صعَّدت الحكومة التركية من وعيدها وتهديداتها لتمارس ضغوطاً على المبعوث الأممي، وفي محاولة جديدة لإفشال مهمته واصل رجب طيب أردوغان بإطلاق تهديدات جوفاء باتخاذ ما وصفها بـ"الإجراءات" في حال عدم التزام سورية بمهلة أنان، وسط معطيات عن وجود مخطط تركي لافتعال أزمة "لجوء إنساني" كذريعة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية.

وهاجم رئيس حزب العمل دوغو برينتشك بشدة أردوغان، وقال في مقال صحفي له إن أردوغان مشارك في سفك الدم السوري من خلال دعم المسلحين، مؤكداً أن الأحداث في سورية بدأت باستشهاد المئات من عناصر الأمن والجيش على يد مجموعات إرهابية تم تشكيلها من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتركية بمشاركة قطرية.

ميدانياً وفي مدينة إدلب، تمكنت الأجهزة المختصة من قتل وإلقاء القبض على عدد من المسلحين وخاصة في منطقة أريحا وجبل الزاوية وريف معرة النعمان الغربي، أما مدينة سرمين التي دخلتها وحدات الجيش مؤخراً، فقد شهدت عودة عدد من المجموعات المسلحة إليها وبدءها باستعراض قوتها على سكانها من خلال تعطيل نشاطها الرسمي والسكاني.

ومالت حماة أول أمس إلى الهدوء الأمني ولم يسمع مواطنوها أي دوي لانفجار عبوات ناسفة أو رشقات من العيارات النارية، ولم يعكر صفوها سوى العثور على أربع جثث في حي الأربعين.