أخر ماقاله الفتى المغدور"أيهم الروابده" لوالده .. تفاصيل لم تنشر

احتلت حادثة مقتل الفتى ايهم الروابدة 16 عاما حيزا كبيرا في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث برزت هناك تساؤلات كثيرة حول الاسباب التي ادت بالمتهم للاقدام على فعلته، خاصة وانه جارهم ومنزله مقابل منزلهم وعلاقتهم به عادية ولم يكن هناك اي مشاكل سابقة.

الاجهزة الامنية ما زالت تحقق مع المتهم الذي اعترافاته غير واضحه حتى الساعه، واهل المغدور ما زالوا لغاية هذه اللحظة غير مصدقين لما حدث ويتسائلون عن الاسباب الحقيقية التي دفعت المتهم لقتل 'ايهم'الذي هو اكبر اخوته والذي ترك حسرة والم في قلب والده ووالدته واخوته.

والد'أيهم':
روى' محمد علي صلاح علي الروابدة' والد المرحوم 'ايهم الروابدة' تفاصيل الحادثة حيث قال :ان المرحوم ايهم شاب عادي جدا وتصرفاته متزنة ويرتاد المسجد وليس لديه اي تصرفات غريبة، وسلوكه حسن، حتى رفاقه فانا اعرفهم حق المعرفة ولا يوجد اي تصرف غريب قد يصدر من احدهم.

واضاف والد المغدور انه حريص دائما على تعليم ابنائه القيم والمبادىء الحميدة وان يخرج افرادا صالحين في المجتمع، لذلك كان ايهم يرتاد مدرسة خاصة حرصا مني ومنه على الاستزادة من العلم والوصول لأعلى المراتب وكان محط اعجاب وتقدير معلميه واقاربه وكافة المحيطين به ومن نتعامل معهم ،وهو خجول ولا يتجاوز حدوده مع احد.

والدة'أيهم':

والدة المغدور
ام ايهم قالت: ان ايهم مميز عن جميع اخوته وهادىء بطبيعته وملتزم بصلاته، وعندما جاءني خبر وفاته لم اصدق لانني كنت اعتقد ان ايهم سيتعافى ويعود الينا ويكون بين اخوته ،وعندما قالوا لي عند اصابته انه نقل الى المستشفى لم اصدق وكنت اظن ان الاصابة طفيفة، الا عندما رأيته ممدا على سريره امامي وكنت في حينها ما زلت اشعر انني في حلم وان كل ما اراه ليست حقيقة .

وطيلة الأيام التي كان يرقد ايهم بالمستشفى كنت اذهب اليه وفي كل يوم كنت انتظر ان تتحسن حالته في اليوم التالي وكان الاطباء يطموننا عن وضعه ولم يقولوا لنا الحقيقة في البداية خوفا من ردة فعلنا المفاجئة حول الموضوع وفي يوم الوفاة ذهبت اليه وعندما رآني بدأ يسألني عن والده وعندما جاء والده قال له بالحرف الواحد (بابا اشكي عليه انا ما عملتله اشي) .

وهذا بالفعل ما حدث لأن ايهم ليس من طبيعته الغلط او الاعتداء على احد وعندما خرج من العملية بعدها ابتسم لنا ولم ينطق بكلمة عندها سلم الروح وكأنها صحوةالموت.

يوم الحادثة
يقول والد المغدور اننا في العطلة المدرسية نصحوا في ساعة متأخرة ويذهب ايهم ليشتري الفطور لاخوته وبالفعل قام بذلك صباح يوم الحادثة وانا ذهبت الى عملي كالمعتاد ،واثناء عودتي ووجودنا في المنزل اخبرني ايهم بأن جارنا (المتهم) قام اثناء عودته واصحابه من المسجد بمحاولة صدمهم بمركبته، الا انني (والكلام لوالد المغدور) لم آخذ كلامه بمحمل الجد فطلبت منه ان ينسى الامر ويتركه وشأنه ولا يتدخل به بتاتا.

بعدها ذهب المغدور ايهم لملاقاة اصدقائه وعاد الى المنزل وبدأ يشاهد التلفاز، وقتها كانت والدته في زيارة عائلية وطلب مني'ايهم' ان يذهب لاحضارها لكني رفضت وقررت انا ان اذهب لاحضارها، ونظرا لان مركبتي معطلة كنت انوي ان استأجر باصا واذهب لاحضارها وعندما خرجت من البيت كانت الساعة الرابعة والنصف مساء ولم يكن يبعد البيت الذي كانت به زوجتي الا ثلث ساعة عن بيتنا .

في هذه الاثناء حدثت المشكلة وعندما عدنا اخبرنا الجيران ان المتهم جارنا قد اطلق على المغدور ايهم 7 رصاصات وعندما سألت عن الاسباب لم يجاوبني احد فذهبت مسرعا الى المستشفى وكان حينها يرقد على سرير الشفاء يحاول الاطباء اسعافه وعندما سألت اصدقاءه عن التفاصيل قالوا لي :انهم كانوا قد جاءوا لاصطحاب ايهم للذهاب ومشاهدة مباراة في نادي قريب منا وهم اعتادوا على ذلك وهم ثلاثة وايهم رابعهم ،واثناء وقوفهم امام منزلنا للمناداة على ايهم خرج المتهم من بيته المقابل واخذ يصرخ عليهم وطلب منهم مغادرة المنطقة وعندما اصروا على انتظار ايهم لاصطحابه معهم اخرج المتهم المسدس الذي كان بحوزته وبدأ باطلاق الرصاص وفي هذه الاثناء خرج ايهم من باب البيت ومع اطلاق الرصاص اصيب بقدمه في البداية .
بعدها استقل المتهم مركبته وهم بمغادرة المنطقة عندها ايهم بدأ يزحف باتجاه النافذة المحاذية لباب المنزل ووقف هناك وشاهده عمته وعمه في هذه الاثناء وهو يصرخ (اجري اجري) والمتهم يحاول الركوب بسيارته ومغادرة المنطقة لكنه قبلها وقف بجانب ايهم واطلق 4 طلقات اخرى وغادر بسرعة .

الاصابة الاولى كانت في رجله والرصاصات الاخرى جاءت في بطنه وضربت على المعدة والكبد والامعاء واصابته بنزيف داخلي وبقي يرقد لمدة ثلاثة ايام في المستشفى واجريت له عملية لوقف نزيف المعدة والدم انتشر في كل احشائه وكان هو المهم ايقاف نزيف المعدة وابقيت عمليته مفتوحه وبقي في غرفة الانعاش 48 ساعة بعدها ادخل الى غرفة العمليات واجريت له عملية اخرى وبقي في غرفة الانعاش تحت المراقبة خوفا على حالته .

بعدها استفاق ايهم من غيبوبته وتحدث الي قائلا (بابا لا تصالح انا ما عملتله اشي) اي انه طلب من والده عدم التنازل لانه لم يفعل شيئا للمتهم ليقوم باطلاق النار عليه وزملائه بهذا الشكل ولم يكن وضعه في هذه الاثناء يسمح ان نبقى بجانبه وطلب منا الاطباء مغادرة المكان وكان الوقت متأخرا وعندما وصلنا المنزل اتصل بنا الاطباء وقالوا لنا ان ايهم ساءت حالته وعليكم الحضور فورا.

عندها ذهبت الى المستشفى مسرعا وكان في غيبوبة وبقي كذلك 48 ساعة منذ مساء الاثنين الى مساء الاربعاء يصحو وينظر إلينا ويصاب بالرعشة ولكنه لا يسمع لا يرى ولا يتكلم مما يعني انه كان ميتا سريريا منذ ثلاثة ايام بسبب النزيف. وفي يوم السبت 30/1/2016 عدنا من عنده الى البيت وفي الساعة الثالثة صباحا من يوم الاحد 31/1/2016 تلقينا خبر وفاته.

اعترافات القاتل:

المتهم قال اثناء التحقيق انه اراد اخافتهم ليبتعدوا عن المنطقة وانهم قاموا بشخط دهان مركبته صباح اليوم مع ان مركبته لم تكن امام البيت ،وما زال التحقيق مستمرا ولا بد ان تكشف الاجهزة الامنية عن كافة التفاصيل.