''التربية'' تتجه لحوسبة المناهج

قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، ان وجود الإرادة السياسية، وجاهزية المجتمع للتغيير الايجابي، شكّلا دفعة قوية نحو إصلاح التعليم في الأردن.

وقال خلال اللقاء الحواري الذي دعت اليه جماعة عمان لحوارات المستقبل، مساء امس، واداره الدكتور عبدالله الموسى، ان ثمة نخبة مميزة في مجتمعنا الطيب، سواء في موقع المسؤولية او خارجه، تبذل قصارى جهدها من اجل الارتقاء بالتعليم ورفع سويته.

وقال ان الوزارة تتجه لحوسبة المناهج بحيث يستطيع الطالب تعويض ما فاته من مواد علمية في الرياضيات والكيمياء والفيزياء، ودروس عبر النظام المحوسب.

وقال 'اتفقنا من حيث المبدأ مع شركة دنماركية تقدم البرنامج مجانا للوزارة، لافتا الى ان الوزارة ستعمل على تطوير البرنامج بمفاهيم اكثر تطورا.

واعتبر ان هناك تميزا في الاردن لم يُستغل، لا سيما وان الاردن ما زال نموذجا يحتذى على مستوى المنطقة.


وحول تعاطي الوزارة مع اساليب الغش المتنوعة في الثانوية العامة، قال الذنيبات ان المجتمعات لا تدار بالعواطف وانما بالحكمة والحنكة والجرأة، معتبرا ان هذه الكلمات الثلاث تمثل شعارا للوزارة.

وحول قضية المناهج، قال الدكتور الذنيبات انه تم تشكيل لجان على اسس تنافسية، معلنين للمدارس والمشرفين والمعلمين المتميزين، والذين تم انتقاؤهم من ضمن قائمة تم تطويرها ثم من الاكثر كفاءة، بالاضافة الى المقابلات من قبل اللجان المعنية، وعلى رأسها لجنة الاشراف التي يرأسها، شخصية معروفة لدى ابناء المجتمع.

واضاف ان هناك مقالات عديدة كتبت حول المناهج وكانت معظمها اما اجتزاء لاستخدام عبارة او كلمة وردت في موقع ما في المناهج لتعزيز وجهة نظر كاتبها، الى جانب ظهور بعض الكتابات التي تنتقد بعض المناهج التي الغيت، مثلما حصل في نقد كتاب التربية الاسلامية وذكر السيدة فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

واشار الدكتور الذنيبات، الى ان تلك الانتقادات جاءت من غير المختصين، لا سيما وان المناهج لا يقيّمها سوى خبراء وليسوا هواة لم يسبق لهم العمل في المناهج.

واكد ان الوزارة قطعت شوطا كبيرا في تنقيح المناهج واعادة تأليفها وعلى رأسها مناهج الصف الاول والثاني والثالث، التي اعيدت اعادة كاملة تقريبا، الامر الذي جعل بعض الدول العربية تطلب تلك الكتب لتدريسها في مدارسهم.

وفيما يخص المسارات التعليمية، اشار الذنيبات الى انه تم اعادة النظر في المسارات التعليمية وتم الغاء مسار 'آي تي' ليصبح هذا المسار دورة تدريبية لمدة شهرين، وحل محله تخصص مال واعمال الذي من شأنه تمكين الطالب بعد انهاء المرحلة الثانوية العمل كمحاسب في اي قطاع استنادا لمعرفته بمبادئ التسويق والمحاسبة.

ولفت الى دراسة اجرتها الجامعة الاردنية والتي تظهر ان ما يقرب من 4500 طالب من حملة التوجيهي 'آي تي' لم ينجحوا، فإما فصلوا من الجامعة او غيروا تخصصاتهم.

واشار الذنيبات الى ادخال الوزارة مادة متقدمة في البرمجة تبدأ من المرحلة الابتدائية الى الثانوية بدلا من الحاسوب الذي اعتبره مادة كمحو الامية.

وقال انه وبعد انتهاء كل امتحان تثار عليه بعض الملاحظات، فيصار الى دعوة عدد من المختصين المتميزين لمناقشة بعض الامور، والتي لا نجد ضيرا في الرجوع عنه، مشيرا الى ان الفترة الماضية لم تسجل اية اخطاء اطلاقا لجهة وضع اسئلة امتحانات التوجيهي.

وحول الابنية المدرسية في الثلاث سنوات الماضية، قال انه تم بناء نحو 239 مدرسة اي ما يقرب 5000 غرفة صفية وبعطاءات خلال السنتين الاخيرتين بقيمة 429 مليون دينار تقريبا، مشيرا الى ان الوزارة تسلمت جزءا منها، الى جانب صيانة المدارس بقيمة تقدر بنحو 40 مليون دينار.

واضاف ان العام الحالي سيشهد طرح عطاءات بقيمة 300 مليون دينار، لتحديث البنية التحتية للمدارس، مشددا على ان البيئة غير السليمة لا يمكن ان تفرز مخرجات تعليمية سليمة.

وقال ان هناك قرارا اتخذ بانشاء اكاديمية لتدريب المعلمين بالتشاركية التامة مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، لافتا الى ان البدء فيها سيكون خلال ايلول المقبل، ليستغرق تدريب من يقع عليه الاختيار، 9 اشهر كاملة، قبل مزاولته التدريس.

وقال ان عدد المعلمين الذي خضعوا لبرامج تدريبية وصل لنحو 57 الف معلم وموظف، مؤكدا ان التدريب حاز الاهتمام الذي يستحقه.

وحول التعليم المهني، قال الذنيبات ان الوزارة اتفقت مع 'اليونسكو' لتزويدها بخبراء وتم تعيين خبير محلي سيتسلم مهام عمله في غضون شهر، بخبرة متميزة في التعليم المهني، كما استقطبت الوزارة ثلاثة خبراء من كوريا الجنوبية.

واكد ان توجه الوزارة حاليا هو نحو هيكلة التعليم المهني بالكامل، معربا عن امله بأن يتجاوب مجلس التعليم العالي مع هذا الموضوع.